ملهمون من بلاد “المغرب”
من المغرب هنالك شموس تشرق على العالم ونفخر ونعتز بها كمسلمين
add تابِعني remove_red_eye 102,609
عُرفت دولة المغرب بأنها بلد لديها ثقافة ولغات متعددة، ولديها تنوع في الجغرافيا وفي المناخ.. وهذا بلا ريب يثري ساكنيها ويمنحهم متسعًا في آفاق المعرفة والفكر والفهم. ومن كتاب “ملهمون” للكاتب صالح بن محمد الخزيم، والذي طبع كتابه أكثر من ست مرات وهو عبارة عن سير وتراجم ملهمة يريد بها مساعدة الواقف المتعثر في منتصف الطريق ليستكمل السير من خلال ما جاء في السير.. استوقفتني ثلاث شخصيات من بلاد المغرب لأدون بعض الأفكار مستلهمة من سيرتهم وهي التالي:
فاطمة الفهرية.. عالمة، وثرية
ولدت في تونس بلد، وهاجرت أسرتها إلى المغرب بلد آخر، فمن بلد إلى بلد هكذا كانت البداية. وفي سيرة الفهرية نجد الثراء الذي لم يمنع من الانشغال بالعلم المقترن بعمل صالح يحمل النية الطيبة. والعلم لا يأتي إلا بالخير فبالعلم ينفق المال في مكانه، وبالعلم تسمو الأهداف والغايات.. فكانت الثمرة جامع.. وحاليا جامعة كبيرة وعريقة، ولعل هذا دلالة على قبول العمل.
جامع القرويين
بناء جامع بهدف العبادة والعلم ليصبح الجامع أول جامعة في العالم، وبها طلبة من كل أنحاء العالم، وفيه علماء أجلاء، ولهم دور كبير في المجتمع.. وأبرز من درس بها العالم ابن خلدون، وهذا العمل كان نية برغبة صادقة وعبادة من أجل الهدف فقد نذرت “الفهرية” أن تصوم لله إلى أن ينتهي بناء الجامع. “ما كل من أراد شيئا قدر عليه، ولا كل من قدر على شيء وفق له، ولا كل من وفق أصاب له موضعًا، فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والإصابة فهناك تمت السعادة”
ابن بطوطة.. الرحالة والمؤرخ
حب السفر والارتحال وقرر أن يرى العالم وانطلق في وهو في أول العشرين من العمر من بلده المغرب إلى مكة المكرمة للحج أولًا وإتمام الأركان الخمسة لتتم شخصيته وبنيانه كمسلم تحققت له الاستطاعة. كانت المسافة تستغرق عامًا وأربعة أشهر في أول رحلة، وهذا يدل على الصبر وقوة العزيمة والمثابرة ولو عكسنا هذا على واقعنا لوجدنا مشكلتنا الأولى في قلة الصبر فكل شيء حولنا سريع لم يعد هنالك شيء تصبر حتى تناله هذه السرعة افقدتنا خصلة الصبر.
كان يتنقل عبر قوافل أي لا يسير لوحده حفاظا على الأمن لنفسه بالإضافة إلى تحقيقه لـ “صحبة ماجد” كما قال الإمام الشافعي شعرًا في فوائد السفر.. ومن الصحبة والتعارف كانت الإضافة التي قدمها للعالم من خلال كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”.
الأسبقية
كان المعروف بـ “ابن بطوطة” محمد التوالي أول إنسان يتنقل بين البلدان ويكتشف العالم، ولقد تعرف على أكثر من أربعة وأربعين بلدًا.. وفي زمنه كان الأمر ليس هينًا فلا طائرة ولا قطار ولا حتى سيارة.. وليس هنالك محطات بين المدن والبلدان، ولا أمن. “تستطيع أن تفعل ما يراه أناس مستحيلًا”
ميلود الشعبي.. غني أفريقيا
رجل أعمال عاش في المغرب كان فقيرًا لدرجة أن أخاه مات بسبب الجوع، وتعلم في المسجد في صغره، وعمل في رعي الغنم ومن ثم في الزراعة.. كل هذا وهو دون الخامسة عشر.. عمل بعد ذلك في ورشة وطرد ثم انتقل لعمل آخر في البناء وقد كان الراتب الذي يتقاضاه قليل ولكن أفضل من البقاء بلا عمل وبعد أربعة سنوات تمكن من حرفته ليبدأ عمله الحر بمعرفة وقدرة، وإجادة تُسهم في تحقيق النجاح لمؤسسته.
سر نجاحه
هذه القاعدة الصلبة من قدرة ومعرفة وإتقان لحرفته كانت سبب لنجاحات مستمرة في عمله، فهو يستطيع اتمام العمل حتى وإن لم يحضر العاملين. وتوفيق الله أساس كل أمر فلقد أكرمه الرزاق بالرزق الوفير حتى أصبح من أغنياء المغرب وثروته تقدر بالمليارات. “أصقل موهبتك بالتعلم المستمر والممارسة المستمرة”
وفي النهاية هذه نماذج من شخصيات ناجحة وملهمة كانت من بلاد المغرب التي تزخر بالكثير من العلماء فقد كان منهم: أبو الحجاج الضرير عالم النحو، والعلامة والفقيه والمؤرخ القاضي عياض والكثير.. ومن المعاصرين: العالمة الفلكية مريم شداد زهي أول عالمة عربية تذهب إلى القطب الجنوبي وكذلك العالم المتخصص في الأحياء عدنان الرمال وابتكاراته في الأدوية، والعالم رشيد اليزمي واختراعاته المتوالية في البطاريات المستخدمة في الهواتف المحمولة، وعالمة الوراثة اسمهان الوافي.. وهذا غيض من فيض.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
نماذج ملهمة من المغرب
link https://ziid.net/?p=93697