دروس تعلمتها من تجربتي في السفر دون أصحابي
السفر متعة ومغامرة وتجربة مميزة للتعلم وصنع ذكريات سعيدة. لا تتقيد بالظروف أو بالأشخاص، ولا تخشَ السفر وحدك
السفر متعة ومغامرة وتجربة مميزة للتعلم وصنع ذكريات سعيدة. لا تتقيد بالظروف أو بالأشخاص، ولا تخشَ السفر وحدك
add تابِعني remove_red_eye 42,579
تجربة السفر لا تضاهيها تجربة من كم الفوائد والمتعة التي نصل لها، في تجربتي الأولي للسفر في فترة الجامعة كانت تجربة خوضتها عن قصد لاكتشاف نفسي، وجدت إعلانًا عن دورة تدريبية للتصوير والتطبيق العملي كان السفر من محافظتي لعاصمة مصر (القاهرة)، كان الخبر مبهجًا فقد رأيت أنه فرصة للتعلم عن التصوير الذي أحبه بشدة. وكان شعوري أنها لن تكون مجرد تجربة بل وقت لاكتشاف أكثر عن نفسي وتحديها في مخاوفها، كانت المرة الأولى التي أتجرأ وأسافر دون معرفة أحد يرافقني، وبالفعل استعددت للسفر وقررت أن أتعامل بعقل منفتح على الاختلاف وتقبل الآخر.
بعدما انتهى تدريب التصوير في محافظتي، وتقرر موعد السفر كنت أشعر بالحماس الشديد، فأعددت كل التفاصيل الخاصة بالسفر، وعلى الرغم من أنها رحلة ليوم واحد فإنني كنت أشعر أنها سوف تكون تجربة لن تُنسى. فمجرد فكرة الاكتشاف والمغامرة وجدت أنها تحمسني، وأزالت خوفي من أن أسافر مع الجامعة دون معرفة أحد، وقلت في نفسي طالما أنها تجربة في الحدود الآمنة فلما لا؟ كنت أؤمن أن خوض التجربة ودفع نفسي لتخطي مخاوفي سوف ينمي شخصيتي، ويعرفني على نفسي أكثر.
كان حماس التجربة بالنسبة لي قد بدأ منذ لحظة الاستيقاظ باكرًا، وأول ما وجدته عن نفسي هو أنني أركز على الاستمتاع بالتفاصيل البسيطة المنعشة كراحة الصباح وهدوء الشوارع، رافقني شعور الاكتشاف قبل السفر، بداية من التوجه لمكان تجمع الطلاب فقد كان الطريق جديدًا، ساعدتني روح الاكتشاف على الاستمتاع.
تجمع كل المشتركين وتوجهنا للقاهرة مدينة الألف مئذنة، وكانت الواجهة حضارية إسلامية بها مساجد كثيرة تصميماتها رائعة تخطف الأنظار، وتعتبر وجهة سياحية يقصدها الناس من كل مكان، بالتحديد هو شارع المُعِز ومسجد الحُسين -رضي الله عنه-.
عندما وصلت للمكان وجدت أنا كل التفاصيل عريقة تحمل رائحة عزة المسلمين ومجدهم، كل المساجد تفاصيلها في غاية الدقة من جانب:
كان كل مسجد يشعرني بالانبهار أكثر خاصة أنني أحب التفاصيل المتقنة التي تصنع الصورة الكاملة المبهرة، وعلى الرغم من أنني أعرف أن حضارتنا الإسلامية تقدمت وكان لها الريادة في علوم كثيرة، ولكن القراءة لم تنقل لي تلك الروعة التي جعلتني أقف أتأمل، وأسمريت في التصوير والتجول. ومن حسن حظي عندما حان موعد آذان العصر كنت في مسجد عمرو بن العاص وجدت معي زميلتين تجمعنا للصلاة وبعدها تعرفنا على بعضنا، وتحركنا سويًّا وتعاونا على التقاط صور مميزة، أسعدني أن أعرف أن التعرف على أشخاص جديدة أمر سهل طالما أتعامل بلطف وتواضع وتقبل للآخر.
وحينما غربت الشمس كانت الأضواء الملونة التي أُضيفت لإضاءة المساجد من الخارج أظهرت مدى روعة التصميمات والنقوشات، شعرت بمشاعر جديدة لم أختبرها من قبل وكأنه مزيج من الانبهار والدهشة والرهبة والسعادة والفخر، وحينما جاء موعد العودة شعرت أنني لم أكتفِ من روعة المكان، تحرك مع رفيقاتي الجدد واستعددت للعودة.
وعلى الرغم من أنني أردت أن أبقى وقت أطول إلا أنني لم أسمح بأي مشاعر سلبية تملكني، فوجهت تركيزي على الاستمتاع بمدى حبي لطريق السفر ذاته ومشاهدة الطرق الجديدة، ولكن لم تستمر مراقبتي للطريق طويلًا، فقد قاطعتني زميلة قلِقة بسؤالها عن موعد وصولنا لمنازلنا، فتحدثنا وحاولت طمأنتها وفي نهاية حديثنا شعرت أن حديثنا لا يجب أن ينتهي عند هذا الحد فقد كانت فتاة طيبة القلب، فتبادلنا وسائل التواصل واستمرينا في التواصل سنوات وصرنا أصحابًا مقربين.
في النهاية … تلك رحلتي الخاصة خُضتها على طريقتي وتجربة تعلمت منها وفق رؤيتي للأمور وشخصيتي، فلا تتوقع أن خوضها بالنسبة لك أو لأي أحد يجب أن يصل لنفس النتائج، فنفس التجارب تختلف باختلاف الأشخاص، وكذلك السفر ما هو إلا طريقة من ضمن طرق كثيرة لاكتشاف نفسك والاستمتاع بالمغامرة، فإذا كان السفر غير متاح الآن لأي ظروف، ابحث في حدود المتاح لك وانفتح على التجربة واستمتع.
add تابِعني remove_red_eye 42,579
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال ملهم ومثير حول السفر وحدك
link https://ziid.net/?p=92292