هذا ما تعلمته من شخصية إيلون ماسك العبقرية

بخيالٍ لا تحدّه حدود وسعي مستمرّ، وعمل دؤوب استطاع “إيلون ماسك” كشخصية عبقرية معاصرة أن يكون نموذجًا نتعلم منه كل ما جاء في  أسس النجاح والتفوق والتميز .. من “ايقظ العملاق الذي بداخلك” إلى “قدرات غير محدودة”.. فكل شيء يبدأ منك وكل تغيير لن يتحقق إذا لم تغيّر نفسك بنفسك.. “إيلون ماسك” ولد في جنوب إفريقيا ونشأ وعاش طفولته إلى أن أصبح شابًّا، أيْ لم يكن في بلد مثل أمريكا، ومن أب وأم منفصلين فلم تكن أسرة مثالية .. من أسرة غير غنية بدأ من الصفر فهو مثال للعصامية كل هذا يبعث الأمل والتفاؤل للمحاولة والجد والاجتهاد من خلال الاطلاع على سيرة ومسيرة هذه الشخصية استنتجت (7) أمور مستفادة من هذه الشخصية الأسطورية وهي:

1- البذرة الأولى للعبقرية “التأمل”

كان “إيلون ماسك” متأملًا لدرجة أن أسرته شكت في سلامة عقله وتم وصفه بكثرة التفكير وبأنه منطوٍ.. إلا أنها لم تكن طفولته فقط بل كانت طفولة كثير من العلماء والمخترعين مثل: أينشتاين ومحمد الخوارزمي وغيرهم من العباقرة السابقين فلو نظرت لتراجمهم ستجد تأملاتهم للسماء، والنظر للنجوم.. فممارسة التأمل والتفكر كانت هي البذرة الأولى.

2- القراءة

يقرأ “إيلون ماسك” بنَهَم وحُبٍّ فقد كان يقرأ في الإجازة الأسبوعية كتابين بالإضافة إلى قراءته بالساعات طوال أيام الأسبوع، حتى إنه استطاع قراءة جميع كتب مكتبته المدرسية ومكتبة الحيّ أيضًا، وأخذ يطلب منهم المزيد من الكتب فلم تكن الكواكب والفضاء صدفة في استثماراته الحالية بل هي نتيجة لقراءة في الخيال العلمي وقد قيل بأن الاكتشافات والاختراعات قبل وجودها كانت في سطور روايات الخيال العلمي لذلك لا تستغرب أفكارًا استثمارية يعمل عليها مثل هجرة إلى المريخ.

3- عقلية الحل

تعرض “إيلون ماسك” لتنمر أثناء فترة الدراسة لدرجة أنه تعرض لعنف جسدي تسبب في إدخاله للمستشفى أثر ضرب تعرض له، ولكن شخصيةً صقلت بالقراءة والتأمل جعلته يبحث عن الحل لا البقاء في المشكلة فذهب يتعلم الكاراتيه وألعاب الدفاع عن النفس.. وحتى اليوم “ايلون” لا ينشغل بالمشكلات سواء على الصعيد الشخصي أو حتى في استثماراته فعقلية الحل هي طريقته في الحياة، وأسلوبه الذي يتبعه.

4- العمل .. العمل.. العمل

البداية المبكرة في العمل كان أول عمل يقوم به وعمره (12) سنة حين باع لمجلة كمبيوتر لعبة تسمى “بلاستار” وربح (500) دولار. وهو في هذا الاستثمار استفاد من هوايته الجديدة بعد أن اشترى له والده الحاسب الآلي ليلعب من خلاله فكان هذا الجهاز بداية يستكشف فيها مهاراته التجارية من إبداع في تصميم لعبة وممارسة عملية البيع للمجلة فكانت الدرس الأول لفتى الأعمال.

استمر في عمليات البيع إلى أن استثمر في الإنترنت في بداياته كمجال جديد، وكان أخوه معه يشاركه هذه التجارب التجارية وإلى الآن “إيلون” يستعين بالآخرين بعيدًا عن المركزية في الإدارة والأعمال كما أنه يعمل بشكلٍ جماعي ولديه الكثير من شركاء النجاح.. والعمل يُولد عملًا وأفكارًا والحاجة أم الاختراع وهذا ما حدث معه في صناعة الصواريخ ليتحول من مشترٍ إلى صانع يتفوق ويضيف.

