[الأدب العربي وتاريخه]: ما أصول العرب وما أقسامها؟
البائِدة، والعارِبة، والمُستعرِبة، أصول العرب الثلاثة التي لا يمكن معرفة الأدب العربي دون دراستها
add تابِعني remove_red_eye 1,232
بداية، نحن لا نتحدث في التاريخ، إنما نتحدث في الأدب العربي وتاريخه، وليس من الطبيعي أن نتحدث عن الأدب العربي ولا نذكر العَرب. مَن العرب؟ وما أصلهم؟ ومن أين جاءوا؟ وأين أقاموا؟ وغير ذلك.
أولا: ما جزيرة العرب؟
هي اسم لشبه الجزيرة الواقع جنوب غرب آسيا، يحيط من به الخليج العربي (الفارسي) وبحر العرب والبحر الأحمر، وكان موطن العرب قبل الإسلام، وقد قسموها قديمًا إلى خمسة أقسام:
1- اليَمن: جنوبًا، وتشمل: حَضْرمَوْت، ومَهْرة، ونَجْران، وعُمان، والشِّحْر، وقد يُسمَّى شِحْر عُمان، وهو الزاوية الجنوبية الغربية من الجزيرة.
2- الحِجاز: وفيه مكة، وفي جنوبها جبل ثَوْر وفيه الغار الذي بات فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مهاجِر إلى المدينة، ومن مُدُنه يَثْرب أو المدينة، وإلى شرقها جَبَلا أجأ وسلمى المعروفان بجَبلَيْ طَيِّئ.
3- تِهامة: وتقع بين الحجاز واليمن، وهي المنطقة الساحلية الضيقة المُطلّة على البحر الأحمر.
4- نَجْد: وتقع بين الشام والعراق واليمامة والحجاز، وهي أطيب أرض العرب، وكانت فيها معادن الفصاحة العربية، وبها أرض العالية كما يسميها العرب، وهو الجزء المرتفع من ناحية الحجاز، أما الجزء المنخفض من ناحية العراق فيسمونه السافلة.
5- اليمامة: وقد تسمى العَروض؛ لاعتراضها بين نجد واليمن، وتشمل البحرين وهو الجزء الممتد من البصرة إلى عمان والتي تشمل الآن: الكويت، وجزر البحرين، والأحساء، وقطر، وكانت عند ظهور الإسلام عامرة بالقُرى.
ثانيا: ما أصل العرب؟
العرب هم إحدى السلالات السامية التي تنتسب إلى سام بن نوح، ويكاد المؤرِّخون يُجمعون على أنّ المهد الأول لهذه الشعوب السامية هو وادي الفرات، فلما كثروا تشعّبوا في البقاع ظهر منهم: البابِليّون والآشُورِيّون في العراق، والآراميّون في الشام، والعِبْرانيّون في فلسطين، الفِينِيقِيّون في سوريا ولبنان على ساحل البحر المتوسط، والأَثْيوبيّون في الحَبشة، والعَرب في الجزيرة المنسوبة إليهم والتي وضّحنا أقسامها.
ثالثًا: ما أقسام العرب؟
اصطلح المؤرخون على تقسيم العرب إلى طبقات ثلاثة: البائِدة، والعارِبة، والمُستعرِبة.
1- العرب البائدة:
وقد انطوت أخبارهم إلا قليلًا مما ورد في القرآن الكريم عن بعض قبائلهم والتي اشتُهر منها: “عاد” وكانت منازلهم بالأحقاف، “وثمود” وكانت منازلهم بالحِجْر ووادي القُرى بين الحجاز والشام؛ وطَسْم وجَدِيس، وكانت القبيلتان تسكنان اليمامة قريبًا من عهد ملوك الطوائف من الفرس، والعمالقة، وقد نزلوا أوّلًا بلاد اليمن، ثم انحدروا إلى الشام والعراق ويثرب، ومنهم “الشّاسُو أو الهكسوس” وهم فراعنة رعاة مصر، ويزعم بعض المؤرخين أنّ الحَمُورابِيّين من العرب البائدة لوُجود تشابُه في لغتهم مع اللغة العربية، وهو رَأْي مردورد.
2- العرب العارِبة:
وهم القحطانيون (عرب الجنوب)، نزحوا من أراضي الفرات وأقاموا في اليمن، والمشهور منهم دولتان هما: سَبَأ وحِمْيَر.
– سَبَأ: ظهرت دولة سبأ قبل الميلاد بنحو ثمانية قرون، وقد كانت لهم حضارة بلغت مبلغًا عظيمًا، فغرسوا البساتين، وأقاموا السدود، وحفروا الترع، وشادوا القصور وكانت بلادًا طيّبة وصَفها القرآن الكريم بأنها جنة: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، وظلّوا على ذلك حتى دبّ فيهم داء الأُمم من التَّرف والفساد فأهلكهم الله بسَيْل العَرِم ومزقّهم في الأرض.
– حِمْيَر: الحِمْيَريون فرع من سبأ، خلفوا سبأ بعد تمزقهم، وظهروا أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تفرقوا في الجزيرة العربية في نجد والبحرين ومشارف الشام والعراق، وكانت لهم دولة عظيمة في العراق في القرن الثالث الميلادي، وقد زالت دولتهم في أوائل القرن السادس الميلادي.
3- العرب المُستعرِبة:
وهم (عرب الشمال) وكانت منازلهم شمالي بلاد اليمن في تهامة ونجد والحجاز إلى مشارف العراق والشام، ويُسمَّوْن بالعَدْنانيين نِسبة إلى عدنان أحد أحفاد إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وكانوا بَدْوًا رُحَّلًا، يقيمون حيث يوجد الماء والكلأ، ولم يكونوا أهل قصور وحَضر مثل اليمنيين، ولم تكن لهم دولة تجمعهم لأنهم لم يعرفوا الاستقرار، إلّا ما ظهر في بعض الأزمنة أنهم أنشأوا مملكة لهم بالجوف “دومة الجندل”، وما عُرف عن إمارة عربية شمالي الجزيرة هي إمارة “النَّبَط”، وظهور مملكة “تَدْمُر” شمالي بادية الشام، وكانت السيادة لهم غير أنّ أغلب سكانها كانوا من الآراميين، ومن أشهر مُلكوهم زنوبيا (الزَّباء) التي نُسجِت عنها وعن أبيها “أُذَيْنة” الأساطير وظلّت في ذاكرة العرب إلى ما بعد الإسلام.
ختامًا، كانت هذه نبذة عن أصول العرب ونشأتهم وأقسامهم، كان لا بد منها، لننطلق بعد ذلك للحديث عن لغة الأدب العربي ونشأتها ألا وهي اللغة العربية.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,232
مقال شائق، يقدم لك ما تريد عن أصول العرب وأقسامها
link https://ziid.net/?p=81335