رحلة إلى مملكة البلاغة (مراجعة رواية إيكادولي)

“إيكادولي“، سادس رواية للكاتبة الدكتورة البيطرية “حنان لاشين”، والتي أصدرتها عام 2017م. تحكي الرواية قصة “أنس” الذي دائما ما يرى كوابيس مخيفة دون أن يفقه منها شيئًا، حيث كان الكابوس يتمثل في سماعه لأصوات غريبة وطائر ضخم يمسكه من كتفه ويطير به إلى مكان بعيد، ونهر أخضر زمردي، ورمز غريب.

لكن هذه المرة كان هنالك شيء مختلف في كابوسه، وهو أنه كان يسمع صوتًا أنثويًّا على غير العادة، يناديه ويكرر كلمات غير مفهومة، لكنه سرعان ما ينساها فور استيقاظه.

بعد ذلك يبدأ “أنس” يحضر لرحلته كي يذهب إلى جدِّه، وعندما يذهب يطلب منه جدُّه أن يدخل إلى مكتبته الخاصة، كي يختار كتابًا يقرأه. ولكن على غير العادة هذه المرّة أعطاه جدّه مفاتيح المكتبة وأمره بالدخول إليها بمفرده. عندما يدخل “أنس” إلى المكتبة وهو يقلب الكتب، تبدأ الكتب بالطيران وتُغلق، ما عدا كتاب واحد فقط، وما أفزع “أنس” أكثر أنه عندما أمسك الكتاب هدأ، ووجد الرمز الذي كان يراه في كوابيسه.

بعد ذلك يأمر جدّ “أنس” حفيده بالصعود إلى سقيفة البيت والانتظار، ظلت الأسئلة ترتطم في رأس “أنس” كأمواج بحر وكان في كل مرة يريد أن يسأل عما يحدث يجيبه جده: “إذًا ستقضي وقتك كله في الأسئلة والوقت يمرّ، حاول أن تتقبل بعض الأشياء كما هي، لا تسأل إلا عما يفيدك، أما ما لا يعنيك ولا يفيدك، فلا تضيع وقتك بالركض خلفه”. يأتي بعدئذ طير ضخم إلى “أنس” تمامًا كالذي رآه في كابوسه ويأخذه إلى عالم جديد، أناس جدد، مفاهيم جديدة، دنيا جديدة، وحتى لون نهر جديد، يأخذه إلى “مملكة البلاغة”، حيث يضطر إلى عيش مغامرات عديدة لكي يُكتب كتابه تلقائيا، ويعود إلى حياته، كتابه الذي يحمل اسم “ايكادولي”. فهل سيتمكن “أنس” من النجاح والعودة الى حياته الجميلة؟

أثناء رحلة “أنس” إلى “مملكة البلاغة” يتعلم معنى الحب عندما يقع في حب “مرام”، الصداقة، الخيانة، العفاف. مفاهيم متناقضة يدرك أن اتزان الكون يكمن في تناقضها،  الرواية تعد رواية فنتازية، اجتماعية، رومانسية. كما أن للرواية أبعادًا دينية إلى حدّ كبير، وذلك غالبًا ما أحبه في أسلوب الدكتورة الكاتبة أم البنين (حنان لاشين) الذي يغلب عليه الطابع الديني.

رأيي في الرواية

أبدعت الكاتبة في سرد الأحداث المشوقة والمتسلسلة وكذا وصف الأماكن والمشاعر وصفًا دقيقًا، جميلًا وفاتنًا باستعمالها الكلمات بشكل إبداعي غير مسبوق. أحببت فكرة الرواية المشوقة بحد ذاتها التي كانت مختلفة نوعًا ما كرواية عربية، لكنني لم أحبذ طريقة وصف الشخصيات وتقديمها، خصوصا شخصية البطلين “أنس” و “مرام”. كان يجب أن يتم التركيز أكثر في تفاصيل كل شخصية والتعمق بها كما لو أنها حقيقية.

مع ذلك أحببت كثيرًا الطابع الديني الذي غلب على الرواية من جهة، والقيم الأخلاقية الاجتماعية التي طرحتها الكاتبة بكل وضوح حتى يتسنى للقراء عامة -والمراهقين خاصة- فهمها دون التعمق في أشياء أخرى كذكر الكاتبة للعفاف والتعفف والفضيلة وأهميتهم في كل علاقة حب وأساسهم في شخصية كل إنسان في هذا العالم.

سعدت بالرواية كثيرًا، كانت من ذلك النوع من الروايات التي لا تريد إنهائها، كانت جميلة في بساطة حواراتها، وتسلسل أحداثها المشوقة، وحتى بنهايتها المفتوحة نوعًا ما، أنصحكم بها وبشدّة.

إليك أيضًا

• 6 دروس تعلمتها من رواية أنا مالالا
• حين يصبح الذكاء عملة (مراجعة رواية أرض زيكولا)