يتضمن الوعي الذاتي عملية فهم الأفكار والعواطف والمعتقدات، ويؤثر على تنمية الشخصية. أيقنت مؤخرا أن حياتنا يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة إذا لم نكن على علم ودراية كيف، وتحت أيّ ظروف يتم تشغيل طبيعتنا العاطفية؟
كيف نزيد من الوعي الذاتي؟
يتطلب الوعي الذاتي فحصًا ذاتيًا لنقاط قوتك وضعفك، لدينا جميعًا مزيج فريد من السمات “الجيدة” و”السيئة”، لكننا لا ندركها بالشكل الكافي، من أجل التأمل الذاتي بموضوعية نحتاج إلى تهدئة عقولنا، فتح قلوبنا، وتقبُّل عيوبنا، تتطلب زيادة الوعي الذاتي بالمواقف الخاطئة أو السلوكيات غير المناسبة الكثير من الاهتمام والتركيز.
لماذا الوعي الذاتي مهم؟
الوعي العالي بالذات هو مؤشر قوي على النجاح في الحياة، ربما لأن الشخص الواعي ذاتيًّا يعرف كيف يقتنص الفرص المناسبة له، عموما معظمنا يعمل على نظام التحكم الآلي، فبالكاد يدرك سبب نجاحه أو فشله.
عقولنا مشغولة جدًّا بالثرثرة اليومية، لدرجة أننا عادة ما نحاسب ونتأمل أنفسنا، ربما نتعثر خلال مقابلة عمل أو اختبار أكاديمي اعتقدنا أننا كنا مستعدين له جيدًا؛ لأننا -غالبًا- تكون استجابتنا هي الدفاع أو اختلاق الأعذار أو إلقاء اللوم على شخص آخر، ولأننا لا نريد أن نتحمل مسؤوليتنا في الكارثة، إذا تمكنا من مراقبة أنفسنا خلال مثل هذه الحوادث، فسيكون ذلك بداية جيدة للوعي الذاتي
كيفية بناء الوعي الذاتي
إليك بعض الاقتراحات لبدء بناء الوعي الذاتي من خلال ممارسات اعتيادية يمكن تطبيقها في حياتك اليومية.
1. المشي، وخاصة في هدوء الطبيعة
يميل عقلنا إلى التجول مع أقدامنا، لذلك مع القليل من الدفع الواعي والمشي، يمكننا تأمل ومراجعة سلوكياتنا في العمل، في المواقف الاجتماعية، في علاقاتنا، أو داخل الأسرة.
2. أن تصبح مستمعًا جيدًا يمكن أن يزيد من الوعي الذاتي
“الخروج من أنفسنا” من خلال التركيز على شخص آخر، هو ترياق جيد لوقف التفكير المدمر للذات، من خلال الانفتاح على شخص آخر يمكننا أن نتعلم الاستماع بموضوعية وبمحبة لما يريده هذا الشخص أو ما يحتاج مشاركته، وهذا بدوره يساعد على تعليمنا كيفية الاستماع إلى حواراتنا وآرائنا الداخلية بموضوعية وبمحبة أيضًا.
3. تبنّي أفكارنا الخاصة و التعبير عنها بثقة
على مرّ سنين من الانغماس في العائلة والمدرسة والوظائف المتنوعة والوسط الاجتماعي، نستوعب الأفكار السائدة في بيئتنا، وبعضها يدفن ويرسخ في اللاوعي، إذا لنتعلم كيف نكون أنفسنا ولنشعر بمزيد من الثقة بأن الأفكار التي نعبر عنها هي أفكارنا الخاصة.
4. الوعي الذاتي يمكن أن يفتح عقلك لوجهات نظر جديدة
كل منا يميل إلى أن يكون لديه وجهات نظر مختلفة حول مجموعة متنوعة من المواضيع، لكن يمكن أن تؤدي وجهات النظر المحدودة إلى تفكير محدود، لذلك من خلال الانفتاح على وجهات نظر الآخرين، يمكننا توسيع معتقداتنا لتكون أكثر شمولًا. الأفكار الجديدة منعشة ومحفزة، وفتح تفكيرنا في اتجاهات جديدة واعدة هو بالتأكيد طريق للنجاح في التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة.
