تجربتي في التخلص من أسوأ العادات اليومية
من منا لا يمتلك أسوأ العادات اليومية على الإطلاق؟ من يقضي وقته بالسهر، ومن يتكاسل عن أداء المهام أو يماطل في القيام بعمله
add تابِعني remove_red_eye 11,872
لا يوجد شخص في العالم لا يمتلك بعض العادات السيئة التي يقوم بها في يومه، ولا أقول إننا يمكن أن نعالج كل هذه العادات جميعًا، لكن يمكننا أن نتخلص من أسوأ هذه العادات قدر الإمكان، مع الإبقاء على أقل عدد ممكن من العادات السيئة لتنظيم يومنا وحياتنا بكفاءة وفعالية أكبر، بالطبع يمكننا أن نشترك في الكثير من العادات السلبية، لذا لا تتفاجأ من التشابه الذي قد تجده بيني وبينك.
عاداتي السيئة وكيف تخلصت منها
المماطلة
هذه العادة يمكن أن تفاجئك بالطبع، لأنها يمكن أن تكون لديك بنسبة كبيرة، فالمماطلة عادة سيئة يشترك فيها العديد من الأشخاص، ولن أخفي عليك، لقد عطلتني هذه العادة البشعة عن القيام بالعديد من الأمور، جعلتني متأخرة في اللحاق بالركب، الآن أنا نادمة حقًّا، لكني استفقت بعد مرور فترة غير قصيرة، وهذا ما يُحزنِني لأني بالفعل قد قمت بإهدار الكثير من الوقت الذي لا رجعة فيه، لذا كل دقيقة تبدأ فيها في التخلص من هذه العادة ستكون في مصلحتك بالطبع.
وبالتأكيد أنت تعرف ماهية المماطلة، إنها اتخاذ قرار بعمل شيء ما ثم بدأ المماطلة فيه وتأجيله يوم بعد يوم، على الرغم من أن هذا الشيء يمكن أن يكون مهم للغاية، وسيضيف الكثير لحياتك، لذا أنت لا تقنع عقلك بأنك لن تقوم به حتى لا يثور عليك عقلك ويستنكر، لكنك بدلًا من هذا تلجأ لحيلة دفاعية تقنع عقلك من خلالها أنك ستبدأ في هذا الشيء غدًا، وتظل كل يوم تكرر نفس الجملة “سأبدأ غدًا”، وهذا الغد لا يأتي أبدًا.
الخطوة الأولى التي مكنتني من التخلص من سيطرة هذه العادة على حياتي هو مواجهة نفسي، جلسة صراحة مع النفس لأخبرها أنني أماطل، أنني أعطل نفسي وأتأخر وأتراجع، أن كل شيء يتقدم وأنا أقف مكاني، هذه الحقيقة ستجعل عقلك يستفيق ويدفعك للبدء الحقيقي، وعن نفسي قمت بالاستعانة بشخص موثوق من حولي ليشجعني على ما أريد القيام به، حتى إذا ما نسيت يذكرني، وإذا ما سهوت ينبهني.
الإسراف
هذا كان من أسوأ عاداتي على الإطلاق، كنت شخصًا مسرفًا للغاية، لا أفكر، ولا أحسب أي شيء، ولا أرتب أولوياتي الأهم فالمهم، كنت تجدني أنفق أموالي كلها في أشياء لا قيمة لها، ومن ثم أكتشف حاجتي للمال لشراء أشياء مهمة!! وكانت هذه أزمة حقيقية في حياتي، في البداية لم أشعر بكبر الأزمة لأني لم أكن متزوجة، كنت أعيش مع والداي وبالتالي لا مسئوليات ولا تفكير كثير، أما بعد الزواج بدأت في اكتشاف أنني أعاني من مشكلة حقيقية تتطلب التدخل السريع.
لن أقول لك إنني قمت باستخراج عصًا سحرية للتوقف عن الإسراف، ولن أكذب وأقول أنني توقفت عن الإسراف مائة بالمائة، إلا أن أولوياتي أصبحت ذات ترتيب من الأهم للمهم، أصبحت أفكر قبل شراء أي شيء، ما مدى حاجتي له؟ هل هو مهم الآن وحالًا أم أن هناك شيء أهمّ يستلزم وُجودُه بينما يمكن تأجيل الآخر قليلًا، أيضًا ساعدني حملي على التغيير أكثر، أصبحت أفكر في الطفل، أصبح هو الأولوية الأساسية لي ولوالده، نفكر أولًا في شراء احتياجاته التي سيحتاجها عندما يأتي إلى الدنيا، وبالتالي ساعدني تغيير حياتي وظروفي إلى تغيير أولوياتي، وبالتالي بدأت المشكلة بالعلاج من تلقاء نفسها.
