ستة أشياء تسرقها منك شبكات التواصل الاجتماعي
لا يدري أحدنا اليوم هل أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءا من حياته أم أن حياته صارت جزءا من شبكات التواصل الاجتماعي بكل تطبيقاتها الفيسبوك واليوتيوب وتويتر و سنابشات وغيرها
لا يدري أحدنا اليوم هل أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءا من حياته أم أن حياته صارت جزءا من شبكات التواصل الاجتماعي بكل تطبيقاتها الفيسبوك واليوتيوب وتويتر و سنابشات وغيرها
add تابِعني remove_red_eye 557,157
لا يدري أحدنا اليوم هل أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءا من حياته أم أن حياته صارت جزءا من شبكات التواصل الاجتماعي بكل تطبيقاتها الفيسبوك واليوتيوب وتويتر و سنابشات وغيرها.حين وصلنا إلى هذه المرحلة من الاستهلاك صار لزاما أن نقف في محطة الوعي لندرك جدوى ما نفعله. ربما تكون أحد المحظوظين الذين يقرؤون هذه المقالة ليكتشفوا ستة أشياء تسرقها وسائل التواصل الاجتماعية.
أول هذه المسروقات هو الوقت الثمين. الوقت الثمين بكل تفاصيله.نعني بذلك تلك الثواني والدقائق التي تراكمت في حياة أحدهم وتحولت إلى خبرة عملية حاز بها ترقية في الوظيفة وزيادة في الراتب.وهي تلك اللحظات أنهى فيها صديقك كتابًا أو اثنين وأنت تملأ مفضلتك بكتب ستقرؤها لاحقًا. وهي تلك الدقائق من المواظبة على الرياضة وفاز بها غيرك بجسم رشيق تحلم به أنت. هي باختصار تلك الساعات التي مرت سريعا بك دون إنجاز بينما فاز فيها أحدهم بتحقيق هدفه بالعمل المتواصل وأنت تضع إعجابًا لتغريدته أو صورته في انستقرام!
إن طبيعة هذه الشبكات تتسم بالسرعة والاختصار فتقييد التغريدات بمئة وأربعين حرفًا والسنابات بثوانٍ معدودة جعلنا لا نملك نفسًا طويلا للقراءة أو الكتابة أو حتى الاستماع لمقاطع ثرية طويلة٬ فصار بذلك إنتاجنا بطيئًا واستهلاكنا سريعًا. ليست هذه المشكلة الأكبر٬ بل المشكلة أن هذا السلوك جعلنا بلا وعي نستسهل الإنجاز ونظن أنه بمجرد ترك الجوال جانبا وبدء العمل سنحقق ما نصبو إليه بلا مشقة؛ ففلان وفلان ممن نتابعهم قد فعلوا ذلك. إن هؤلاء المبدعين الذين تقدمهم لنا شبكات التواصل لا يعرضون لك إلا النجاح وفرحته دون التطرق للمتاعب والمصاعب.
ومما تسرقه منك هذه الشبكات والتطبيقات المتسارعة لذة القناعة والرضا. فكل تطبيق يعد مساحة لإبراز شيء من أجمل وأحسن وأكمل ما عند الناس٬ حتى صار تملّك الأشياء ليس لذاتها وإنما ليُقال للآخرين: أنا أملك كذا وكذا. وصارت الهدايا تُتبادل لأجل التصوير والاستعراض٬ وبما أنها كذلك٬ فلم تعد الهدية البسيطة مقنعة٬ ولم تعد الهدية رسول محبة وإنما وسيلة فشخرة ومباهاة. إن ذلك الإنسان البسيط القنوع تغيرت حاله بعد إدمان هذه الشبكات فصار كل همه التصوير والاستعراض بأنه مع فلان وأنهم ذاهبون إلى المكان الفلاني. إن خيارات السعادة تتضاءل حين نغرق في توثيق كل لحظة والاستعراض بما نملك فلسنا قادرين على امتلاك كل ما يعجب الناس أو كل ما يملكه غيرنا ولن نكون راضين بما في أيدينا.
كم مرة أغلقت دونك الباب لتركز في إنجاز أعمالك ثم في لحظة ودونما شعور أخرجت جوالك وأخذت تقلب محادثات الواتساب وجديد القنوات في اليوتيوب وتغريدات تويتر ثم اكتشفت أن الوقت مضى والبال مشغول؟ إن المعلومات تتدفق بكميات كبيرة ومتشابكة في الشبكات الاجتماعية٬ ففي لحظة واحدة تشاهد ما يسرك وما يحزنك٬ وما يثيرك وما يقلقك. كل هذا كفيل بأن يشتت تفكيرك ويشغلك عما كنت تستعد لإنجازه.
رغم أننا نستخدم شبكات التواصل الاجتماعي بأشكل مختلفة طوال اليوم إلا أننا ما زلنا ننخدع (بالجزء اليسير) من الصورة المعروضة للأشياء والأشخاص والأخبار. جرت العادة أن كل مستخدم لهذه الشبكات يعرض لحظات إنجازه وسعادته وأجمل مقتنياته بل وأشهر أصحابه والأماكن التي يزورها٬ كل هذا في ثوانٍ معدودة يراها المتابع ثم يؤمن بأنها هي حياة ذلك الشخص. فإن كان يلتقط صوره بين الكتب فهو المثقف العالم٬ وإن كانت في معارض ومتاحف فهو السائح الذي لن يحجز تذكرة العودة أبدًا٬ وإن كانت في فنادق وأسواق ومطاعم فهو المرفّه دائما٬ وهكذا. هذا الجزء اليسير يخدعنا ويدفعنا للمبالغة في تقدير الأشخاص بينما الصورة الكاملة تجعلهم قريبين منا أو على الأقل مثل غيرهم ممن نعرفهم ولا يستعرضون ما عندهم.
أصبح من المعتاد أن نسمع عبارة ” فلان لا ينصح به” أو “هذه مثل التي عند فلان” ثم تُتخذ القرارات حسب ما يقوله هذا الفلان رغم أن مؤهله الوحيد هو الشهرة وليس التخصص والخبرة٬ وربما – وهو الغالب- كان رأيه مقابل المال للدعاية. ليس الأمر في السلع والمنتجات فقط وإنما حتى الآراء تفقد استقلاليتها وتصبح تبعا لرأي فلان المشهور أو وفقا للرأي العام في شبكات التواصل الاجتماعي خوفًا من مخالفة السائد سواء أكان السائد حقًا أم باطلًا. لا يعني هذا مخالفة المشاهير دائما ولكن من المؤسف أن نأكل ونشرب ونشتري ونلعب ونفكر ونكتب حسب أهوائهم٬ فيعجبنا دائما ما يعجبهم دون استقلال بالرأي.
لا٬ليس المطلوب منك بعد هذه المقالة أن تغلق حساباتك وإنما هي محاولة لكشف بعض نتائج إدمانها من أجل التنبه واستخدام هذه الوسائل بوعي وحذر.
add تابِعني remove_red_eye 557,157
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
أعجبني هذا المقال فأحببت مشاركتكم إياه
link https://ziid.net/?p=5353