مع مرور الوقت وتكرار الأيام وتشابه حركات الروتينية والأهداف وتجارب الحياة اليومية، سألت نفسي كيف لكِ أن تكوني سعيدة؟ أصبح اليوم يمر بعد اليوم ولا أشعر به، تجمدت المشاعر، وأصبح الروتين قاتلًا. فكرت وفكرت كيف لنفسي أن تعود مجددًا؟ قررت أن أخلو بنفسي كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يخلو بنفسه في غار حراء.
الحل الأول هو الخلوة:
جلست في مكان لا أرى فيه إلا نفسي وبعض الشجر وإضاءة خفيفة من الشمس. كان الوقت في بداية شروق الشمس، تأملتها، كان المكان هادئًا لدرجة أني كنت أسمع صوت أنفاسي، أخرجت كل الأفكار والمهام التي تشغلني من تفكيري، وحاولت أن أنتهز الفرصة فقط للتأمل وللتفكّر، وبعد إعادة هذه الجلسة لمدة أسبوع توصلت إلى أمر مهم جدًا، ما هو الجزء المفقود مني؟ وقتها احتجت أن أجلب ورقة وقلمًا وأدوّن أحاسيسي.
السؤال الأول: أنا شغوفة بماذا؟ السؤال الثاني: ما الشيء الذي أحبه؟ السؤال الثالث: أما زالت هوايتي القديمة تستهويني وتثير فضولي وحماسي؟ وكانت إجاباتي بعد فترة التأمل مع الذات أن هواياتي لم تعد تسعدني كما السابق، وتغيّر شغفي. أيضًا اكتشفت أني أحب أشياء أخرى وبسبب أني كنت محتفظة بكل ما أحب سابقًا نسيت أني كبرت واكتسبت مهارات جديدة وأيضًا تغيّر تفكيري، كيف مع هذا التغيير الكبير الذي حصل أن يبقى ما كنت استمتع به كأنه قانون كوني لا يتغير؟! بحثت واستشرت من هم أكثر مني خبرة في الحياة وتوصلت إلى إجابة لسؤال كيف لك أن تحب نفسك من جديد؟
خطوات إلى السعادة :
جرّب هوايات جديدة وأنجزها وحدك وكرّم نفسك على هذا الإنجاز
الهواية هي المهارات التي تضيف لحياتنا مذاقًا خاصًا وتعطينا متعة التجربة، وأيضًا من الأشياء المفيدة لاستغلال أوقات فراغنا بما ينفعنا ويفيدنا قم باختيار مجموعة من الهوايات المختلفة وإن كنت تعلم مسبقًا بأنك لن تحبها أو لن تفضلها فأنت، لا تعلم حقًا ما هو المكنون الداخلي لك جرّب ومن المحتمل أن يعجبك شيء لم يخطر على بالك مطلقًا، التجربة خير برهان.
قوِّ ثقتك بنفسك بأن تعطي نفسك بعض التحديات وحاول أن تكون منجزًا لها بقدر كبير
مفهوم الثقة بالنفس: أن تعرف ما عيوبك ومميزاتك وتسعى دائمًا لإبراز مميزاتك وتطويرها والاستفادة منها، أما عن العيوب، فكل إنسان في هذا الكون له عيوب، الفكرة أن تبدأ بتحسين العيوب وأن تتقبل وتشعر بالرضا عن نفسك.
تحاور مع نفسك دائمًا
عندما تقرأ هذه العبارة يخطر في بالك أنه حوار بين شخصين، كنت دائمًا أحاور نفسي في الأمور التي تحتاج إلى نوع من التخطيط. كنت أقتبس أفكار أناس أراهم أفضل مني في التفكير في بعض الأمور، وأقول في نفسي لو كان مثلًا غاندي في مكاني ماذا كان سيفعل؟ أو أي شخص تراه قدوة في حياتك، تحاور مع نفسك جيدًا فهي تستحق اهتمامك.
افعل ما يكون متوافقًا معك لا ما يحبه الآخرون
كن أنت. لا تنشغل بالناس وآرائهم، انشغل بمدى تطورك ومدى اهتمامك بنجاحاتك. لا تنتظر من غيرك أن يكونوا هم داعمين أساسيين في شخصيتك. جميل أن يكون لك علاقات، لكن الأجمل أن تكون متصالحًا مع نفسك ولك رأيك المستقل حين تكون مستقلًا ومتصالحًا مع نفسك لهذه الدرجة ستكون علاقاتك سليمة وصحيحة بشخصية واعية أكثر.
كن صادقًا مع نفسك أولًا وكن لها الشخص الحالم وأيضًا الحكيم
كن صادقًا مع نفسك. المعنى الحقيقي لقبولك لذاتك أن تكون صادقًا حين تخطئ. كن منصفًا وحكيمًا وفكر جيدًا كأنك في عمر الخمسين، وحين تصيب كرّم نفسك على ذلك، كن لنفسك حكيمًا ومصوّبًا.
دائما لا تتوقف عن الحلم لأن من كان يؤمن بأحلامه سيحققها. اكتب شغفك وأهدافك اليومية وأيضًا السنوية في أجندة، وعند تحقيق أي هدف، اكتب بجانبه أنه تم تحقيقه. افرح بنجاحاتك الصغيرة لتبني شخصية عميقة.
حفظت هذه التعليمات وحاولت أن أفعلها كما هي، وتوصلت إلى أن السعادة الحقيقة هي أن تحب نفسك أولًا وأخيرًا. كن لنفسك كل شيء فهي تستحق أن تكون سعيدة.
قد اجتهدت أن أوصل لكم تجربتي في رحلتي للبحث عن نفسي المفقودة، واكتشفت حقًا أن النجاح والسعادة والرضا هما في الرحلة وليسا عند الوصول.
تاريخ النشر: الأحد، 4 نوفمبر 2018
تجربة ملهمة في رحلة البحث عن السعادة ، بعض الأشياء البسيطة التي يمكن أن تفعلها والتي ستجعلك سعيد
link https://ziid.net/?p=23201