لماذا يجب عليك أن تتوقف عن محاولة تغيير العالم؟
لماذا يفشل الكثيرون في محاولاتهم لتغيير العالم ؟ وهل هذا الحلم واقعي أم مجرد وهم ؟ وهل أنت مطالب بتغيير العالم؟
add تابِعني remove_red_eye 507
- والسؤال هنا: هل يجب عليك فعلًا التخلي عن محاولة تغيير العالم ليصبح مكانًا أفضل؟
- لو كان حلم تغيير العالم يسكن قلبك، ابدأ بسؤال نفسك هذه الأسئلة:
- 1-ما القيم التي ترغب أن ترى المزيد منها في العالم؟
- 2-ما هي القناعات والمبادئ التي عليك ترسيخها في ذاتك؟
- 3-كيف أُجسد هذا التغيير في سلوكياتي وتعاملاتي؟
- إليك أيضًا
يحلم الجميع بتغيير العالم وخاصة في بداية شبابهم عندما يكون حماسهم وطموحهم في أوج حالاته، ولكن مع تقدمهم في العمر وتزايد خبراتهم وتجاربهم في الحياة يبدأ الكثير منهم بالاستسلام والتخلي عن هذه الطموحات العظيمة، بعد أن اصطدموا بجدارن الواقع الذي كشف لهم عن مرارة الحال، مما أجبرهم على التخلي عن أحلامهم التي كانت أكبر من أن يتسع لها ضيق واقعهم.
والسؤال هنا: هل يجب عليك فعلًا التخلي عن محاولة تغيير العالم ليصبح مكانًا أفضل؟
يقول رائد الأعمال الأمريكي غاري في (Gary vee) في إحدى لقاءاته
“معظم الشباب في سن العشرينات والثلاثينات يقعون في خطأ كبير وهو الاندفاع الشديد لتغيير العالم بين ليلة وضحاها ولا يدركون أن الطريقة الصحيحة لعمل ذلك هو من خلال العمل على تطوير ذواتهم للأفضل”.
استوقفتني عبارته هذه كثيرًا لأنها تحاكي الواقع فغالب الشباب يمتلكون الحماس والشغف لكن تنقصهم الخبرة.
الخبرة التي ستجعلهم يدركون أن الواقع لا يعمل بطريقة عبثية بل يسير بقوانين محكمة و قانون التدرج هو أحد تلك القوانين، لأن سنة الله في كونه أن التغيير يتم بشكل تراكمي، وامتلاكك لحلم عظيم مثل: تغيير العالم للأفضل يتطلب منك أن تمنحه الوقت الكافي وتلتزم بالخطوات المتدرجة والمستمرة التي ستدفعك لتحقيقه، وبداية هذه التغيير هو أن تصنع من ذاتك شخصًا أفضل، لأنك لن تستطيع تحسين العالم ما لم تمتلك المهارة والعلم والخبرة لتحقيق ذلك.
لخص المهاتما غاندي هذه الحقيقة في حكمته الشهيرة (كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم) والتي يغفل معظم الناس عن العمل بها رغم تداولهم المستمر لها، ولو تأملت قليلًا في سير المؤثرين والعظماء الذين خلدهم التاريخ ستجد أنهم لم يحاولوا تغيير العالم بتكرار النصائح والشعارات الرنانة أو بتوجيه الانتقادات الحادة للآخرين بل أصبحوا المثال الحي للتغيير الذي أرادوه من خلال شخصياتهم وفكرهم وتعاملاتهم فصنعوا موجة من التأثير الإيجابي الذي ألهم الناس من حولهم ليصبحوا أشخاصًا أفضل .
لو كان حلم تغيير العالم يسكن قلبك، ابدأ بسؤال نفسك هذه الأسئلة:
1-ما القيم التي ترغب أن ترى المزيد منها في العالم؟
لو سألت شخصين مختلفين: كيف ستغير العالم للأفضل؟ ستجد إجابات مختلفة فالبعض قد يرى أن العالم يعاني من الصراعات والعنصرية بين الشعوب والثقافات المختلفة والذي يحتاجون للمزيد من القبول والتعايش بينهم وآخر يرى أن العالم يعاني من الظلم ويحتاج للمزيد من العدل والمساواة.
لكل شخص رؤيته المختلفة عن نوع التغيير، وأول خطوة هي أن تتعرف على القضايا التي تلامسك بشكل شخصي وتريد أن تعمل على تعزيز القيم التي تمثل الحل لها، فالشخص الذي لامسته قضايا العنصرية سيعمل على تعزيز قيم التعايش والقبول، فكر الآن ما هي قضيتك الخاصة وكيف ستكون أحد العاملين على إحداث التغيير الإيجابي فيها؟
2-ما هي القناعات والمبادئ التي عليك ترسيخها في ذاتك؟
بعدما تعرفت على قضيتك وحدّدت القيم التي ستحركك، عليك الآن أن ترسخها أولًا في شخصيتك قبل أن تعمل على نشرها للآخرين لأن التغيير الصادق يبدأ من الداخل، فالآخرين لن يبالوا بنصائحك ولا مواعظك إن لم تتصف بها أولًا وتعكسها من خلال تصرفاتك وسلوكياتك، والمحرك الأساسي لأفعال الإنسان وسلوكياته هي القناعات والمبادئ، اختر المبادئ والقناعات المنسجمة مع القيم الخارجية التي حددتها، فمن اختار قيمة التعايش عليه أن يحمل قناعات راسخة أن الأشخاص المختلفين عنه ليسوا أقل منه وأن منصبه أو نسبه أو جنسيته لا تعطيه الأفضلية على غيره من البشر ولا تمنحه الحق لإهانة أيّ إنسان آخر أو التعدي عليه.
3-كيف أُجسد هذا التغيير في سلوكياتي وتعاملاتي؟
إذا كنت تَكْره رؤية الصراعات والحُروب فلن يفيدك التغنّي بالسلام بكلماتك وأنت تحارب كل من حولك وتتعدى على حقوقهم وتنتهك خصوصياتهم وتبث الرعب والخوف في نفوسهم بكلماتك وشتائمك وصراخك، ولن تستطيع الانسجام مع رسالة السلام العظيمة وأنت تخوض حروبًا داخلية على أخطائك وعيوبك وإخفاقاتك، يجب أن يبدأ السلام منك أولًا مع ذاتك تخلص من التأنيب والجلد الذاتي المستمر فهما الشرارة المغذية لحربك عليها، واقبل نقاط ضعفك وعيوبك وحوّلها لنقاط قوة، ثم اعكس السلام في تصرفاتك مع غيرك، لا تتعدى على حق لهم ولا تنتهك خصوصياتهم وأسرارهم ولا ترهبهم بكلمات التهديد والوعيد خاصة مع الذين تحت سلطتك، مثل: أطفالك أو العاملين في منزلك أو تحت إدارتك.
عالمنا اليوم يحتاج للمزيد من الصادقين الذين يدركون حجم التأثير الإيجابي الذي يمكنهم صناعته من خلال اختيار الطريق الصحيح، فينشغلون ببناء ذواتهم وتغيير ما بأنفسهم قبل أن يطالبوا الآخرين بالتغيير ويحاصرونهم بكلماتهم ونصائحهم اللاذعة، فإذا كنت تطمح بأن تكون واحدًا منهم اتبع خطاهم وابدأ بنفسك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 507
لماذا يفشل الكثيرون في محاولاتهم لتغيير العالم ؟ وهل هذا الحلم واقعي أم مجرد وهم ؟
link https://ziid.net/?p=63919