الحجر الصحي: اجعلها نقطة تحول في حياتك
على الرغم من صعوبة فترة الحجر الصحي إلا أنها فرصة لكي نعيد ترتيب الأولويات ونقوم بالكثير من الأمور التي سبق وأجلناها لسنوات
add تابِعني remove_red_eye 3,358
في قلب العمل والهرج وضغط الحياة، يأتينا كورونا ليقعدنا في البيوت، مترقبين خائفين، ويتزايد التفكير حول ما سيحل بنا، لكن هل تعلم أن هذه الفترة قد تكون هي نقطة التحول في حياتك؟ فالعالم بعد هذه الجائحة سيخضع لتغيرات جذرية، فالعالم قد تعرى على حقيقته، وظهر الثقب جليًا لنعرف جيدًا أن العالم بني على أفكار مزيفة، وأن الحقيقة بعيدة عما كنّا نعيشه.
فبالتأكيد العالم سيتغير، بل يجب أن يتغير من أجل كل من حصد الفيروس أرواحهم، وخسرتهم بيوتهم وأحبابهم، علينا أن نعرف أخطاءنا ونسعى لتحسين الحياة من حولنا، ولرفع الهمم ومحاولة تخليصك من متلازمة الكائن البيتوتي الذي أنت عليها، ولنجعلك مساهمًا في تغيير هذا العالم إلى الأفضل، فكل واحد فينا مطالب بتغيير حياته، هذه جملة من العادات التي يمكنك اكتسابها وأنت في الحجر الصحي.
1- تعلم مهارة رقمية تكسب منها مالًا
عليك أن تعرف جيدًا، وتستوعب إلى أين يتجه هذا العالم: نحو الرقمنة، سيصير كل شيء رقميًا، لذلك عليك أن تكتسب المهارة في هذا المجال، تتدرب عليها، وتتخذها مصدرًا للرزق لك في القريب، ينصح كل من صنع ثروة (براين ترايسي على سبيل المثال) أن تتخذ أكثر من مصدر كمصدر رزق لك، والجدير بالذكر أن متطلبات الحياة التي نعيشها اليوم، أكثر بكثير مما تطلبته الحياة من قبل، لذلك فصناعة مصدر رزق محترم صار ضرورة لا مناص منها.
لديك الكثير من المجالات التي لا يسعني ذكرها، منها: تصميم الغرافيكي، التقاط الصور والتعديل عليها، تصميم المواقع، البرمجيات، تصميم تطبيقات الجوال، التسويق الإلكتروني، كاتب محتوى، صناعة المحتوى ..إلخ، فكل هذه الأعمال تمكنك من العمل من البيت دون الضرورة للبقاء في مكان العمل والعيش تحت رعب مسئول يرهق أعصابك، ستعرف خلال بعض الوقت أن العمل الجيد هو العمل الذي يوفر لك مالًا تعيش به و تكون فيه مرتاحًا، ففي آخر المطاف عليك أن تفهم أن سر الحياة أن تجد راحة بالك فيما تقوم به من عمل، العمل عن بعد سيوفر لك الراحة، و العمل متى تريد من أي مكان تفضل، وهذا بالضبط ما توفره لنا الرقمنة.
2- ابنِ جسمك و اعرف ماذا تأكل
لديك الآن متسع من الوقت وهناك ما يوترك ويوتر العالم أجمع هذه الفترة، إذًا أنت بحاجة للتنفيس عن غضبك؛ لذلك عليك بالبدء في ممارسة بعض الرياضة لتبني جسدًا سليمًا، ولتساعد توترك على الاضمحلال داخلك لا بالتراكم. يعج اليوتيوب هذه الأيام بفيديوهات لا حصر لها لممارسة كل أنواع التمارين من البيت، بل حتى تمارين كمال الأجسام يمكن لحبل مطاطي أن يعوضك عن كل الأوزان.
