أفلام تناولت حياة الكاتبات
سلفيا بلاث، فيرجينيا وولف، ماري شيلي، ايريس مردوخ، جين أوستن، لسن كاتبات فحسب بل علامات بارزة في تاريخ الأدب
add تابِعني remove_red_eye 61,969
لا أحد ينكر فضل الكاتبات على مر التاريخ وما قمن بتقديمه إلينا من الإبداع الرائق، والجمال الصافي، ولأن السينما هي الناقل البصري لكل ما نرويه من قصص لكل من نريد تخليد اسمه، فقد صورت الأفلام قصصًا لكتاب وكاتبات، كما صورت المعاناة، والفن والجمال والحياة، في هذا المقال أقدم لكم خمس أفلام تحدثن عن خمسة مبدعات خالدات، لا ينكر أحد بَصْمتهن الرائعة والخالدة في الأدب.
The Hours 2002
ولدت عام 1842م، لعائلة إنجليزية عريقة، ولقد تلقت تعليمًا رفيعًا، كما أنها من العلامات البارزة في تاريخ الأدب، فهي أول من ابتكر تيار الوعي كطريقة للسرد، صدرت لها العديد من الكتب، لم تكن روائية فحسب، بل كانت مفركة ونسوية سبقت عصرها، في كتابها “غرفة تخص المرء وحده” تعرضت لفكرة أن المرأة لا تتوفر لها نفس الظروف التي تتوفر للرجل من أجل الإبداع، وأنها لولا أنها تمتلك المال والمنزل لما كانت وصلت إلى مكانتها الحالية، وعلى الرغم من ذلك المشروع المبدع فإنها كانت مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهو الأمر الذي دفعها في النهاية لأن تنتحر في النهر بعدما ملأت جيوبها بالحجارة، تاركة رسالة لزوجها، تخبره فيها أنها لم تعد قادرة على الحياة.
تناول الفيلم جانبًا واحدًا من حياتها، وهو يمتزج مع امرأتين أخريَيْن كل ما يجمع بينهما هو رواية السيدة دالاوي، يتناول الفيلم يومًا واحدًا من حيوات هؤلاء النساء، يومًا واحدًا يحدث فيه الكثير يتغير فيه الكثير، يجمع بين فيرجينيا التي تخضع لرقابة زوجها بناءً على رغبة الأطباء، و”كلاريسا فون” التي تريد الاحتفال بحبيبها الشاعر الذي حصل على زوجها، و”لورا” التي تحاول تدبير عيد ميلاد رائع من أجل زوجها الحبيب، أهم ما يميز الفيلم هو الانتقالات التي تتم بسلاسة بين حيوات النساء، والتي تشعرك بأنهن كلهن امرأة واحدة، في عصور مختلفة.
الفيلم بطولة نيكول كيدمان في دور “فيرجينيا”، جوليان مور في دور “لورا براون”، ميريل ستريب في دور “كلاريسا فون”
Sylvia 2003
هي سلفيا بلاث شاعرة وكاتبة أمريكية، ولدت عام 1932م، ألفت جوهرتها الوحيدة “الناقوس الزجاجي” والتي تُعدّ من أشهر الروايات الأمريكية الحديثة، كما أنها تزوجت من الشاعر تيد هيوز وعاشَا معًا في الولايات المتحدة، وبعد ذلك انتقلا معًا إلى بريطانيا، حاولت الانتحار في عمر صغير ولكن أمها وأخوها وجدوها وتمّ إنقاذها، كما أنها أول شاعرة تفوز بجائزة البوليترز وكان هذا بعد وفاتها، لقد كانت مصابة بالاكتئاب كما أن خيانة زوجها لها قد جعلت حالتها تسوء أكثر، وكذلك الآراء التي كانت تنتقدها بشدة، كل تلك الضغوطات مع الاكتئاب اللعين، الذي التف حول عنقها شكلوا ضغوطًا هائلة، فانتحرت عن طريق استنشاق الغاز.
يتناول الفيلم جانبًا واحد وهو قصة حبها مع تيد هيوز، وزواجهما وتدهورها، الأمر الذي يجعلك ترى وكأنه السبب الوحيد في تدهور حالتها الصحية، فعلى الرغم من تحذيرات أصدقائها منه، تبدأ قصة حبهما معًا بسرعة وتنمو، حتى إنها لا تكترث لتحذيرات والدتها التي ترى أنه ليس الأفضل لها، تتزوج منه وتندمج في حياة المنزل ومهنة التدريس، بينما يزهو نجمه في سماء الشعراء، تشعر أن حياتها الأدبية مهددة، وحينما تنشر كتابها الأول لا تتلقى سوى الكثير من النقد، في أولى لقاءاتهما اعترفت له بمحاولة الانتحار التي حاولتها، لم تنفجر بالكتابة إلا حينما تأكدت من خيانته لها، لقد أخبرت الناشر أنها تكتب في أسوأ أوقاتها وهو الثالثة فجرًا وكأنها تحتمي خلف الكتابة.
