الفوائد التى استفدتها من تجربه أولمبياد الرياضيات 

أولمبياد الرياضيات الخليجي هو حدث سنوي يقام لاختبار طلاب المدراس في قدراتهم في حل مسائل الرياضيات ذات الطابع المعقد، ويشارك في الأولمبياد طلاب دول الخليج العربي، ويمثل كل فريق (6) طلاب يتم اختبارهم اختبارًا ورقيًّا فرديًّا، بعدها يتم منح الميداليات لأعلى درجات.

شاركت في أولمبياد الرياضيات الثاني الذي أقيم في قطر (2013م) وقد حصلت على الميدالية البرونزية، وكذلك شاركت في الدورة الثالثة لأولمبياد في سلطنة عمان (2014م) وقد حصلت على الميدالية الفضية، وقد لخصت تجربتي في مقال (دفتر ذكريات من تجربتي في المشاركة في أولمبياد الرياضيات) من هنا

وقد كانت تجربة الأولمبياد تجربة مميزة بالنسبة لي وقد تعلمت من خلالها الكثير في الجانب التعليمي وجوانب الحياة الأخرى، وهذه بعض الفوائد التى خرجت منها من تجربة أولمبياد الرياضيات، أتمنى يفيدكم الاطلاع عليها:

1- ما منعك الله عنه سيعوضك بما هو خير منه

لقد شاركت في أحد مسابقات الرياضيات التي تقام على مستوى السلطنة (برنامج التنمية المعرفية) لخمس سنوات متتالية ولكن لم أنجح في تخطي المرحلة الأولى، ومع ذلك كنت متفائلة في كل مرة بأنني سأصل للمرحلة الأخيرة وأتفوق فيها وقد كنت أستعد على هذا الأساس وأبحث عن مسائل الرياضيات وأتدرب باستمرار، بعدها تم ترشيحي من قبل المدرسة لخوض اختبار الأولمبياد ووصلت لتمثيل السلطنة على مستوى الخليج العربي والحصول على الميدالية البرونزية ثم الفضية.

لذلك تعلمت عدم اليأس والتفاؤل الدائم وأن العمل الجاد سيظهر ثمارة ولو بعد حين، فما وصلت له من إنجاز في أولمبياد الرياضيات أعلى مما لم أنجح في الوصول إليه (التنمية المعرفية).

2- تحديد الهدف

اعتبر تحديد الهدف من أساسيات توجيه طاقتنا لإنجاز ما نريد، لذلك حددت هدفي بكل وضوح وقمت بكتابة هدفي في لوحة واضحة في غرفة المذاكرة، وكنت أقرأه أكثر من مرة في اليوم وأتأكد من أنني أعمل على المسار الصحيح للهدف ولا أتكاسل. كذلك السعي للقمة وعدم الرضى بأقل منها وهذا قد ساعدني في التغلب على الرغبة في الاستسلام، وكذلك ساعدني في التقدم والحصول على الميدالية الفضية بعد أن حصلت على البرونزية.

3- الاجتهاد للوصول للأهداف

منذ معرفتي بترشيحي لخوض اختبار أولمبياد الرياضيات وبعد أن حدّدت هدفي سعيت بجهد للوصول إليه، فقد كان التعلم الذاتي خير كَفيل بمساعدتي للوصول، كذلك تحديد هدف يومي بسيط والالتزام به ساعدني على زيادة خبرتي ومعرفتي مما سهل لي التقدم خلال مراحل المسابقة وزرع الثقة في نفسي.

4- السعي لتوازن بين الدراسة وجوانب الحياة الأخرى

لقد سعيت خلال مشاركتي في الأولمبياد لخلق توازن بين الاستعداد للأولمبياد وبين الحفاظ على المذاكرة والمراجعة للمدرسة (المسابقة تعتبر مشاركة خارجية غير مرتبطة بالدراسة المدرسية)، كذلك حافظت على نظام نوم معتدل والنظام الغذائي وضبط يومي لوجود استراحة أرفض التخلى عنها مهما زادت المهام.

