جريمة في البقاع المقدسة (مراجعة رواية “خرائط التيه”)
خلال 24 يوما روائيا موزع على 410 صفحات ، نتيه في دروب مختلفة كأب ضاع إيمانه بضياع ابنه ، و أم تواكلت بالدعاء و الصلاة!
خلال 24 يوما روائيا موزع على 410 صفحات ، نتيه في دروب مختلفة كأب ضاع إيمانه بضياع ابنه ، و أم تواكلت بالدعاء و الصلاة!
add تابِعني remove_red_eye 14,992
اسم الكتاب : خرائط التيه .
الكاتبة : بثينة العيسى .
عدد الصفحات: 410 .
” أما أنا يا صاحبي فما زلت تائهاً ..
و إذا فكرت في الأمر أكثر ،
فكلنا في التيه “..
هكذا أنهت الكاتبة بثينة العيسى روايتها ، كلنا في التيه طبعاً ..
تحكي الرواية قصة “مشاري” و والديه ، و كيف اُختطف مشاري في البيت المقدس أثناء وقت مقدس ، أثناء مراسم الحج .. تاه “مشاري” عن عائلته ، ثم اُختطف .. تاه بين براثين عالم قاسٍ لا يعلم عنه شيئاً .. من حلقة الطواف إلى “روينا” خاطفة الأطفال التي تعمل لصالح “عصابة سرقة الاعضاء” ، “صحراء عسير” ، “البحر الاحمر” ، لينتهي به المطاف بعد هربه من العصابة الى ” جازان” ، مزرعة الشيخ ابراهيم حجاب .
بغض النظر عن الضغط النفسي و التعذيب الذي تعرض له مع العصابة الا أن الذي ينتظره في هذه المزرعة أدهى و أمّر . من جوع و اغتصاب نفسي و بدني ، و تعذيب .
ماذا لو ألقى عليك القدر تعويذته ليرميك في غياهب التيه . تماما كذلك حالة “فيصل” أب مشاري ، لم يعد فيصل يؤمن بالالوهية ، “لماذا يؤمن برب تسبب بمأساته ، هو لم يسرق ، لم يقتل ، لم يزنِ ، فلماذا اختطف طفله؟” ، على حسب قوله ، نسى فيصل أنه كان مؤمناً و المؤمن مُبتلى ..
“سمية” أم مشاري ، كانت تملك يقينا تاماً أن الله وحده من سيعيد لها ابنها ، و كانت على حق اكيد، لكن يجب ألا أن نبقى مكتوفي الأيدي ننتظر حدوث معجزة لتحقق دعائنا ، كان يجب على سمية أن تتخذ بالأسباب و تساعد ز جها في البحث عن ابنها ، فتحول ايمانها من توكل إلى تواكل ..
جاب فيصل شوارع الخيبة يهلوس باسم ابنه ، يحتضن شظايا قلبه و بقايا روحه ، يلملم ما تبقى له من ابنه .. بعد فقدان فيصل لأمله لم يكن يريد بالدرجة الأولى أن يعود ابنه إليه، كان يريد فقط أن تعود روحه و إيمانه إليه .. من الكويت إلى مكة، من مكة إلى عسير ، من عسير إلى سيناء، من سيناء إلى ابنه، و من الإسلام إلى الإلحاد .. من النور إلى الظلام..
انتقلت بنا الكاتبة بين الكلمات و الأماكن و الشخصيات ببراعة ، نقلت لنا ظلم و قسوة العالم الذي على ما يبدو أننا نعيش على هامشه غير مدركين لما يحدث فيه حقا!
حكت لنا الكاتبة عن مآس و مصائب تفتك بالإنسان و الإنسانية و لعل مطابقة الرواية مع الواقع أكثر ألماً! و هكذا خلال 24 يوما روائيا موزع على 410 صفحة، نتيه في دروب مختلفة ، بين العديد من الأسئلة التي لا نجد لها أجوبة ، حين ضاع “مشاري” من حلقة الطواف، هل كان يجب تقديم الدين على النفس و عدم إيقاف حلقة الطواف، أم تقديم النفس عن الدين و توقيف حلقة الطواف لإيجاد الطفل؟! العديد من الأسئلة و تبقى الأجوبة معلقة على مشجب القدر علنا نجدها يوما!
و في النهاية، بعد كل تلك المآسي المروعة، عاد الطفل إلى أهله و كلهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن مشاري الحقيقي مات، من عاد لم يكن ابنهم!
أحببت الرواية كثيرا في تناقضها ، بين أب مشاري الذي ألحد لأن ابنه اختطف و نظرته المختلفة كليا عن زوجته التي تواكلت على الله و لم تتكل عليه تعالى ، لربما تغلبت عليها عاطفة الأمومة لكن الدعاء بدون عمل طبل أجوف، و شجرة لا ظل لها و لا ثمرات .. تحكي الرواية أن قصة واحدة أو موقفا واحدا قد يكون له من طرف الناس أكثر من وجهة نظر واحدة ، و أكثر من طريقة للتعامل مع الموقف حسب طبيعة كل إنسان .. كيف لقدر أن يتغير بمجرد إفلات يد! كيف تغير قدر مشاري و عائلته بمجرد أن أفلتت أمه يده، فتشتتتْ كل العائلة ..
add تابِعني remove_red_eye 14,992
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
link https://ziid.net/?p=59031