بطولة “جوينث بالترو” بدور سلفيا، و”دانيال كريغ” بدور تيد هيوز.
Becoming Jane 2007
إنها واحدة من الرائدات في التاريخ الأدبي، وما زالت رواياتها تنشر حتى الآن وتعاد طبيعتها، اشتهرت روايتها بأنها تتحدث عن الفقراء والأغنياء، وتلك الصراعات الطبقية، وقد تحدثت روايتها كبرياء وهوى، عن النساء اللاتي يسعين للزواج من أجل الحصول على حياة اجتماعية سعيدة، لم تشتهر بروايتها أثناء حياتها، لكن بعد وفاتها بنحو خمسين عامًا نشر ابن أختها سيرتها الذاتية والتي جعلت الأنظار تلتفت إليها، عاشت ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
تناول الفيلم حياة جين أوستن وهي تناهز العشرين، حيث أصبحت الآن الفتاة الكاتبة التي تكره الطبقية، والزيف وكل تلك المظاهر الخادعة، ولكن الوالدين يخططان لحياتها بشكل آخر وخاصة والدتها التي تخبرها أنها ان استمرت في أحلامها سينتهي بها الأمر عجوز قبيحة لا يريدها أحد، فتتم خطبتها للسيد ويزلي الثري، ولكن جين أوستن الطموحة والثائرة لا ترتضي بتلك الخطبة كما أنها تلتقي بحبيبها المحامي الشاب الطموح، ولكن الحياة لا تسير دائمًا وفق ما تريد.
لقد برعت آن هاثاوي في هذا الدور للدرجة التي جعلت عقلي يستدعي صورتها حينما أسمع اسم جين أوستن، كما أنني عرفت أن الأهل هم الأهل على مر العصور، وفي مختلف البلدان، يريدون دائمًا الحياة الأكثر سعادة من منظورهم.
شاركها في البطولة الفنان “جيمس مكافوي”.
Iris 2001
جان آيريس مردوك أو ايريس مردوخ، ولدت عام 1919م، هي كاتبة ايرلندية اشتهرت برواياتها التي تدور حول الخير والشر والأخلاقيات، كما أنها ليست كاتبة فحسب إنما فيلسوفة وناقدة، صنفتها صحيفة التايمز البريطانية في المركز الثاني عشر، في قائمة أعظم (50) كاتب بريطاني منذ عام 1945م، كما اختيرت روايتها الأولى كواحدة من أفضل (100) رواية إنجليزية، تزوجت من الناقد الأدبي والروائي جون بايلي والذي كان يعمل كأستاذ في جامعة أكسفورد.
يتناول الفيلم أبشع مخاوف الكاتب على الإطلاق وهي انعدام قدرته على صياغة جملة واحدة، أكثر المشاهد التي أثرت فيّ هي نسيانها الكلمة التي تريد كتابتها، وشطب الكلمات وإعادة كتابتها، كذلك حينما نادت زوجها لتسأله لماذا يقول الرجل على التلفاز تلك الجملة، انهيار الذاكرة هو أسوأ ما قد يحدث للكاتب، حينما تنسى ما كتبت وتفقد قدرتك على كتابة المزيد، كما ينتقل الفيلم بين حياتها في الشباب، وتلك المرحلة وهو ما يجعل الأمر أشد قسوة، فتلك الفتية التي تكتب وتسافر وتحب، لم تعد تقدر على صياغة جملة واحدة،
قامت بدور آيريس الشابة “كيت وينسلت” أما عن آيريس العجوز فقامت بدورها “جودي بينش”
Mary Shelley 2017
ولدت ماري شيلي لعائلة مثقفة فقد كانت والدتها من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، الكاتبة ماري وولستونكرافت والدها الكاتب والمفكر ويليام غودوين، ماتت والدتها بعد ولادتها بعشرة أيام، وقد تزوجت الشاعر بيرسي بيش شيلي، وهو الذي حملت كنيته فيما بعد، كتبت قصتها “فرانكيشتاين” والتي أصبحت مصدرًا لإلهام الكثيرين، أثناء أطول شتاء اجتاح الكرة الأرضية، وكان ذلك بعد اقتراح اللورد بايرن أن يكتب الجميع قصصًا مرعبة لتمضية الوقت.
يدور الفيلم حول قصة حبها مع الشاعر بيرس شيلي، والذي كان متزوجًا في ذلك الوقت، ورفض المجتمع لعلاقتهما ثم هربها، وفقدها ابنتها، وتلك الرحلة الشاقة، لقد عانت ماري شيلي من سوء تقدير من حولها لموهبة لدرجة أن الناشر كان يرى أن الرواية ليست لها إنما لزوجها، ولكنه اعترف بها وبأن روايتها من إبداعها الخالص.
الفيلم بطولة “ماري إيل فانينغ” في دور ماري شيلي و “دوغلاس بوث” في دور بيرس شيلي.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 61,969
قائمة بالأفلام التي تناولت السيرة الذاتية لأبرز الكاتبات في الأدب
link https://ziid.net/?p=75403