كتاب باللغة العامية المصرية لدكتور محمد طه وهو استشاري وأستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة المنيا، وهو كتابٌ نفسي كُتِبَ بلغة مبسطة لكي يصل لجميع القراء ويناقش فيه:
أن حياتنا مليئة بنصوص مكررة وسيناريوهات محفوظة، والتي تجعلنا مثل القوالب ونبتعد من خلالها عن أنفسنا، فنناقش كل تلك السيناريوهات لكي ننتبه ونخرج عن تلك النصوص ونكون أنفسنا.
ويوضح أننا بحاجة إلى أن نعلم أكثر عن أنفسنا وعن مشاعرنا وعن طرق تفكيرنا، وعن دوافع تصرفاتنا وعن علاقتنا بمختلف أنواعها وأنماطها، فهي رحلة تستحق التعب والصبر وبعض الألم، فالنضج مؤلم والتغيير مؤلم لكن لا شيء مؤلم كالبقاء في قالب وصورة ليست لك.
أهم دروس كتاب الخروج عن النص
1. المحافظة على الحدود
فمن حقك أن تحدد المسافة التي بينك وبين أي شخص، فمن المهم أن تكون حدودك واضحة ومهم أن تدافع عنها وتحميها ضد أي أذى من أي نوع، فتحديد المسافة التي بينك وبين أي شخص، حق أصيل لك مثل ما هو حق أصيل للناس. فنفسك ملكك وسوف تُسأل عنها، فيجب أن تحافظ عليها لأنها أمانة.
2. المسؤولية النفسية
بمعنى أن تُعالج كل ما بداخلك وتتوقف عن دور الضحية، فأنت من يختار وأنت من يقرر. باختصار أنت المسؤول، فكيف سيحاسبك الله على وضع لم تكن مسؤولًا عنه، فهذه خرافة تم اختراعها وتصديقها لإزالة المسؤولية عن أنفسنا.
3. التخلص من كل شيء يستهلك طاقتك ومجهودك ومشاعرك وأفكارك
وذلك عن طريق عدة طرق سواء تفريغ ما بداخلك من مشاعر مدفونة أو المواجهة مع الشخص الذي بينك وبينه أي شيء، لكي تنهي ذلك الموضوع ويقفل الباب تمامًا، وإذا كنت غير قادر على ذلك، فهناك طريقة علاجية بسيطة تتم بواسطة معالج نفسي وهي السيكودراما وتتم عن طريق تخيل الشخص الذي بينك وبينه موقف (أمامك)، وتبدأ التحدث معه وتفرغ كل ما بداخلك، لاتبقي شيئًا بداخلك، حلّ وأَنْهِ كل شيء، وفي النهاية ستكون قادرًا على العفو والمسامحة، ولكن ليس من أجل الشخص الذي آذاك، إنما من أجل نفسك وصفاء ذهنك وسلامك الداخلي.
4. أن تنتبه لكل شيء يحدث حولك بشكل يومي
وتقوم بفلترة كل شيء يستقبله عقلك، لكي تنقي نفسك من شوائب وسلبيات ما حولك.
5. أهمية أن ترسم خطة حياتك بنفسك
وتغير تلك الخطة بناء على رؤيتك واحتياجاتك في كل مرحلة تكن بها، فليس من حق أي شخص أن يرسم لك طريقك، وأن لديك القدرة على الاختيار وإعادة الاختيار واتخاذ أي قرار تراه في مصلحتك، وليس من حق أي شخص أن يحدد لك اختياراتك، فالله وهبك حرية الاختيار واتخاذ القرار والمسؤولية، فأنت كائن مستقل بذاتك حر ومختار ومسؤول.
6. عندما تشعر أنك في احتياج إلى حاجة معينة
اطلبها بدون تردد وبصراحة وبوضوح وبكلام مباشر، وأن تتخلص من فكرة (أن الاهتمام لا يطلب وهم سيشعرون بي من دون أن أتكلم أو أعبر)، فكيف سيعرفون ما بداخلك إذا لم تعبر عنه.
7. انتبه ألا تصل بك الأشياء لدرجة الإدمان
فالإدمان ليس مخدرات فقط فهناك إدمان المال والسفر والعمل والسوشيال ميديا وغيره من الأنواع العديدة، وإذا لاحظت أنك أدمنت أي شيء، ابحث عن السبب فورًا وما الاحتياج الذي تريد اشباعه، وأشبعه بطريقة سوية ومناسبة.
8. تعلم أن تُعيد ترتيب حياتك
وتُقيم علاقاتك ولا تسمح لأي شخص بأن يتعدى حدوده، وتحمل مسؤولية نفسك ومسؤولية علاقاتك.
9. اقبل الاختلاف والفشل والخطأ والضعف
وخطأ الآخرين وضعفهم وفشلهم، واقبل أنك تعيش وجرب واغلط وتعلّم وتغيّر واسمح لغيرك بأن يعيش ويجرب ويغلط ويتعلم ويتغير.
10. ذكر نفسك بأن كل يوم هو فرصة جديدة للتعلم
وأن تكون أفضل، وكل اختبار جديد تواجهه يظهر جوهرك وحقيقتك أكثر.
11. لا تيأس من نفسك
مهما فعلت ومهما فشلت أو ضعفت، وتأكد أن بداخلك جمال وروعة وبراءة.
12. قبول الخطأ صواب
وقبول الضعف قوة وقبول الفشل نجاح، بمعنى تقبل نفسك بأكملها وليس جزءًا منها.
13. لا تسمح لأي شخص أن يقبلك بشروط
أو يحبك بشروط أو يحترمك بشروط، فأنت تستحق أن تُقبل وتُحَب وتُحترم من غير شروط.
14. لا تكن غير نفسك
ولا تُفَصّل نفسك على مقياس ومعيار أحد.
وفي النهاية (تأمل واقبل وسامح نفسك والآخرين وابدأ من جديد)، فالحب الحقيقي هو أنت والشفاء الحقيقي لن يأتي إلا من داخلك.
إليك أيضًا
قراءة مختلفة في كتاب الخروج عن النص
link https://ziid.net/?p=66845