أهم ما تعلمته من كتاب “الخروج عن النص”
لكل منا حدود نفسية يجب أن تكون معلنة للجميع، فتكون أنت الوحيد من يقرر المساحة المسموحة لكل شخص
add تابِعني remove_red_eye 38,075
كلنا نريد حياة مستقرة نفسيًّا، ولكن ما القدر الذي تعرفة عن نفسك؟ فالتوعية النفسية صارت ضرورة ملحة، ولكن المنتشر أن علم النفس لغته صعبة معقدة، ولهذا أراد الدكتور “محمد طه” وصول الوعي النفسي للعامة والبسطاء، فقدم لنا هذا الكتاب باللغة العامية المصرية، وبالفعل لقي قبولًا من الكثيرين فبيع أكثر من خمس وسبعين طبعة، كنت من المحظوظين وقرأته، ففي بعض الفصول وجدت نفسي أبكي على ما اكتشفته، كان بمثابة مرآة سحرية، كشف ما بداخلي وأجابني عن أسئلة كثيرة أسألها، فبعد إنهائه صرت أحدث الجميع عن محتواه، وأريدهم الوصول للوعي الذي نقله لي، فهو ساعد في تغير نظرتي لنفسي وللعالم، فأصبحت أحتفل بنقلة الوعي تلك في أول أكتوبر من كل عام، يوم أن بدأت قراءة الكتاب، واليوم سأشاركك ما تعلمته من ذلك الكنز، وهذا سيكون شيئًا بسيطًا تشجيعًا على قراءته بنفسك وخوض التجربة، ولا يغني عن قراءته.
- تعلمت أننا تربينا على نصوص ثابتة لحياتنا بداية من نص الأهل، اسمع الكلام ولا تقل لا لنحبك، ومرورًا بوجوب درجات الامتياز وإلا فنحن فاشلون، وتختلف من أسره لأخرى تلك النصوص، وعندما يزيد علي بعضهم الضغط فيقرر البعض الخروج عن كل النصوص، وقد يصل لدرجة الإلحاد ونبذ أي نصوص دينية، ولكن جميعهم يشعرون أن شيئًا ينقصهم، والحقيقة ينقصهم الوعي النفسي.
- في رحلة حياتنا يحتاج كل منا للوقوف أمام المرآة النفسية، ويرى نفسه، ويتعلم منها ويفهم ما بها، ويراقب أفكاره، وتبدأ بتقبل نفسه، ويحبها، فالتقبل هو الخطوة الأولي للتغير للأفضل، إنها رحلة تستحق الصبر والتعب وقليلًا من الألم، عندما تكتشف ما بك وتتعلم من نفسك وتتقبل ما رأيته، وتحتويها، هي رحله فعلًا تستحق الصبر والعناء.
- لكل منا حدود نفسية يجب أن تكون معلنه للجميع، فتكون أنت الوحيد من يقرر المساحة المسموحة لكل شخص، لأن هنا من يعشقون أن يسخروك لأجلهم، تعطيهم كل شيء ولا يرضوا، وآخرون بارعون في الاستحواذ على كل شيء بك، عقلك ومشاعرك، يريدون أن يفصلوك عن العالم فتكون ملكًا لهم فقط، ويقنعوك أن ذلك هو الحب، والمشكلة أن هناك الكثير لا يفهم تلك اللعبة ويقع في الفخ، ويكتشف بعد أن يكون مُستهلكًا ومشوهًا ومعدوم الطاقة، وكل ما عليك أن تراجع علاقتك وترى وتحدد من تريده قريبًا ومن تُبعده، وتكتشف مصاصي الدماء والمستحوذين وتعلن حدودك إعلانًا قويًّا.
- كل منا لديه نفس حقيقية ونفس مزيفة، والسبب أن الاحتياجات النفسية في الطفولة كانت لا تلبي بالشكل المطلوب، فيقرر الطفل أن يفصل نفسه في المقاس المطلوب منه، ويتكيف مع الواقع الذي فرض عليه، ليأخذ احتياجاته النفسية البسيطة من الحب والاهتمام والتقدير وأنه يقول لا وغيرها.
- يوجد ما يسمى بالتكرار القهري عندما يحدث لأحد صدمة ما، ويقرر تكرار التجربة بشكل لا واعٍ، تجد تجاربه المؤلمة متشابهة، ومنتشر هذا في القصص العاطفية فتصبح وكأنها نفس القصة باختلاف الأسماء، ذكر الأسباب منها محاولة أخذ حقه، فبعد أن كان مجنيًّا عليه يحاول أن يكون جانيًّا وينتقم.