5. الوعي الذاتي مرتبط بتقدير الذات
في كثير من الأحيان تستند نظرتنا لأنفسنا على ما يعتقده الآخرون عنا، إذا تم انتقادنا كثيرًا عندما كنا أطفالًا، فقد نطور حالة تدني احترام الذات والحساسية للرفض نتيجة لذلك، من ناحية أخرى، إذا تمّ الإشادة بنا “كأمير أو أميرة”، فمن المحتمل أن نطور احترامًا عاليًا لذاتنا وأحيانا بشكل مبالَغ فيه، يتم دفن الكثير من معتقداتنا في العقل الباطن، حيث يمكنها إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه إذا لم يتمّ فحصها وإعادة توجيهها لتعكس بشكل صحيح مَن نحن حقًّا.
اقرأ أيضا:
ماهو الوعي الذاتي؟وكيف تزيد من نجاحك في الحياة ؟
٥ مهارات رائعة في تطوير الذات عليك البدء في استخدامها الآن
6. النظر إلى نفسك بموضوعية
يميل البشر إلى أن يكونوا كائنات نقدية، سواء كانوا ينتقدون أنفسهم أو الآخرين، وأحيانًا كليهما. بتحقير أنفسنا، وبما أنه لا يوجد أحد مثالي، تعلّم أن تتخطى هذه الضجة الداخلية وتصبح أكثر موضوعية، خاصةً مع نفسك. نعم، ستكون هناك دائمًا مجالات يمكننا تحسينها، لكن هذا لن يحدث إذا رفضنا تخصيص وقت إضافي لتطوير وعينا الذاتي، افعل ذلك كما لو كنت معلمًا يصحح لطالبٍ ليس بازدراء ولكن بتفهُّم وتعاطف.
7. كتابة اليوميات
من خلال كتابة أفكارك تبدأ في الانفتاح أكثر على تلك الأماكن الضعيفة في الداخل، هنا تسكن العقدة الأمّ للوعي الذاتي، تكشف الكتابة أحيانًا ما لا يكشفه التأمل، من خلال سرد قصتك، وإطلاق معاناتك على الورق، دع عقلك يكشف بحرية عن جروحك المدفونة التي تصرخ من أجل الشفاء.
8. تعليقات الآخرين يمكن أن تساعدك على أن تكون أكثر وعيًا بذاتك
يمكن أن تكون موضوعية وصراحة الآخرين مفيدة للغاية في التقييم الذاتي، إذا كانت لديك الشجاعة اسأل صديقًا أو قريبًا عن رأيه فيك، إن النقد البناء هو الأفضل بالطبع، ولكن حاول أن تكون مَرِنًا ومستعدًّا لسماع ما سيقال من نقد لاذع، يجب أن تكون منفتحًا للاستماع عندما يتم الكشف عن بعض جوانب ذاتك التي تحتاج بعض التحسينات الإضافية قم بتدوين ملاحظة ذهنية أو مكتوبة لنفسك للنظر فيها لاحقًا.
9. معرفة نقاط القوة والضعف لديك
لدينا جميعًا نقاط قوة ونقاط ضعف وتفضيلات وأشياء نكرهها، كَنْ على دراية بها حتى لا تضع نفسك في مواقف صعبة ومحرجة، استخدم نقاط قوتك للنجاح في الحياة، وسيكون طريقك أكثر سعادة، لأنك ببساطة ستجد التقدير والدعم.
لتكون أكثر وعيًا بذاتك تجنب الأكاذيب التي تقولها لنفسك، إذ غالبًا ما نكذب على أنفسنا بشأن التقدم الذي نحرزه في تحقيق الأهداف المهمة. فمثلا: إذا أردنا إنقاص الوزن، فقد ندّعي أننا نتناول طعامًا صحيًا، ولكن في الواقع لم تتغير عاداتنا الغذائية كثيرًا، إذا أردنا أن نكون أكثر إبداعًا، قد ندَّعي أننا نحاول كتابة المزيد، لكن في الواقع نحن لا نلتزم بجدول نشر صارم، إذا أردنا تعلُّم لغة جديدة، فقد ندَّعي أننا كنا ملتزمين بممارستها على الرغم من أننا قد أهملنا الأمر.
نستخدم عبارات فاترة مثل “أنا مرتاح للوقت المتاح لي” أو “كنت أحاول بجد مؤخرًا”. نادرًا ما تتضمن هذه العبارات أيّ نوع من أنواع الوضوح المحدد، عادة ما تكون مجرد أعذار ضعيفة تجعلنا نشعر بشكل أفضل بشأن وجود هدف لم نحققه. لماذا هذه الأكاذيب الصغيرة لها تأثير مهم؟ لأنها تمنعنا من اكتساب الوعي الذاتي.
مقال حول أهمية الوعي الذاتي وضرورة التأمل في مكنونات أنفسنا والمراجعة الدائمة للسلوكيات والمعتقدات
link https://ziid.net/?p=60041