ثلاث نصائح لاستثمار شهر رمضان بفاعلية
شهر رمضان موسم عظيم لتغيير النفس للأفضل واكتساب الحسنات ولا يأتي إلا مرة واحدة في العام لذا علينا الاستعداد له
add تابِعني remove_red_eye 35,202
لقد جعل الله لنا في هذه الدنيا مواسم طاعات تضاعف فيها الحسنات وتكفر فيها السيئات؛ لنتمكن فيها من التزود والاستعداد ليوم الرحيل؛ لذا وجب علينا الاستعداد الأمثل في استقبال مثل هذه المواسم واستثمارها بقدر استطاعتنا فالمسلم الواعي لا يفوت مثل هذه الفرص؛ لأنه يعلم حقيقة الحياة الدنيا وهدفه فيها وما ينتظره في الآخرة فهو يحاول أن يعد جيدًا لمستقبله هناك باستغلال ماهيأ الله له من مواسم فضيلة في الدنيا، ومن هذه المواسم شهر رمضان الكريم لذا فقد كتبت لكم في هذا المقال أهم ثلاث نصائح لاستثمار شهر رمضان بفاعلية.
قواعد ذهبية لاستغلال المواسم الرحمانية
أولًا: التهيئة النفسية والتسخين
هذه قاعدة ذهبية ينصح بها الخبراء عند البدء بأي مهمة لإنجازها على أكمل وجه، ويقصد بالتسخين الاستعداد النفسي وخلق جو مناسب وتهيئة جميع الظروف للانخراط في المهمة والبدء بها، فمثلًا في حفظ القرآن ينصح المشايخ الطلاب قبل الحفظ بالاستغفار أو أي عبادة من شأنها تصفية الذهن قبل الانخراط في الحفظ؛ لذا نجد أن السلف كانوا يقومون بمثل هذه العملية قبل رمضان فشهر شعبان كان يدعى (شهر القراء) وذلك من كثرة قراءة السلف ومن سار على نهجهم للقرآن في هذا الشهر، وذلك للتدريب وترويض النفس لاستقبال شهر رمضان.
وهذه القاعدة ليست خاصة في العبادات بل حتى في شئون الإنسان العادية فقبل الدراسة مثلًا يُحبذ ترتيب المكتب والغرفة ووضع الإضاءة المناسبة ثم الانخراط في الدراسة للحصول على أفضل نتيجة، ويندرج تحت هذه النصيحة عدة أعمال عليك القيام بها للتسخين والاستعداد لشهر رمضان قبل قدومه وهي:
- تجديد النية والتوبة وإن استطعت العفو عن جميع من آذَاك، و محاولة تصفية القلب من كافة العوالق حتى يكون قلبك مخمومًا لا غلّ فيه ولا حسد ولا شبهة، وتذكر جيدًا أن أعمال القلوب أفضل من أعمال الجوارح.
- الإكثار من صيام النفل خلال العام وقراءة القرآن، واتخاذ ورد يومي تضاعفه عند بداية شهر شعبان ومحاولة صلاة قيام الليل حتى لو ركعتين أو أربع وذلك لتسهل عليك صلاة التراويح والتهجد في رمضان.
- حاول إنجاز معظم أعمالك في شعبان وإغلاقها حتى تتمكن من استغلال رمضان بما هو أهم وأفضل، وموضوع الأعمال المهمة والأهم تتفاوت من شخص لآخر، كل شخص يستطيع أن يقدر ما هو مهم فعله في رمضان ولا يمكن تأجيله ومايمكن تأجيله بعد رمضان؛ لذا فالمسألة متوقفة على كل شخص.
- حاول أن تقرأ في فضائل الأعمال وأن تحفظ الأدعية المأثورة عن الرسول لتدعو بها في رمضان، أيضًا محاولة حفظ الأذكار التي لم تحفظها بعد والخاصة بمختلف شئون المسلم الحياتية
- وأخيرًا، القراءة في كتب حال السلف في رمضان وماهي أهم العبادات التي تقربك إلى الله في هذا الشهر الكريم.
[لماذا كان ترك الغيبة العادة الأفضل التي ركزت عليها في رمضان]
ثانيًا: المثابرة والاستمرار
بعد التسخين الذي قمت به طوال العام خاصة في شهر شعبان حان وقت العمل في رمضان، فبمجرد قدوم رمضان لا تفتر ولا تكسل، واجعل شعارك دائمًا المثابرة والاستمرار حتى النهاية، واجعل نصب عينيك أن هذا الشهر قدم عليك وأنت في صحة وعافية وطاقة فتضييعه حرمان من أجور كثيرة خاصة أنك لا تدري متى ينقضي عمرك وكم رمضان سيأتي عليك، وإن أتى مرة أخرى فهل ستكون بنفس هذه الجاهزية وامتلاك مثل هذه المقومات من الصحة والوقت أو التي تمتلكها الآن. فرمضان سيأتي ويأتي إلى قيام الساعة لكن أنت من سيغيب وجوده يومًا ما.
الأمر الآخر حاول أن تستمر في العبادة من بداية العشر إلى نهاية العشر بل شد من المئزر في النهاية وشمر وزد من العمل وكل يوم يمضي من رمضان أدعو الله أن يتقبله منك وأن يعينك على الإكمال لأن الموفق من وفقه الله.
ثالثًا: الطموح
كن توّاقًا وطموحًا في رمضان لا ترض بختمة واحدة ولا بختمتين من القرآن حاول أن تختم أكثر من ذلك، فقد كان السلف يختمون القرآن في ثلاث أو في كل ليلة، وكان الإمام الشافعي يختم ستين ختمة في رمضان، وللتنويه فقد علق ابن رجب على ذلك فقال: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، أما استغلال شرف الزمان ويقصد شهر رمضان فلا بأس. أيضا لا تكتفِ بقيام ساعة أو ساعتين من الليل حاول أن تزيد وهكذا في سائر شئونك في رمضان كن طموحًا توّاقًا للمزيد.. بلغنا الله وإياكم والمسلمين رمضان، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
add تابِعني remove_red_eye 35,202
مقال يساعدك للاستعداد والتهيوء لشهر رمضان والاستفادة به
link https://ziid.net/?p=53610