- كثيرًا ما نشعر بمشاعر لا تخصّنا، وتكون بكل بساطة ألقيت عليك من أي شخص دون وعي منك، فتتقمصها أنت فيما يسمى بالتقمص الإسقاطي، هذا يحدث أيضًا عندما يصفك أحد بما ليس فيك، هو ببساطه يكون كما لو أنه ينظر في مرآته ويرى نفسه، وقد يصل ذلك بأن يغير الشخص لشخص آخر، مَن تخشى الخيانة تلقي بها على زوجها وتشكك به وتتربص له، إلى أن يخونها بالفعل دون أن يدري أحد منهم السبب الحقيقي.
- علاقة واحدة صحية قادرة على الشفاء من مشكلاتك النفسية العميقة، علاقة يصلك فيها تقدير وقرب واهتمام كبير جدًّا، تكون علاقة مشبعة بالصدق والرحمة في كل الأوقات والظروف، وعلينا البحث عنها ومعرفة ما تحتاجه أنفسنا، ونتأكد أننا لا ندمن أي شيء كبديل، كالهواتف والتسوق والحلوى والقراءة والمال والسفر للعلم، أو التدين السطحي. حتى لو كان شخصًا.
- الشعور بالذنب الذي يجعلك تجلد نفسك، وتعاقبها وتؤنبها طوال الوقت شعور غير صحي، فالشعور بالذنب الصحي هو أنك تخطأ وتراجع نفسك وتكتشف خطأك وتتحمل مسؤوليته، وتتعلم كيف لا تكرره؟، وتعتذر لمن أخطأت في حقه حتى لو كان نفسك، فبتلك الطريقة تعترف بآدميتك وحقّك في الخطأ والضعف والفشل، أما الشعور غير الصحي يجعلك تدور في دائرة فتعود وتتكرر نفس الخطأ فتلوم نفسك وتيأس منها، فمن اليوم وصاعدًا لا تسمح لنفسك ولا لأحد أن يأخذ منك حقك في الخطأ ويلومك ويشعرك بالذنب إلي أن يضعك تحت رحمته؛ لأنه لم يغفر لك أو لا يزال يذكرك بخطئك كل يوم.
- الاحتياج للاحتضان احتياج يستمر طوال الحياة كالشراب، ونحن في حاجه له يوميًّا، ولنعيش بالحد الأدنى من الصحة الجسدية والنفسية، نحتاج من أربع لثمان أحضان وتصل اثنا عشرة مرة باليوم، فالاحتضان يمثل وجبة نفسية متكاملة، ففيه رسائل العطاء والأمان والاحتواء والتقبل والاحترام، هو مضاد للهموم الثقيلة وطبطبة صادقه فلا تحرم نفسك ولا أصحابك وأهلك وأطفالك وكل من تحبهم من ذلك الاحتياج.
- يوجد ما يسمى بالاستحقاق الذاتي هو أفضل ما يمكن أن تهديه لنفسك ولكي تتعامل على أنك تستحق
- عليك أن تتأكد أنك بشر وتمارس كل مقومات آدميتك فتتقبل خطأك وضعفك وفشلك.
- تصدق من داخلك أنك تستحق وتتعامل بها، تستحق تُحَب وتقدر وتحترم ويهتم بك، وتتعامل على أنك تستحق في كل تفاصيل حياتك، تستحق كل ما هو جميل، ولا تسمح لأحد أن يضع لك شروطًا كي تستحق.
- تعطي نفسك كل يوم فرصة، وأمل جديد، فلا توقف حياتك في أيّ محطة مهما كنت مؤلمة.
- أهم شيء كن نفسك، ولا تسجن نفسك في آراء الآخرين، فلا تسمح لأحد أن يضع شروطًا لقبولك، أما أن يقبلك بكل تفاصيلك، المميزات والعيوب، نورك وظلامك، أو يرحل.
- استبدل شعور الذنب المرضي، بالشعور الصحي بالمسؤولية، وتعمد عدم تكرار الخطأ، وسامح نفسك وثِق برحمة الله.
وفي النهاية... احمد الله على ذلك الوعي الذي اختصك به، فغيرنا يعيش ويموت مغمى بالنصوص المكررة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
كلنا نريد حياة نفسية مستقرة ولكن ماذا تعرف عنها؟
link https://ziid.net/?p=78216