التفكير المفرط
لا أعلم هل كل الناس هكذا أم معظمهم أم قلة فقط، لكن مشكلة التفكير المفرط من عاداتي السيئة منذ الصغر، إنها شيء لم يظهر حديثًا، أي أنها عادة غير مستجدة، كنت أفكر في الماضي ويشغلني الحاضر وأحلم بالمستقبل، كنت دائمًا ما أشعر بالتشتت والإرهاق الفكري، ولن أخبرك أني أصبحت الآن لا أفكر على الإطلاق، ما زلت أفكر أكثر من غيري، لكن الأمر أني أصبحت أفكر أقل من مقدار تفكيري في الماضي.
أول خطوة قمت بها هي تقوية الجانب الإيماني لدي، فالأمور كلها بيد الله، ولن يحدث مقدار ذرة بعيدًا عن قدر الله الذي قدره لي، لذا ساعدني الإيمان في التحلي بالرضا الذي مكنني من تقليل الإفراط في التفكير.
الخطوة الثانية التي قمت بها هي الأمل، أصبحت أتحلى بأمل أكبر ساعدني في عدم النظر إلى الماضي، والتركيز على الحاضر لبناء المستقبل، عن نفسي وجدت الأمل في تعلم لغة جديدة تمكنني من تحقيق حلمي بالسفر للخارج، هذا الأمل جعلني أفكر أقل أكثر فأكثر، وأقوم بالفعل الإيجابي بدلًا من التركيز على التفكير السلبي.
النوم المتأخر
أعتقد أن أكثر من نصف البشرية تعاني من هذه العادة السيئة، النوم المتأخر في الليل، إنها عادة كانت تؤثر على حياتي بشكل كبير، بالطبع كنت سعيدة بالسهر، لكن يومي كان يمر كله بلا أي استفادة، وهذا كان يزعجني كثيرًا، كنت أسهر حتى الفجر أو ساعات الصباح المبكرة، وبالتالي لم أكن أستيقظ إلا بعد الظهر أو عند اقتراب العصر، لأجد أن يومي لا يتبقى فيه إلا سويعات قليلة ليحل الليل مرة أخرى، وجدت أنني أفوت الكثير من الأمور في حياتي، وأنني أعاني من الملل والروتين، لذا بدأت في تغيير هذه العادة السلبية.
ما ساعدني حقًّا في تغيير هذه العادة هو العمل، قبلت المزيد من المهام والأعمال التي ساعدتني في تخصيص وقت كبير لها، والتي كان يتطلب تسليمها في ساعات الصباح، لذا اضطررت إلى النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، بعد ذلك بفترة دخلت مرحلة جديدة من حياتي وهي الزواج، وهذا ساعدني في جعل الاستيقاظ المبكر عادة لا يمكن الاستغناء عنها، وأصبح يومي كله ملكي وكأن عدد ساعات اليوم قد زادت فعليًا.
الكسل
كانت تنتابني لحظات كثيرة أشعر فيها بالكسل، لا أريد فيها القيام بشيء، ولا أريد ممارسة الرياضة ولا الخروج ولا حتى الحديث، ربما كان هذا بسبب الكسل نفسه في بعض الأوقات، أو بسبب انخفاض مستوى الطاقة لدي، أو بسبب المشاعر السلبية التي أسمح لها بين الحين والآخر بالسيطرة علي، كان ما يزعجني حقًّا هو تقصيري في هذه الأوقات في حق بيتي من حيث ترتيبه وزيادته جمالًا، وفي حق نفسي من حيث الاهتمام برشاقتي وممارسة تماريني الرياضية المعتادة، وهذا جعلني أكتسب عدة كيلوغرامات زائدة.
بالطبع يمكنك تخمين كيف سيطرت على هذه العادة، زيادة كيلوغرامات حتى لو كانت قليلة كان بمثابة “بعبع” بالنسبة لي، كان يؤرقني بشدة، لذا قررت أن أتوقف عن الاستسلام للكسل حتى لو كان السبب شعوري بالإحباط، وبدأت في العودة إلى الرياضة مرة أخرى، كنت أتدرب يوميًا مهما كانت الظروف ومهما كنت مشغولة أو كسولة أو محبطة، وسأفاجئك بشيء، لقد اكتشفت أنني كلما مارست الرياضة أكثر كلما قل الكسل أكثر وكلما قل الإحباط أكثر فأكثر، أعتقد أن هذا سحر الرياضة الذي كانوا يخبروني عنه دائمًا.
يمكنك أن تواجه صعوبة في اتخاذ هذه الخطوة لكني أنصحك بالاستعانة بصديق مقرب أو قريب ليشجعك على هذا، وإذا كنت مثلي لا تحب القيام بالرياضة في البيت كل الوقت، يمكنك الحجز في صالة للجيم، سيساعدك كثيرًا التواجد وسط مجموعة من الأشخاص ممكن لديهم نفس الهدف، لأن هذا ساعدني وساعد من حولي كثيرًا.
add تابِعني remove_red_eye 11,872
link https://ziid.net/?p=69454