التسويف: أخطر أدوات قتل الأحلام والطموح.. تعرف عليه
التسويف من أسوأ السلوكيات التي تعطلنا وتمنعنا بشكلٍ حقيقيّ من تحقيق أهدافنا في الحياة، خاصة إن لم نكن نَعِي السبب الحقيقيّ للتسويف
add تابِعني remove_red_eye 840
ترى ما السبب وراء التسويف والمماطلة: هل هو اللامبالاة والاستهتار والكسل؟ أم أن هناك دوافع أخرى؟ وكيف تتعامل معها؟
هذا ما ستعرفه في هذا المقال…
عندما ترغب في القيام بأمر جديد وهام مثل الالتزام بنظام صحي أو ممارسة الرياضة أو الكتابة أو العمل على مشروعٍ خاصّ أو حتى المذاكرة، فإن معظمنا يشعر بالفتور وقلة الدافع وقد يقوم بالمماطلة والتأجيل والتهرب بعد فترة وجيزة من بَدْء المهمة، فما السبب وراء ذلك؟ هل السبب هو عدم الجاهزية والاستعداد؟ ربما. أم هل بسبب فتور الدوافع لدينا وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية؟ كلها احتمالات تؤدي إلى التأجيل.
التسويف هو صعوبة في إقناع نفسك بالقيام بالأشياء التي يجب عليك القيام بها أو التي ترغب في القيام بها. شخصيًّا عانيت من التسويف لفترة طويلة خصوصًا عند كتابة بحث التخرج، وكنت وقتها أجهل الأسباب التي دفعتني للتهرب من البدء رغم توفيري للأجواء المناسبة والاستعداد الجدّي للعمل. ومع الوقت اكتشفت أن هناك نوعَيْن من التأجيل:
– النوع الأول يكون بسبب المخاوف وقلة الثقة بالنفس (وهذا ما كنت أشكو منه).
– النوع الثاني ينتج عن الكسل والانشغال بالمشتتات وعدم ترتيب الأولويات.
سأسلط الضوء أكثر على النوع الأول.
تخبرنا الدكتورة سارة أرنولد في كتابها “مدرب الثقة“: إن التسويف يُعد طريقة لمحاولة التأقلم مع العواطف الشديدة (مثل القلق، واحتمالية التعرض للإخفاق والشعور بعدم الكفاءة). وتنطوي تلك الطريقة على التهرب (أي تأجيل الأمور)، والإحساس بالمقاومة (عدم الرغبة). عندما نواجه احتمال القيام بشيء ما، فإننا في أعماقنا غالبًا ما نخشى التعرض للرفض والإخفاق، ونشعر بعدم الثقة تجاه قدراتنا، ونشعر بالتعب والضغط، وقد نخشى ما سيحدث بعد ذلك (الخوف من المجهول)، أو ربما نفضل التركيز على أشياء أكثر متعة تكون من اختيارنا (أي الرغبة في السيطرة).
وهذا الكلام خطير إن تم تجاهله وعدم التعامل معه لأنه يؤدي إلى ضياع الفرص وإلى الدخول في دوامة جلد الذات وضعف الثقة بالنفس بشكل متزايد.
لفهم أسباب فتور الدوافع لدينا هذه بعض النقاط التي تساعد في ذلك:
- عند الشعور بالتهديد تنشط تلقائيًّا استجابة الكَرّ أو الفَرّ أو الجمود لدينا. والكَرّ والفَرّ والجمود هم محاربة التهديد أو محاولة تجنّبه أو تجميده.
- الاندماج في الأفكار التلقائية، ومنها: اللوم والتهويل والمقارنة والتفكير القلق وصوت النقد الذاتي.
- المعتقدات والسلوكيات: مثل (أنا ليس لدي الدافع) أو (أنا لست بحالة مزاجية تسمح لي بالقيام بذلك) أو (أحتاج أن أشعر بأني في موقع السيطرة في جميع الأوقات).
- المقاومة: تلك العقبة نعلمها جميعًا، فالمقاومة هي ذلك الشعور القوي بعدم الرغبة في القيام بشيء ما أو الشعور به أو التفكير فيه.
نأتي الآن للحلول التي قد تساعد في حَلّ المشكلة. قبل أن نبدأ عليك بتقبُّل ذاتك كما هي ولا ترفضها أو تقلل من شأنها. اتفقنا…
حَلّ مشكلة التسويف بسبب المخاوف يكون عن طريق بناء الثقة بأنفسنا. علينا أن
- نتفهم سبب عدم الرغبة في الإقدام على شيء جديد.
- نتحقق من مخاوفنا، وهل هي منطقية أم أننا نضخِّم الأمور.
- نتقبل تلك المخاوف ولا ننكرها، أو نحاول الهروب منها.
- نتعلم كيف نتعامل جيدًا مع عواقب المحاولة، بحيث نكون مستعدين نفسيًّا وأكثر أمانًا.
أما حلّ مشكلة التسويف بسبب الكسل أو المُشتِّتات
فالحلُّ الأوَّل هو تجاهل الأفكار السلبية المتعلقة بالعمل (مثل: صعب، سيأخذ وقت). ويقول الباحثون: إن الأشخاص الأكثر إنجازًا يستعينون بالتحفيز لتجاهل الأفكار السلبية في البداية.
الحلّ الثاني هو التركيز على الاستمرارية وتحقيق التقدم وليس على النتيجة أو الهدف النهائي. لأن النتيجة النهائية قد تحفّز الألم مما يجعلك تؤجّل. واحدة من أهم الطُّرق المتبعة للتركيز في العملية هي تقنية البومادورو (Pomadoro) وهي طريقة مشهورة لإدارة الوقت طورَّها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو، وفكرتها تتلخص في تقسيم وقت المهمة إلى (٢٥) دقيقة تركيز و(٥) دقائق راحة =(٣٠) دقيقة.
قبل الختام سأضع مقولة أعجبتني وهي “نصيحتي هي ألا تفعل أبدًا في الغد ما يمكنك فعله اليوم. التسويف هو لصّ يسرق الوقت لذلك تحكَّم به”.
وأختم بهذه المقولة “في يومٍ ما ستدرك كم ضيّع عليك التسويف من أجور وافية، ودرجات عالية، وأهداف سامية، وفُرَص ذهبية دانية، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل”.
add تابِعني remove_red_eye 840
هل ترغب في عمل شيء بشدة لكن لا تستطيع بسبب التأجيل؟ هل تساءلت يومًا لِم أنا مسّوف؟ هذا المقال يجيبك
link https://ziid.net/?p=56720