هل استخدام هرمونات بناء العضلات سيئ أم جيد صحياً؟
بعد أيام من عدم مغادرتك للبيت، ستعرف معدتك أخيرًا الراحة فالأكل السريع لم يعرف الطريق لها طول هذه الفترة، وستجد تغيرات في مزاجك؛ لذلك عليك أن تعرف أن الغذاء مهم لجسمنا وله تأثير على مزاجنا وطريقة تفكيرنا؛ لذلك فكر جيدًا بالتوجه نحو أكل البيت وغادر الأكل السريع إلى الأبد، اصنع قائمة بما تفضل من الأكل الصحي لجسمك والذي تستطيع طبخه وإعداده في البيت واخذه معك إلى مكان عملك أو مكان دراستك.
3- تعلم لغة
العالم قرية صغيرة وبعد هذه الجائحة سيزداد تقاربًا بلا شكّ، ففيروس في الصين أثر على كل العالم ومات على أثره آلاف البشر، لذلك عليك تعرف أن ما يضرك سيضر بالتأكيد غيرك لذلك للحفاظ على تماسك المجتمعات علينا الحفاظ على الفرد الواحد، وأكثر ما يساعدنا على التقارب والتفاهم، هي طرق التواصل.
أصبح تعلم لغة أخرى بجانب لغتك الأمة ضرورة حتمية، وأرجح لك: اللغة الإنجليزية، والإسبانية والصينية إلى جانب العربية، فهذه هي اللغات المهيمنة هذه الأيام.
لذلك علينا أن نسعى لتعلم اللغات، فهي سفينة النجاة، ببساطة يمكنك بمقارنة بسيطة أن تعرف سر نجاح بعض الأشخاص، كيف استطاعوا من مكان بسيط أن يقدموا مؤتمرات عالمية وفعاليات كبرى، واكتسبوا بذلك خبرات جديدة هم الآن مدربين أكفاء، وأصحاب مشاريع ناجحة، إن تمكنهم من اللغة الإنجليزية سهّل عليهم الوصول والتواصل ومِن ثَم الكثير من الفرص المثيرة.
4- افصل المهم والأهم .. ورتب حياتك من جديد
جائحة كورونا أقعدتنا في بيوتنا -دون سابق إنذار- فوجدنا أنفسنا جالسين بلا قدرة على التنقل بحرية، وهذا الأمر غيّر من نمط حياتنا فما كان يبدو بالغ الأهمية يبدو الآن تافهًا، فنحن لا نفعله بالأيام ومازلنا نتمتع بكل أعضائنا وكل جوارحنا، لذلك عليك أن تعرف ما هو المهم في حياتك وما هو الأهم، عليك أن تفهم ماذا تريد فعلًا من هذا العالم وأن تعترف به بأعلى صوتك وتسعى لتحقيقه، ومهما كان بسيطا وتافها فاسعَ لتحقيقه، ففي الأخير لكل واحد منا حياة واحدة، فحاول أن تجعلها الحياة التي تريد -فعلًا- عيشها لا التي يريدها لك الآخرون.
[توقف عن القلق، واستمتع بحياتك (العادية)!]
5- وفر المال
فكر جيدًا أين كان مالك يذهب. أنت في البيت لعدة أيام ولم تمارس عاداتك “الاقتصادية” في صرف مالك هنا وهناك، عليك أن تفكر: هل كنت أنفق مالي فيما يستحق؟ فكر بما يعوضك صرف كل تلك الأموال، أشياء تستطيع إعدادها لنفسك وإمتاع نفسك بالإنجاز، ملايين الدورات المتوفرة على الإنترنت بشكل مجاني بشكل دائم، ستعرف أن تعلم أي مهارة لا تتطلب صرف كل تلك الأموال. الكتب الكثيرة التي تكدسها ولا تقرأها، يمكن لجهاز لوحي ككيندل أن يعوضك الأموال الطائلة التي تصرفها على كتب ثقيلة لا تستطيع حملها معك في وسائل النقل، أو عند السفر ما لم تتوفر لديك سيارتك الخاصة في السفر، أما كتب (PDF) الموجودة بالمجان على النت فهي قد سهلت ويسرت ووفرت علينا الكثير.
6- مارس الكتابة
أسمع أحدهم يقول: لا أحب الكتابة فلست بكاتب.
