أدوار لامعة في مسيرة “جولييت بينوش”

تعد جولييت بينوش من ألمع نجوم السينما الفرنسية والعالمية، والتي أدت العديد من الأدوار العظيمة والمؤثرة

84 قارئ

1. Three colors : Blue .. ثلاثية الألوان: أزرق
2. The English patient 1996
3. Chocolat 2000
إليك أيضًا

لقد بدأت جولييت بينوش سيرتها الفنية الحقيقية بعد الفيلم المقتبس عن روايةٍ لكونديرا The unbearable lightness of being، لقد منحها هذا الدور شهرةً واسعة أمام النقاد لتدخل السينما العالمية مؤدية أدوارًا مهمة باللغتين الفرنسية والإنجليزية. عشرات من الأفلام شاركت فيها بدورٍ رئيسي أو ثانوي لترشح وتحصد جوائز عالمية، كالأوسكار والسيزار والجولدن جلوب. تعتبر بينوش من النجوم الفرنسيين الأعلى سعرًا وتواصل أعمالها بكلِ بريقٍ، وخفة مذهلتين.

في هذا المقال سنعرض لكَ ثلاثة من الأفلام المهمة والمؤثرة في سيرة الأيقونةِ الفرنسية جولييت بينوش.

1. Three colors : Blue .. ثلاثية الألوان: أزرق

فيلم أزرق، يعد أولَ فيلم في ثلاثية كريستوف كيشلوفسكي (أزرق، أبيض، أحمر) وهي ألوان العلم الفرنسي والتي تحمل رمزية الثورة الفرنسية (الحرية، المساواة، الأخوة). عرض فيلم “أزرق” في 1993. وفي هذا العمل تقدم بينوش دور “جولي” التي تفقد زوجها وابنتها إثر حادث أليم لتدخل في حالةٍ شفافة من الحزن والكآبة. حالةٍ من الصراعِ الذي تواجهه جولي حتى بعد تراجعها عن الانتحار وهي في المشفى، تدخل محاولةً من التحرر وهو الشعار الذي يرمز له عنوان فيلم (أزرق/حرية).

لكنها حرية ذاتية، من آلام شخصية وليست جمعية، تحرر من الحياة السابقة، الذكريات، والحنين المؤلم، ومحاولة لصناعةِ حياةٍ جديدة. الحياة الجديدة التي سعت أو كان مفروضًا أن تقوم بها، تتقاطع في قرابتها مع الحياة السابقة قبل الحادث ولكنها بشكلٍ ما إعادة بناء لما رفضته أو لم تتعاط معه، أو تكمله كأعمال زوجها التي حاولت أن تنهيها لتنشر باسم صديقهِ. لقد ساعدَ وجه جولييت السابح في براءته على أداءِ دورٍ حزين وهادئ رغم وفرة صراعات التحرر والخفة للدخول في حياةٍ جديدة لا تنتمي للماضي.

2. The English patient 1996

رغم الدور الثانوي الذي أدته بينوش في هذا العمل، إلا أنه كان علامة فارقة في مشوارها الفني، ونالت عنه جائزة الأوسكار لأحسن دور ثانوي، كما فاز بأوسكار أحسن فيلم، أحسن تصوير سينمائي، أحسن موسيقى، وأحسن مونتاج.

خلال ساعتين من الزمن يعرض علينا المخرج الإنجليزي أنطوني مانغيلا ملحمةً، في التاريخ والحرب والحب، والإنسانية أيضًا. الفيلم مقتبس من الرواية التي تحمل نفس العنوان، للكاتب مايكل أونداجتي، والتي نال عنها جائزة البوكر العالمية عام 1992. الممرضة الكندية الشابة “هنّا” هو الدور الذي أدته بينوش، ترافق الممرضة هذا المريض الانجليزي في دير مهجور بإيطاليا، المريض الذي فقد كامل ملامحه بعدما تعرض للحرق وفقد ذاكرته أيضًا، تقرأ له من كتاب الشاعر الإغريقي هيرودوت، والذي يرافقه دومًا.

تتطور الأحداث لينكشف شيئًا فشيئًا من هذا المريض؟ ما جنسيته الحقيقية وهل كان جنديًّا أم شيئًا آخر؟ بالتوازي مع الحقائق التي يستعرضها الفيلم عن المريض، وماضيه وقصة الحب التي عاشها مع امرأة، وطبيعة العلاقة التي كانت تجمعهما قبل ذلك، تنشأ قصة حب بين “هنّا” وملازمٍ يعمل في وحدةِ إزالة الألغام من طائفة السيخ.

إن الملحمة التي يعيشها المشاهد مع الفيلم، تفوق الأحداث المتسلسلة، الفلاش باك والتشويق الذي تفرضه الأحداث، وحتى دهشة الحقائق التي تكشف تدريجيًّا، ولكتها تجعله يطرح تساؤلاتٍ كثيرة: عن الحب والأخلاق، الوطن وعلاقتنا به، وعن الروابط الإنسانية التي تجمع الناس كأفراد، تساؤلات في الخير والشر والحقيقة أيضًا.

3. Chocolat 2000

في فيلمٍ خفيفٍ ومؤثر، تلعب جولييت دورَ أم لابنة وحيدة تنتقل إلى قرية فرنسية هادئة يكون فيها الدين والكنيسة مصدر كلّ القواعد. تفتح “فيان” محلَّ شكولا وتطهو فيهِ مختلف الوصفات اللذيذة للشكولا، بأذواقٍ وتأثيراتٍ مختلفة. تبدأ صراعات فيان ضد محافظ البلدة منذ وصولها حيث فتحت المحل أيام الصومِ. في سلسلة من الأحداث المختلطة بين الكوميديا والدموع تحاول فيان تغيير حياة الكثير من أهالي القرية الذين يتعرضون للتحكم من طرف المحافظ أو أحدِ أفرادِ عوائلهم، إذ تفتح بيتها لمعنَّفة من طرف زوجها، وتعيد علاقة امرأة بزوجها وتشجع مُسنًّا على الحب، وتستضيف عجوزًا تعاني مشاكل مع ابنتها في المحل، ويصبح المحل الذي رُفض فتحه إلى مكانٍ للحكايا والضحكات العالية.

رغم كل المصاعب التي تواجه فيان وابنتها وعدمِ تحقيق المحل لمردوديةٍ تغطي النفقات فإنها تواصل تواجدها خاصةً بعد قدومِ غجر على إحدى الشواطئ، ليبثوا حياةً من الرقص والألوان على البلدةِ، وحيث تقع في حبِ أحدهم “روكي” الذي يقوم ببطولتهِ نجم هوليوود جوني ديب. الفيلم من إخراج لاص هالستروم (2000)، مقتبس عن رواية بنفس العنوان لِلكاتبة جوان هاريس. رُشح للكثير من الجوائز: الأوسكار، البافتا والجولدن جلوب ونال جائزة سكرين آكتورز جيلد.

تُعد مسيرةُ جولييت بينوش حافلةً بالأعمال، قدمت فيها أدوارًا كثيرة ومؤثرة، ورصدت من خلالها جوائز كثيرة. إن حضورها في أي عملٍ ولو كان صغيرًا بطاقة تضمن بها جودةَ العمل والقصة لتشاهده بأمانٍ أن لهذا العمل تأثيرًا واسعًا ومشاعر ستتحرك قطعًا وأنت تشاهده.