5- ففي الأسفار فوائد

قرر الانتقال إلى كندا  فكانت هذه السفرة نقلة له ولحياته العلمية والعملية، ذهب قاصدًا الدراسة الجامعية وفي نفس الوقت ممارسة شغفه في العمل الريادي بمشاريع مبتكرة وإبداعية عمل عليها أثناء دراسته لتصبح مرحلة علم وعمل.. أكمل دراسته واستمر لأخذ درجة الماجستير فكان بحثه العلمي يتكلم عن أهمية أن نكون شمسيين، أبحاثه أيضًا حلول عملية قام هو بالبدء بتطبيقها.. وبما أن الشمس هي الطاقة الأم توجه بمشاريعه المتخصصة في الطاقة الشمسية والتطوير في هذا المجال ومن أهم ابتكاراته السيارات الكهربائية “تسلا”، والبطاريات الشمسية.

ولا تتوقف مشاريعه وانتصاراته ليعمل على تصنيع صواريخ تحمل ميزة جديدة وهي إعادة استخدام الصاروخ لأكثر من مرة ولكنه لا يقف فما زالت هنالك مشكلات على الأرض مثل: زحمة السير الذي أوجد لها حلًّا من خلال مشروعه “هايبيرلوب” قطار سريع جدًّا يقلل من الوقت المستغرق في السفر.. أفكاره خارج الصندوق وبلا حدود وبلا سقف.

6- تحديات قضى عليها بسلاح “الأمل”

قد تتصور بأنه لم يجرب الفشل أو أنه لم يخسر ولكن حياته مثل أي إنسان واجه عقبات وخسارة في بعض المشاريع لدرجة أنه عاش على القروض.. ربما شجاعته وروحه المغامرة هي السبب في عدم توقفه بالإضافة إلى أنه يرى نفسه ناجحًا في كل الأحوال.

“إيلون” يحمل صورة داخلية كلها تفاؤل انعكست على عالمه الخارجي فكل اختراعاته هي أفكار يحلم بها ومن ثم يجسدها واقعيًا فأقوى طريقة تحقق بها حلمك وهدفك هي خلق تصوُّرٍ قويّ لنَفْسك وقُدْرتك على تحقيق حلمك ومن ثَمّ توجيه الاهتمام على ما ترغب.. ومن سيرته ستجد بأن لديه مشاعر إيجابية للمستقبل وهدف يعمل من أجله لذلك تخلص من المشاعر السلبية للمستقبل وأوجد لك هدفًا وعيش بالأمل.

7- أكثر من لون

ربما لا بد من الإشارة إلى أن هنالك اختراعات دمرت البشرية وهذا ما صرح به “إيلون” بأنه قلق من الذكاء الاصطناعي وما قد يسببه من أمور سلبية حتى وإن كانت هنالك أمور إيجابية لذلك لا بدّ من الحكمة في استخدام العلم والاختراعات فالقنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في اليابان اختراع علمي ولكنه مدمر وسلبي.. فالابتكارات والاستثمارات قد تكون خضراء ومستدامة وقد تكون سوداء.

وفي النهاية أن تعرف نفسك وتفكر في مصلحتها وما سيكسبها الربح وتترك كل ما لن ينفعك، وستعرف نفسك من خلال التجارب ونجاحك وفشلك والإصرار على حلمك ومثل ما يقال: “ضع حلمك كعظمة دجاج في حلقك” وهذا ما كان يفعله “إيلون ماسك”.

اقرأ أيضًا:

• محمد فوزي: عبقرية موسيقية انحدرت من قمة النجاح إلى الموت قهرًا
• هل من الجيد الضغط على أطفالنا للحصول على درجات أعلى في الامتحان؟
• كيف تحول فكرتك العادية لفكرة عبقرية
• كيف تكتشف وتربي طفلا عبقريًا؟