علوم الطاقة والإيحاء لتحقيق الثراء!
منذ أن قرأت في علوم الطاقة وشاهدت لقاءات لأربابها وأنا اتوجس منها خيفة لأنها تنتشر كالسحر في الرؤوس وتجمع الأتباع بسهولة تامة.
add تابِعني remove_red_eye 2,445
التدليس هو خلط الحق بالباطل أو وضع السم في الدسم كما يقال. فإذا قدمت لإنسان جرعة من النصائح وكان من بينها شيء من الباطل فلن يشعر بذلك غالبا إما لحسن ظنه فيك أو لتركيزه على معظم الحديث الطيب الذي لا يتوقع فيه شائبة.
ذات مرة قرأت في معرض وصايا لشخصية باتت من المشاهير على حين غرة تتحدث فيها عن تمرين لكسب المال وتحقيق الثراء باستخدام ورقة وقلم وشريط أحمر تدعي تأثيره في رفع الذبذبات لاستقطاب استجابة الكون لها بالمال الوفير . وتساءلت وأنا أقرأ تلك الخطوات المريبة عن الفرق بينها وبين الشعوذة والدجل فلم أجد فرقا ، فكلاهما يعتمد على الوهم وكلاهما يستخدم الورق والحبر ، إنما الأخيران نماذج بدائية في حين أن ما أعنيه – إن أمكن القول – نموذج مطور يتماشى مع العصر ويظهر في ثوب جميل بواسطة أشخاص يعتنون بمظهرهم جيدا خلافا عن المشعوذين والدجالين وصورتهم المعتادة. ولذلك فالأتباع كثير بل وفي ازدياد تماشيا مع غياب الوعي والثقافة التي أصبحت مجرد ملخصات يقرؤها الطالب في ليلة الامتحان ليفرغها على الورق ويفرغ منها عقله لاحقا ليصبح جاهزا لتلقي كل هراء مادام يأتيه بصورة جميلة ومغرية تمس هوى النفس وتعد بالمستحيل دون كد وتعب.
العبث بالأهواء أسهل ما يمكن عمله ، فالكثير من الناس لديه استعداد تام لقبول وتنفيذ أية فكرة تعده بتحقيق أحلامه البعيدة ، فكيف إذا كانت الوسيلة مجرد جلوس على الأريكة وممارسة الحلم بصورة ممنهجة ؟!
منذ أن قرأت في علوم الطاقة وشاهدت لقاءات لأربابها وأنا اتوجس منها خيفة لأنها تنتشر كالسحر في الرؤوس وتجمع الأتباع بسهولة تامة ، فهي تغني على لحن الأمل والنجاح والأحلام لتقنع العامة بأن المسألة مجرد ممارسة صحيحة لعملية الحلم . وشيئا فشيئا يتحول مشاهيرها إلى قادة لعقول أتباعهم وآلهة منزهة عن الخطأ في نظرهم فكل ما توحي به إليهم حق وحقيقة ، وكل محاولة لتفنيد أقوالها حماقة وجهل وغوغائية. والمخيف في الأمر أن هؤلاء يقتربون من طريق الإلحاد بصورة أو بأخرى دون وعي ، إضافة إلى خوضهم دون خلفية دينية في أمور العقيدة والفقة وتفسيرها على نحو يلائم معتقداتهم.
من حقائق الحياة .. أن كثيرا من المرضى يتوهم المرض وبالتالي فإنه لا تشفيه الأدوية والعقاقير بقدر شفائه من الأمل الذي يزرعه الطبيب في نفسه أو الإيحاء الذي يصله منه حين يختار له دواء معينا . وهكذا فتحقق أمنيات “البعض” عقب قناعتهم بمثل هذه الأفكار وممارستها لا يعد دليلا على حقيقتها. والأمر الخطير هو ذهاب أصحابها للاستشهاد بآيات وأحاديث لتأكيد واقعية أفكارهم التي يعترفون بأنفسهم أن كثيرا منها مصدره رؤوسهم فقط . وهكذا يحولون الملاحظات الشخصية والتخرصات الذهنية إلى قواعد وأدلة يعتمدها الحالمون بما لا يرغبون بذل الجهد لنيله في تحصيل أحلامهم العريضة.
أخيرا .. إعمال العقل لا يعني العمل بالظنون والإيمان بالأوهام
إذا كان عملك ذا علاقة بالمقال فبإمكانك وضع إعلان هنا لتستمع بتجربة رائعة في التسويق المقالي وتبدأ باستقبال الزوار لموقعك!
add تابِعني remove_red_eye 2,445
مقال أعجبني حول علوم الطاقة.
link https://ziid.net/?p=3271