أربعة أمور مستفادة من فيلم “صحراء”
مواجهة الخطر.. وكيف تتمالك نفسك ولا تفقد صوابك حتى تتمكن من إدارة الموقف وتنجو من هلاكك هو ما يقدمه الفيلم
add تابِعني remove_red_eye 102,609
لا ريب بأن لكل هجرة سببًا ومقصدًا فهنالك من يهاجر من أجل الرزق ولقمة العيش، ومن يهاجر للبحث عن حياة يعيشها بكرامة أو أن يكون في بلده حرب وأزمة تفقده الحاجات الأساسية وتخرجه شريدًا أو حتى طريدًا، أو أن تكون الهجرة لنشر رسالة مثلما فعل دعاة الإسلام في هجراتهم إلى دول شرق آسيا.. وتتعدد الأسباب والهجرة واحدة.
وفيلم “صحراء” الذي تم عرضه في عام 2015م. يحكي عن هجرة غير شرعية إلى أمريكا لمجموعة مكونة من أربعة عشر، ثلاثة نساء والباقي رجال قادمين من المكسيك، ويريدون الدخول من خلال الحدود المكسيكية ولكن تعطلت الشاحنة التي تحملهم ولا يستطيع السائق ومساعده أن يستكملوا الطريق، فيسيرون على أقدامهم في الصحراء باتجاه أمريكا.. ولكن هنالك من كان ينتظرهم وهو رجل أمريكي عنصري يتجول بسيارته ومعه كلبه وبندقيته التي يتصيدهم بها، واستطاع أن يقتلهم واحدًا تلو الآخر ولا ينجو منه إلا رجل وفتاة، والفيلم من أول مشهد وحتى آخر مشهد يعرض رحلتهم في الصحراء.
“الرحيل نوع من أنواع الموت” بهذه العبارة ابتدأ سيناريو الفيلم، وإليك أربعة أمور مستفادة من هذا الفيلم:
المهارات
كانت مهارات بطل الفيلم الرجل الناجي ساعدته حين أخذ سيارة الرجل العنصري ليهرب منه، فكونه ميكانيكي كانت لديه قدرة على فتح السيارة بلا مفتاح وكذلك تشغيلها.. كثير من المهارات الحياتية مفيدة في وقت الشدة والأزمة وخاصة في وقت الخطر حينما يكون الأمر “موت أو حياة” هُنا تنطلق الطاقة الكامنة ولكن هنالك مواقف تتطلب مهارة مثلما جاء في الأثر من قول: “علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”.
ونحن في مرحلة لديها احتياجات ومتطلبات زيادة على ما جاء في القول منها: الإسعافات الأولية، رياضات الدفاع عن النفس مثل: الكاراتيه وغيرها أيضًا قيادة السيارة والطيارة إن أمكن.. وهنالك مراكز تهتم في تعليم المهارات التي تخص أمور البيت من كيفية إصلاح الأجهزة الكهربائية، والهاتف المحمول وما يخص التقنية وكذلك أمور السباكة وغيرها.
قاوم.. لا تستسلم
مواجهة الخطر وعدم الاستسلام أهم ما يجب أن يغرس في دواخلنا وهذا ما كان يتحتم على الهاربين “الشجاعة”، فحين تشاهد هذه المقاومة من أبطال الفيلم تعي بأن هنالك طرقًا من الممكن أن تحقق لك فرصة النجاة، والفرار وكذلك بالتفكير في حيلة للخروج من المأزق مثلما فعلت الفتاة الناجية حين وضعت الدمية بين الثعابين لتخدع الكلب فيتمكنوا من الهرب، كذلك استطاع الرجل الناجي أن يحصل على مسدس الإنقاذ الذي كان في حوزة الرجل العنصري..
وهكذا فالتفكير وحسن التدبير قد يكون سببًا حتى تنقذ نفسك من موت محتم. ومن جانب آخر المقاومة مطلوبة في مواقف الحياة المختلفة فقد تواجه تنمرًا أو عنصرية في عملك أو في دراستك أو في مجتمعك أو حتى ممن يسكن بالجوار.. فما عليك إلا أن تقاوم بشجاعة وتمالك لأعصابك، والعبرة بالخواتيم.
الحي أبقى
بعد ما قتل الجميع وبقي الرجل والفتاة أصيبت الفتاة برصاصة فلم تستطع المسير حينها اضطر الرجل لتركها قائلاً لها: “لو بقيت سيموت كلانا، وأنا لدي ابن”.. في موقف مثل هذا الحي أبقى لمن سيموت لا محالة.. لذا عليك أن تقسو على قلبك، والموقف متكرر في قصص الأولين من أخبار التاريخ لمن هربوا من الموت. فإذا كانت محاولة إنقاذ الآخر ممكنة فعلوا وإلا الحي أبقى ممن موته مؤكد.
العنصرية المنتنة
وهذا ما جسده الرجل الأمريكي الذي قتل المهاجرين بدون رحمة من أجل حجة واهية قالها: “إنه موطني”. معتقدًا بأنه يحق له قتلهم ويبرر ذلك بسخرية قائلًا: “أهلًا بكم في أرض الأحرار” والعنصرية تختلف أسبابها إلا أنها موجودة. حاربها الإسلام وحين حدث موقف بين الصحابة بلال الحبشي وأبو ذر الغفاري -رضي الله عنهم – خلاف في أمر دنيوي فقال أبو ذر لبلال: “يا ابن السوداء” فأخبر بلال النبي –صلى الله عليه وسلم– إلى أن قال النبي –صلى الله عليه وسلم– لأبي ذر: “إنكَ امرؤ فيك جاهلية” وهذا ما جاء به دين الإسلام من رفض للعنصرية، ووصفها بالنتنة. “أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا بلال”
وفي النهاية الفيلم اسمه باللغة الاسبانية (Desierto)، ويعتبر درسًا في المقاومة حتى النجاة وكذلك درس لكل عنصري فقد كانت نهاية الرجل العنصري على يد الرجل الناجي، والذي اختار أن يتركه للصحراء تتولى عملية القضاء عليه وقتله، بعدما أصيب وفقد القدرة على السير والوقوف من جديد.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
link https://ziid.net/?p=93766