الإستراتيجيات الخمس لحل المشكلات واتخاذ القرارات
المفتاح السحري لحل المشكلات واتخاذ القرارات هو قدرتك على جمع المعلومات وتحليلها
add تابِعني remove_red_eye 29,562
هل تساءلتم من قبل عن سبب المشاكل في حياتنا؟ ماذا لو أخبرتكم أن البشر أنفسهم هم أساس كل المشاكل التي تحدث لهم؟ أخبركم بهذا لأني أعلم يقينًا أن ما فعلته بالأمس ستواجهني عواقبه اليوم أو في المستقبل القريب؛ لذلك قبل البدء في حديثنا دعونا نقتبس تلك المقولة من عالم الصحة ونقول “الوقاية خيرًا من العلاج”، يعني لا تضع نفسك – بمحض إرادتك – في المشاكل، هل تعلمون كيف؟
بالتوقف عن التأجيل والتسويف، ومصاحبة رفقاء السوء، والتركيز في حياتك ولا تنشغل بالآخرين وحياتهم، حتى الإقلاع عن التدخين سيحميك في المستقبل من المشاكل الصحية.. بيت القصيد هو أن تُغيّر من نفسك ومن معتقداتك الخاطئة إذا أردت إنقاذ نفسك من المشاكل بكل أنواعها. والآن دعونا نتعرف على إستراتيجيات حل المشاكل واتخاذ القرار.
1- تعريف المشكلة وتحديدها
عند التعرض لأيّ مشكلة يجب عليك أولًا أن تعرف الجذور الحقيقية للمشكلة؛ لأنك قد تظن أن مشكلتك متعلقة بالماديات في حين أن مشكلتك الأساسية قد تكون مرتبطة بعنصر الوقت فقط، أنا على سبيل المثال كنت أظن أن مشكلة إرسال كتابي “إمبراطورية زركون” للمطبعة عبارة عن مشكلة مالية نظرًا لعدم توفر مبلغ التعاقد مع دار النشر إلا أني اكتشفت أن المشكلة الحقيقية لا تتعلق بالمال بل بعنصر الوقت؛ لأن المال سيتوفر في النهاية، ولكن موعد معرض الكتاب 2022 يعطيني إشارة تذكير حمراء بضرورة إرسال الكتاب للمطبعة قبل موعد المعرض الجديد؛ لهذا السبب يجب أن تُحدد سبب المشكلة جيدًا لتستطيع التعامل معها بذكاء.
2- البحث عن حلول إيجابية
من أجمل القصص التي قرأتها في كتاب د/ إيهاب فكري قصة مصنع كان يواجه مشاكل؛ لأن الآلات كانت تقوم بتعبئة العلب الفارغة في كراتين الصابون، وكان تجار الجملة مستائين من ذلك، وبعدما عرضوا المشكلة على عُمال المصنع والمديرين وصل مدير الإنتاج لفكرة وضع عامل بجانب كل آلة ليفحص علب الصابون قبل وضعها في الكراتين، ولكن أحد العمال أخبرهم أن يوفروا راتب هؤلاء العمال، وأن يقوموا بتركيب مروحة كبيرة وتسليطها على الآلات، وبالتالي ستطير العلب الفارغة بعد تعرضها لهواء المروحة، وهذا بالضبط ما أتحدث عنه، وهو أن كل الحلول قد تحل المشكلة ولكن الحلول الإيجابية والذكية فقط ستكون أكثر فاعلية، وكلما كان الحل جذريًّا كلما كان أفضل كيلا تواجهك نفس المشكلة في المستقبل.
3- البحث عن حلول بديلة
الحلول البديلة كالخطط البديلة بالضبط لا يجب الاستغناء عنهم؛ لسببين: أولهم توفير الوقت لأنك ستجد حلول بديلة في نفس وقت عثورك على الحل الأول، والسبب الثاني أن جلسات العصف الذهني التي تقوم بها لإيجاد خطة بديلة بعد الخطة الأساسية مباشرة ستساعدك على إيجاد حلول أفضل وخطط بديلة قد تكون أفضل من الخطة الأصلية.
4- تقييم واختيار الحلول
لنعود لمثال المصنع ونفكر ماذا لو اكتفى صاحب المصنع برأي مدير الإنتاج ولم يستمع لفكرة العامل الذي أوصى بتركيب المروحة؟ أكيد وقتها كانت أجرة العاملين الجدد أمام كل ماكينة صابون، وحوافزهم وكل مصروفاتهم كانت ستخصم من أرباح المصنع؛ لهذا السبب لا يجب أن نفرح بالوصول لحلول سريعة قبل التأكد من صلاحية تلك الحلول، وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع، وهذا بالضبط ما سنتحدث عنه في الإستراتيجية التالية.
5- مرحلة التطبيق
أعلم أن أغلبكم الآن تذكر الجملة التي تحدثنا عنها في مقالة “كيف تدير وتصمم حياتك”، كانت تقول “لا فائدة من اتخاذ قرار جيد بشكل سيء”، لنفترض أن شخصًا يعاني من السمنة قرر أن يخسر وزنه، ومن ضمن الحلول التي اقترحها لحل مشكلته كانت ممارسة الرياضة، ولكنه أدمن ممارسة الرياضة بدون استشارة الطبيب مما أثر ذلك بالسلب على صحته، طبعًا لا شك أن قرار ممارسة الرياضة قرار سليم وجيد جدًا، ولكنه نُفذ بشكل سيء على أرض الواقع، وبدلًا من حل المشكلة الأساسية -خسارة الوزن- تسبب هذا القرار في مشكلة أكبر قد تكون أكثر ضررًا من السمنة.
في الختام
لا تنسوا أن حل المشكلات واتخاذ القرارات يعتمدا بشكلٍ كبير على جمع المعلومات وتحليلها، بالإضافة إلى الإلمام ببعض المهارات الإضافية ومنها مهارات الاستنتاج والذكاء العاطفي والتفاوض، والإقناع.. إلخ، ولو استطعتم أن تنظروا للمشكلة من الخارج وتتعاملوا معها وكأنها مشكلة شخص آخر وقتها ستتمكنون من رؤية الصورة كاملة وستنقذون أنفسكم من فخ التحيز والازدواجية، وستصبحون موضوعيين أكثر في حل المشكلة، وآخر مهارة يجب أن تستعينوا بها هي مهارة التعلم من الماضي ومن التجارب السابقة.
وتذكروا أن جملة “التاريخ يعيد نفسه” لا تساعدنا على فهم المستقبل فحسب، ولكنها تمنحنا فرصة للمقارنة واستبعاد الاحتمالات الخاطئة، ولا تنسوا أن مشاكل البشر مهما اختلفت لكنها تكاد تكون واحدة في النهاية؛ لذا تأكد أنك ستجد حلًّا لمشكلتك وستتخذ قرارات صائبة لأنك ببساطة ذهبت لنفس الطرق ومررت بنفس العقبات التي مر بها الآخرون قبلك ونجحوا في مواجهتها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
هل تحتار في اتخاذ القرارات .. إذن إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=91831