مراجعة كتاب حياة في الإدارة
إنه لشيء مميز كونك تغوص في عقول الآخرين وتقرأ تجاربهم، كتاب حياة في الإدارة ألهمني وكان ذا أثر على حياتي.
add تابِعني remove_red_eye 12,563
التنوع في قراءة الكتب مصدر إلهام للكاتب، حيث الإبحار هنا وهناك فتارة تتناول الأدب وتارة تتجه نحو العلوم بشتى أنواعها وتارة تتعلم شيئًا من الفنون، إنه لشيء مميز كونك تغوص في عقول أناس من أقاصي الأرض، وتخوض تجربة أناس آخرين وأنت لم تبرح مكانك قط، من بين الكتب التي ألهمتني كثيرًا وبقيت الكلمات والأفكار المطروحة فيه رنانة في عقلي، ولم أكتفِ بالقراءة فقط بل طبّقت معظم ما قرأت في عملي ورأيت نتيجة وحصاد هذا الكتاب على أرض الواقع كان كتاب (حياة في الإدارة) للكاتب: د.غازي عبدالرحمن القصيبي.
نبذة عن كتاب حياة في الإدارة
هذا الكتاب (حياة في الإدارة) هو ترجمة ذاتية لغازي القصيبي، يتناول سيرته منذ مراحل التعليم الأولية وحتى قرار تعيينه سفيرًا في لندن عام 1992 ويعتبر من أبرز مؤلفاته، يروي المؤلف تجربته وطريقة إدارته المناصب التي تولاها، ويحكي بعض المواقف والطرائف والعقبات التي واجهته، ويستخلص منها بعض التوجيهات للإداريين عامة والشباب خاصة .
الكتاب أعمق مما تتوقع يتخلله أسلوب تربوي وطابع تعليمي مميز، حالما أنهيت قراءة الكتاب تساءلت كثيرًا كيف أن كتابًا كهذا لا يُدرّس في مدارسنا ويصبح منهجًا تعليميًا يحتذى به؟ ما لبثت إلا فترة قليلة حتى قرأت خبرًا أثلج صدري وفاق توقعي وكان مطلعه “أهدى وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى اليوم طلاب المرحلة الثانوية كتاب الراحل الدكتور غازي القصيبي حياة في الإدارة” خلال تدشينه مشروع إقرار كتاب “حياة في الإدارة” ليكون الكتاب مقررًا دراسيًا ضمن مادة المهارات الإدارية من العام الدراسي المقبل، في خطوةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخ التعليم بالمملكة العربية السعودية.
بعد أن أنهيت من قراءة الخبر علمت أن لا بد للشيء المميز أن يظهر يومًا ما وما تعبت من أجله ومن أجل تحقيقه لن يضيع هباءً منثورًا، لذا لا تبخل بفكرةٍ داهمتك ومن شأنها أن تطوّر مجالًا ما، اعرضها واسعَ لتطويرها ما دمت مؤمن بها حتمًا ستظهر للنور يومًا.
بعض من مقتطفات الكتاب
1- “يمكن تلخيص أسلوبي في التدريس على النحو التالي: لا يمكن للمادة أن تكون مفيدة ما لم تكن مشوقة، ولا يمكن أن تكون مشوقة ما لم تكن مبسطة، ولا يمكن أن تكون مفيدة ومشوقة ومبسطة ما لم يبذل المعلم أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب.”
2- “الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم هم الذين بدؤوا من أسفله، والذين يبدؤون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول.”
3- “هناك ثلاث صفات لا بد من توفرها في القائد الإداري الناجح، الأولى صفة عقلية خالصة، والثانية صفة نفسية خالصة، والثالثة مزيد من العقل والنفس، الصفة العقلية هي “معرفة القرار الصحيح” والصفة النفسية هي “اتخاذ القرار الصحيح” والصفة الثالثة هي “تنفيذ القرار الصحيح”.
هذه فقط مقتطفات و في جعبته الكثير الكثير سيتسنى لك معرفتها في حال اقتنيته، وأرى أن كل مسؤول أو ذي سلطة عليه اقتناء كتاب كهذا أو حتى مشابه له لتثقيف ذاته بكيفية طرق التعامل مع الآخرين وكيفية كسب علاقات مع موظفيه وخلق جو من الراحة والمودة بعيدًا عن التشدد والتنكيل، لو فعل ذلك حقًا لنال آنذاك الكثير من زيادة إنتاجيته في العمل وإخلاص موظفيه نتيجة لمحبتهم للعمل وصاحب العمل، فالقائد الناجح دومًا يطمح للموازنة في العمل بين النجاح في الإنتاجية والنجاح في العلاقات الاجتماعية بينه وبين الموظف.
لمن الرائع أن نرى مشاهير وصحفا أشادوا بهذا الكتاب بعبارات مؤثرة حقًا، ومن هذا المنطلق لا تترد أبدًا في تطوير ذاتك حتى لو شعرت أنك تشبّعت في مجالٍ ما، غيّر مسارك واذهب لآخر وآخر حتى تصل لمرحلةٍ تشعر أنك راضٍ عن ذاتك وترى ذلك الرضا في عيون أقرانك، آنذاك قف قليلاً واسترح ثم استأنف، مثلما أن كتاب غازي القصيبي غيّر حياة الكثير من الإداريين وغيرهم، ربما يقع ناظرك على كتاب قد يغير حياتك للأبد.
add تابِعني remove_red_eye 12,563
قراءتي في كتاب حياة في الإدارة
link https://ziid.net/?p=24761