السطحية: هل تعرفها حقًّا أم تعرفها بسطحية؟

هل أنت سطحي؟

كثيرًا ما نسمع كلمة سطحي، كصفة سلبية يستنكرها الناس، فلا أحد يريد التعامل من شخص سطحي، المشكلة أن السطحي لا يضر نفسه فقط بل يتعدى شخصه ويصبح معديًا ومورثًا للسطحية، وسطحيته بأدواره في الحياة تجعله يقصر دون علم وعلى العكس يرى أنه يقوم بدوره بأفضل صوره، فيكون أبًا سطحيًّا هش التفكير فكيف حال أطفاله؟ يخلق بالونات منتفخة مظهرها جميل ولكن داخلها فراغ، تكبر فتنتشر، ولكن هل تعرف شكل الشخصية السطحية حقًّا أم تعرفه بسطحية؟ هل أنت لديك نسبة من السطحية؟ وإذا عرفت ماذا ستفعل؟.

صفات الشخص السطحي

تراه يعرف كل شيء إذا سألته وقد يُشعرك أنه متمكن مما يقول خاصة إذا كنت لا تعرف. يعجبه المظهر ولا يلتفت للجوهر، وهو ذلك الرجل الذي يتزوج امرأه لأنها مبهرة وجميلة، ولا ينظر هل تناسب حياته أم لا، وغالبًا هو يبحث عن شخصية تهتم بالمظاهر مثله. وتجده يحكم على الناس من كلامهم لهجتهم ويصنفهم، وهو أيضًا ذلك المتنمر الذي لا يترك شيئًا إلا عابه وحكم عليه. وبالطبع السطحي هو من لا يتأكد من مصادر ما يتعلمه ويقرؤه، هو نفسه الشخص الذي يتباهى بشهادته دون تعليم عميق مطبق.

كيف تكشف السطحي؟

ببساطة اسأله في تفاصيل الأمور بطريقه استفهامية بريئة، ولا تسخر فسخريتك منه سطحية.

صفات الشخص ذو التفكير العميق

• يهتم بتفاصيل الأمور.
• يبحث عن الأسباب للمشكلات فيحلها ،تجنبًا للحلول السطحية.
• لا يحكم على أحد، لأنه يعلم أنه مهما فعل لن يدرك جميع جوانب الشخصية.
• لا يتخذ أصدقاء ويقول هم جيدون، دون رؤية أفعالهم وكلامهم يتوافقوا معًا.
• لا يحكم على أحد سوى بسؤاله لنفسه ماذا رأيت منهم يثبت ما أظنه أو يقال عنهم؟ ما مرجعيته في حياته؟ ما قدوته؟ هل رأيته في تعامله مع الأخرين؟
• ينظر لأسم مؤلف الكتاب ويبحث عن مصداقية كلامه.
• لا تبهره الأشياء البراقة، بل ينظر لكل ما يحيطها والجانب الآخر لها.
• لا يسير في قطيع خلف الأفكار المجتمعية دون أن يسأل نفسه لماذا سأفعل ذلك وكيف أفعله بأفضل طريقه؟: مثال.
• حين يفكر بأخذ قرار يسأل نفسه عدة أسئلة كالزواج، يسأل ما الهدف من الزواج الذي يريده الله؟ ما دوري في الزواج؟ هل أنا مستعد له؟ وإذا كنت غير مستعد كيف أستعد؟ هل هذا التوقيت أفضل توقيت؟ هل هو هدفي أم لدي أولويات أخرى؟ هل من سأتزوجه صفاته وحياته متوافقة مع حياتي وتدعم استقرار الزواج؟

هل وجدت تصرفات تشبه تصرفاتك؟ اطمأن هذا أمر طبيعي، فأنت تعيش في مجتمع يتأثر ببعضه رغمًا عنهم. فتأثير الجماعة أقوى مما تتخيل تؤثر على عقلك اللاواعي وتتحرك مبرمجًا، وإيقاف سيل الأفكار المصدق بها دون التأكد من مصداقيتها يحتاج عقلًا واعيًا يراقب ما يفكر به.

خطوات لتقليل مستوى السطحية

الخطوة #1

•  اسأل نفسك أسئلة استفهامية عن أي فكره تؤمن أنها مُسلم بها؟
• ما مصدر الفكرة؟ مدى مصداقيتها؟ ما الفائدة منها؟
• هل هي أفضل اختيار؟ هل توجد بدائل؟
• اسأل نفسك عن الوجه الآخر لأي شيء تراه يلمع في عينك؟
• هل ما أعرفه هو كل شيء بالتفصيل؟
• هل هذه هي جذور المشكلة؟

الخطوة #2

امنع نفسك من ادعاء المعرفة: كلما بادرت بالكلام عن شيء تذكر أن لا تدعي المعرفة ووضح من تحدثه أن هذا ما تعرفه على حد علمك.

الخطوة #3

اختر مُحيطك بعنايه، لأنك دون إرادتك ستتأثر بما حولك فاختره بدقه، أصدقاؤك ،مُعلمك، قدوتك، ما تشاهد، ما تسمعه، ما تتعلمه.

الخطوة #4

امنع نفسك من إصدار الأحكام: اسأل نفسك هل شكله يقيم فكره؟

الخطوة #5

اسأل نفسك على أي أساس أحكم على الشخص؟ بالأسئلة تمنع نفسك من الحكم المسبق دون حقائق، وتقيل ثبات الانطباع الأول؟

تذكر

لا يوجد شيء في حياتنا دون تدرج تلك سُنة الكون، فلا تقل إنه شخص سطحي دون أن تعرف أن هناك تفاوتًا وكأنها درجات (١٠) درجات والكل يتفاوت عليه، هناك شخص سطحي في جانب من حياته وجوانب لا، تجد شخصًا سطحيًّا في التعلم لأنه لم يتعلم كيف يكون التعمق؟ بينما هو في حياته يهتم بالتفاصيل ويصل لجذور الأمور عندما تحدثه ويوجد العكس، ولذلك يكون من السطحية الحكم على الأشخاص لأنك لن ترى سوى جانب واحد من حياتهم، وحتى ما تراه ربما يكون قشورا.

وفي النهاية.. لتغير أي شيء يجب تقبله، ثم غيّره تدريجيًّا وشجع نفسك لا تنتقدها، وذكر نفسك أن فكرك جزء من نشأتك التي لم تكن تعيها، وأنت الآن لديك الوعي وأنت على أول الطريق.

إليك أيضًا:

• لماذا أصبحت الشخصيات غير الجادة والتافهة محبوبة وناجحة؟
• لماذا يكون من الصعب على المثقفين تكوين الصداقات بسهولة؟
• التديُّن بين الشكل والحقيقة