الوجه الآخر للحظ السعيد
"لماذا تستعد؟ لأن الحلم يبقى مجرد حلم حتّى تستعد له" لن تحقق أحلامك بالتأمل أو بالتخطيط دون حركة فالحظ لن يصيبك في سريرك.
add تابِعني remove_red_eye 1,636
لكل متشائم يندب حظّه باستمرار .. رضي بأن يبقى على هامش الحياة معتقدًا بأنها عبارة عن تحصيل حاصل، تاركًا عظيم ما قد يحصل عليه من حظوظ الدنيا، منشغلًا بمراقبة من هم أسعد حظًّا منه ولم يزده ذلك إلا سخطًا. هل فكرت يومًا بمعنى (الحظ) وإشكاله؟ وأن كان هناك وجهًا آخر للحظ يمكنك أن تزيد فرصتك في الحصول عليه؟
كثرت الأساطير والخرافات في الحظ واختلف تعريفه من ثقافة لأخرى فهناك من يرى بأن الإنسان المسؤول الأول عن كل حظ يصادفه، وهناك من يعتقد بأن الحظ التعيس علامة سخط.. وقائمة التوقعات التي يغلب عليها التشاؤم تطول.
أرى أن هناك وجهين للحظ
الوجه الأول، هو كل حظ مقدر لك وفق علم وحكمة إلهية قد تجهل أسبابه لغياب المسببات عنك، حظ مسيَّر فيه لا مُخيَّر. حظ لا تملك حياله سوى الاستسلام لحكمة الله والرضا به مع اقتناعك التام بأن لكل شيء سببًا، سببًا قد يفوق توقعاتك البشرية وقدراتك الفكرية، على يقين بأن كل حظ يصادفنا ولو بدا لنا خلاف ما نحب إلا أن هناك جانبًا لصالحنا قد يخفى علينا في بداية الأمر، وقد يوضح لنا بعد حين وقد يبقى خيره في علم الغيب.
ففي قصة موسى -عليه السلام- والخضر في سورة الكهف رسالة من الله يعلمنا فيها ويذكرنا بأن خلف أقداره أسباب والكثير من الخير، أسباب قد تفوق علمك لعدم إحاطتك بجميع جوانب القصة، أسباب لو علمتها لبكيت من لطف الله الذي يحيطُ بك (وأما السفينة.. وأما الغلام.. وأما الجدار..) فاللهم زدنا إيمانًا بك وبعلمك وحكمتك ويقينًا بأن لو عرضت علينا الأقدار لاخترنا القدر الذي اخترته لنا لعظيم ما فيه من خير نجهله . “ليس هناك كائن حي لديه طاقة لتحدّي القدر، إلّا أن لديه ما يكفي لتغير الأفكار والخطط والبدء من جديد، اختر واحدة أو أخرى فإما أن تنحني لرياح القدر وإما أن تقاومها وتنكسر”.
ماذا عن الوجه الآخر؟ كيف تنال نصيبك من الحظ السعيد؟
لا تعش دور الضحية!
توقّف عن اللوم والسخط على كل ما ليس لك يدٌ فيه، تقبّل كل ما لا تستطيع تغييره ، تقبّل بيئتك نشأتك عائلتك طفولتك.. تقبل نفسك، واسْعَ لتحسينها حبًّا وإكرامًا لها وليس سُخطًا وكرهًا فيها.
لا تستخف بأهمية ان تعرف نفسك جيدًا
احرص على خوض المزيد من التجارب الجديدة، ابتعد عن منطقة راحتك كل ما سمحت لك الفرصة، لا أطلب منك ألا تخاف.. لا بأس أن تتقدم وأنت خائف، الأهم أن لا تسمح لهذا الشعور بأن يقيدك، فالتجارب الجديدة أكثر ما يعرف الإنسان عن نفسه، تعرفه عن نقاط ضعفه وقوته ما يحب وما يكره، تزيد إيمانه بنفسه وقدراته (المهم ألا تنسحب لمجرد أنك شعرت بعدم الراحة).
تعلم ثقافة الاستعداد
الاستعداد لماذا؟ لكل ما ترغب لأن الرغبة وحدها لا تكفي والأمنية تبقى كما هي، إلى أن تقرر أن تحولها لهدف واضح وتضع له خطة للتحقيق.. تتقدم نحوه باستمرار ولو بخطوة بسيطة، فما تراه حظًّا سعيدًا وإنجازًا كبيرًا كانت تسبقه آلاف الخطوات الصغيرة عندما تأتي الفرصة قد يكون فات وقت الاستعداد لها، لذا استعد وجهز نفسك للفرص المستقبلية.
“الحياة بحر والآمال مركب، إذا قررت أن تبحر بهذا المركب ستأخذك الأمواج والرياح وعوامل الطبيعة حيث تشاء، ربما للصدفة أن تأخذك للشاطئ الذهبي الذي تتمنّاه ولكن تبقى صدفة احتمال حدوثها (50%) وربما أقل، الحل أن يكون لديك مجدافين وبوصلة ونية صادقة وغاية تعمل عليها وهي الوصول للشاطئ”.
آمن بنفسك
لا تنتظر أن يؤمن بِك شخص آخر إن لم تقدمه لنفسك أولًا.. كلّما شعرت بأنّك تعيس الحظ لسببٍ أقوى منك تذكّر قصة عبدالله ابن أم مكتوم الرجل الكفيف الذي ذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: “لا تذهبوا إلى الحرب بدوني أريد أن أحارب معكم” فنزلت آية في القرآن (ليس على الأعمى حرج) بالرغم من أنه كفيف وغير مكلّف ولكن لم يكن يرى بأنه قليل الحظ في الدنيا، فعيّنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- واليًا على المدينة يؤذن ويصلي بالناس ويحل مشاكلهم، كان واثقًا من نفسه ومؤمنًا بقدراته ورأى بأنه يستحق حظًّا أكبر في الدنيا فوضعه الرسول في مكانة تليق بنظرته لنفسه.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,636
"لماذا تستعد؟ لأن الحلم يبقى مجرد حلم حتّى تستعد له"
link https://ziid.net/?p=78974