جمال الطبيعة في ولاية وهران الجزائر والمعالم الحضارية

خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأبدع في خلقه حتى جعل لنا المتعة بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة من جبال وغابات وبِحار وأنهار ومرتفعات وبحيرات، كل ذلك جعله الله يحيط بنا من أجل أن نعلم أن الإبداع الإلهي هو الإبداع الحقيقي، جمال الطبيعة في كل مكان في هذا العالم موجود ويحق لنا جميعًا أن نتمتع بالمشاهدة ونقوم بزيارة تلك الأماكن الرائعة التي خلقها الله لنا.

من هذه الأماكن الكثيرة ولاية وهران التي تقع غربي الجزائر العاصمة بعد المرور بخمس ولايات للوصول إليها وهي تطل على البحر الأبيض المتوسط ويحدها من الغرب بعد ولاية تلمسان التي كانت عاصمة الثقافة الإسلامية دولة المغرب الشقيقة وهي أقرب إلى دولة المغرب من العاصمة الجزائرية، وهي مقسمة إلى بلديات وقرى وأحياء، وتعد من ثاني أكبر تعداد سكاني، وسميت وهران لأنها تعني المغارات والكهوف التي كان يسكنوها في قديم الزمان.

ولاية وهران:

تشتهر ولاية وهران بأنها عاصمة الاقتصاد الجزائري، تجلب السياح دائمًا خاصةً في فصل الصيف يأتي السياح من أوروبا حيث لا تبعد كثيرًا من فرنسا وأسبانيا سوى ساعتين من الوقت، وتشتهر بجمال سواحلها ومرتفعاتها الجبلية التي تحيط بها الأشجار والغابات، وبها الأماكن التاريخية كالقلاع الأسبانية عندما احتلت أسبانيا ولاية وهران عام 1509م حيث كانت ممرًا تجاريًا مهمًا، وتركت أسبانيا الآثار من البنيان الأثري وتلك القلاع التي تقع على الجبال بعد تحريرها على يد العثمانيين عام 1792م، واستمر الحكم العثماني فيها حتى احتلتها فرنسا عام 1838م ، وتخلصت من الحكم الفرنسي عام 1962م عندما استقلت الجزائر بالكامل.

اختلفت الروايات على تسميتها بوهران، فمنها من يشير إلى أن كلمة وهران مثنى كلمة أسد، ومنها ما يشير إلى أن أصل الاسم بربري ويعود على وادي الهاران، أو إلى أسود الأطلس التي كانت تعيش في تلك المنطقة، وتشتهر بالكثير من المعالم مثل “المسرح الجهوي في وهران يُعد من أكبر المسارح، ومصمما وفقًا للاتحاد الأوروبي ويضم 600 كرسي.

كاتدرائية وهران “توجد في شارع حمو بوتليليس وتتميز في بنائها المعماري الروماني والبيزنطي والزخرفة ذات الطابع الشرقي كانت مركزًا للمسيحيين وأصبحت الآن مكتبة. معبد وهران العظيم “وهو مايسمى الآن مسجد عبدالله بن سلام، كان المعبد يخص اليهود حيث تم بناؤه من قبل اليهود عام 1918م وهو معبد كبير وجميل. ويقال أن حجارة هذا المعبد ميزتها في البناء، حيث تم إحضار الحجارة من القدس بعد أن استقلت الجزائر تم تحويل المعبد إلى مسجد.

قلعة سانتا كروز “تقع على أعلى قمة جبل في ولاية وهران ويسمى بجبل المرجاجو، تم بناء القلعة من قبل الرومان، حيث تحافظ  الآن القلعة على شكلها نتيجة بنائها المتميز وموقعها الجميل. عندما يزور القلعة السائح يرى البحر الأبيض المتوسط ويرى جمال منظر مدينة وهران من القمة العالية التي تقع فيها القلعة.

فهذه المدينة المطلة على خليج وهران في البحر الأبيض المتوسط تعتبر من أهم الموانئ البحرية والاقتصادية وأكثرها حركة ونشاطًا.

وعرفت مدينة وهران بتعدد الثقافات، وذلك يرجع لكثرة احتلالها من الأتراك والأسبان والعثمانيين والفرنسيين وعرب وبربر مما زاد في تنوعها الثقافي والحضاري وجعلها مدينة سياحية تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، وتتميز أيضًا بالبناء الفرنسي والأسباني والتركي الذي ما زال إلى يومنا هذا بناء قويا ومتينا وعُرف بهندسته المعمارية الجميلة التي جعلت من البناء شكلا رائعا جعل لها أهمية وجعلها تتميز عن باقي الأماكن لتعدد الحضارات بها.

ولها أهمية اقتصادية عظيمة، حيث تحتضن الكثير من الصناعات الصغير والكبيرة والصناعات النفطية، كما أنها تستقطب التجار عبر مينائها الكبير مما دفع بها إلى التطور والازدهار وجعل مكانتها عظيمة، وتتسم مدينة وهران بعدة سمات محلية وإقليمية وعربية وعالمية مما أدى بها إلى التطور الثقافي المختلف، وتطورت بها الأغنيات حتى أصبحت الأغاني الوهرانية مشهورة، ومن أبنائها الذين ولدوا فيها من المشاهير “الشاب خالد” الذي يلقب بالكنق والمشهور عالميًا، والشاب “حسني” رحمة الله عليه، وغيرهم من المطربين.

ومن المدن السياحية المشهورة في ولاية وهران “مدينة عين الترك” التي لقبها الوهارنة بمدينة “العيون” التي تشتهر بالشاليهات وتستقطب النزلاء حيث يوجد بها عدد كبير من الأوتيلات والمرافق والمنتزهات والمنتجعات التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، فلُقّبت بمدينة العيون لأنها مدينة لا تنام تعمل على مدار يومٍ كامل ليلًا ونهارًا، وهناك الكثير من المطاعم التركية والسورية واللبنانية والجزائرية وغيرها. ولاية وهران ولاية جميلة جدًا تتمتع بتعدد الحضارات وتعدد اللغات وتعدد الأكلات وأخيرًا تعدد الثقافات.

أتمنى لكم زيارة ممتعة إلى مدينة وهران.