5- تكوين صداقات

خلال مشاركتي في الأولمبياد كونت صداقات كثيرة، منها ما كانت مع أشخاص من مختلف نواحي السلطنة ومنها مع أشخاص من دول الخليج الأخرى، بعض الصداقات بقيت إلى الآن وبعضها تلاشى مع الزمن، علمتني الصداقات المختلفة أن الاختلاف سنة الحياة وهو ما علينا تقبله، كذلك طور لدي فهم الآخرين واحترام الثقافات المختلفة وتقبلها، كذلك تعرفي على أشخاص من دول مختلفة زرع فيّ الرغبة في التعرف على المزيد من الأشخاص من ثقافات أخرى بعيدة عن الثقافة التى نشأت عليها ،وهذا هو أحد الدوافع التي دفعتني للتسجيل في التبادل الطلابي، وخوض التجربة في اليونان خلال صيف (2019م) .

6- زراعة الأساس منذ الصغر

أُمّي معلمة رياضيات وقد اهتمت منذ صغري بحفظ جدول الضرب وتعلمي أساسيات الرياضيات، وقد حفظت جدول الضرب من خلال إعادة كتابته باستمرار، ففي الصيف كنت تطلب مني أمي إعادة كتابة جدول الضرب يوميًّا وقد كانت مهمة سهلة فكل ما عليّ هو نسخ الأرقام الموجودة أمامي في صفحة أخرى، في السنة التالية وجدت أننى حفظت جدول الضرب دون جهد كبير،كذلك أمي لم ترضَ بنُقصان درجاتي كثيرًا وأخبرتني بأنني عبقرية في الرياضيات وأن الرياضيات شيء سهل علي.

تأسيس الطفل منذ الصغر على الأساسيات وزراعة حب التعليم من الأساسيات التى تؤثر على الطفل حتى على المدى الطويل، وليس في مادة الرياضيات فقط كذلك في الفن، فتشجيع أسرتي لي ساعدني على حب الفن والرغبة في تطوير مهارتي فيه.

7- التربية على حرية الاختيار

عندما قررت المشاركة في أولمبياد الرياضيات كان قرارًا شخصيا، فقد تعودت على أتخاذ قرارتي الخاصة بحياتي بنفسي منذ صغري ، وعند يوم الأختبار أخبرت أهلي بوجود اختبار رياضيات وأن عليهم الدعوة لي بالتوفيق، بعدها شرحت لوالدي نظام المسابقة وقد كان لديهم تخوفي نقطتين وهما تأثير المشاركة على أدائي المدرسي وقد وعدتهما بالمحافظة على التوازن بينهما وقد وفّيت بوعدي وكذلك التخوف من سفري لقطر (فقد كانت أول رحلة بدون وجود أسرتي معي)، ولكنهم تقبّلوا الموضوع لأنه قراري، وقد كان لدي الإصرار القوي للحفاظ عليه، وقد كنت أعرف أن تخوُّف أهلي هو نوع من حبهم لي ورغبتهم في حمايتي، لذلك تقبّلت خوفهم على، وفي نفس الوقت سعيت لتحقيق رغبتي وهدفي الذي كنت واثقة بأنه قرار صحيح قد اتخذته بعد تفكير واستعداد لتحمل مسؤوليته.

6- امتداد التأثير

لقد امتد تأثير الأولمبياد ليرفع معدلي الدراسي، فبعد المشاركة في الأولمبياد حافظت على الحصول على (100%) في مادة الرياضيات ،حتى في آخر سنة لي في المدرسة عندما اشتكى كثير من الطلاب من صعوبة الاختبار فقد كان سهلًا علي -ولله الحمد- كذلك سهل لي مشاركتي في أولمبياد الرياضيات تأهلي لمراحل متقدمة في أولمبياد الكيمياء (فالكيمياء والرياضيات بينهما علاقة وثيقة).

لقد خرجت بالكثير من الفوائد من تجربة أولمبياد الرياضيات وأنا شاكرة لربي لمنحي القدرة والظروف المناسبة للمشاركة في الأولمبياد، وكذلك أن شاكرة لكل شخص كان له دور في دعمي خلال هذه التجربة الرائعة.

إليك أيضًا

• 8 دروس تعلمتها من تجربة تسلق الجبال
• أثرُ المعلم المربي على الطلاب (تجربة شخصية)
• نادي القارئات .. تجربة دفعتني للقراءة أكثر