لكن أنا أطلب منك الكتابة، ليس لأنني أريدك ان تصير بالضرورة كاتبًا، فالكتابة وسيلة جيدة للتنفيس عما يتأجج داخلك من أفكار لا تستطيع الإفصاح عنها، وتسبب لك دائما الاختناق، قد لا تدري أن سبب عدم شعورك بالراحة هي هذا التوتر والتراكمات. لذلك فكتابة بعض الجمل التي ستصير صفحات فيما بعد بأي لغة تريد، وبالطريقة التي تبتغي الإفصاح بها عن نفسك، ستجد أن الورقة قد صارت صديقتك العزيزة ومخبأ أفكارك، لأنها ستساعدك بعدها على التفكير.
[أهمية الكتابة في التاريخ البشري وعلاقتها بالفن]
فالكتابة تهذب تفكيرك، وتساعدك في تسلسل أفكارك، وتجعلك مفكرا جيدا من كل مناحي حياتك، لذلك اكتب، كلما سنحت لك الفرصة، اكتب لتفكر بشكل أفضل.
7- اقرأ
اقرأ كثيرا، ونوع في قراءاتك، ولا تحتقر مجالا أبدا، فكل مجال يهذب الإنسان من ناحية وتكملها باقي المجالات في باقي النواحي.
8- دوّن أفكارك
تذهب الأفكار بالسرعة التي تأتي بها وعدم تدوينها تعني أنها جهد مُهْدَر لا أكثر، فالكتابة قيد يقيد كل الأفكار التي تتأرجح في عقلك، وتساهم في جعلك شخصًا منجِزًا، لذلك دوّن أفكارك، دوّن ما تريد القيام به. أولا: حتى لا تنسى، ثانيا: كتابة الأفكار يجعلها أكثر واقعية ويحفزك على التحقيق أكثر.
9- خطط ليومك بحكمة
أيام الحجر الصحي لأولئك الذين لا يغادرون البيت كانت عبارة عن استيقاظ متأخر فلا شيء مهم يجب فعله، ومِن ثَم مماطلة وعمل بعض الأعمال المنزلية، بعدها موعد الغداء فتجد شهيتك مازالت تتذكر فطور الصباح المتأخر، فتأخر بذلك موعد الفطور، ويتأخر بعدها العشاء، ويتخلل كل هذا مشاهدة بعض الحلقات من هنا ومتابعة الأخبار المؤلمة من هناك، والكثير من السوشيال ميديا الذي يربكك أكثر في ظل انتشار فيروس مميت، عشاء متأخر ونوم متأخر وتدور بك الأيام تقريبا على ذات المنوال، حسنا إن كنت من هذا النوع، لا تبتأس أبدا فالكثيرون يعانون مثلك.
أنا مثلًا قبل الحجر الصحي كنت أستيقظ صباحا باكرًا بنشاط أذهب لعملي، أعود إما أمارس بعض الرياضة أو أرتاح لأخذ قيلولة، أدرس قليلا، أطبخ الأكل، وأقتطع بعض الوقت للحديث مع عائلتي وتبادل تجارب اليوم، وعلى الرغم من أنه ليس روتينا جيدًا إلى ذلك الحد لكنه مع ضغط العمل الذي كنت فيه، بدا لي مناسبًا، ولكن ما إن حصلت العطلة حتى دخلت في دائرة كالتي أخبرتك بها، وكأن قوة تسيطر عليّ.
لكنني مؤخرا عرفت وفهمت أن العطلة كانت تطغى عليها روح قلة أهمية ما علي فعله فلا عمل ينتظرني، أما أعمال البيت فأقوم بها متى ما استيقظت، فالبيت لن يغضب مني إن قمت بترتيبه متأخرة، أيْ: إنه لا التزامات في هذه الفترة وهذا ما يجعلها أيامًا قاحلة من أي إنجاز وعلى الرغم من الأمر يبدو لذيذا في البداية إلا إنه يتحول إلى كابوس مقيت، لذلك عليك أن تلزم نفسك، وأن تضع خطة متوسطة الشحنة، وتحاول إخضاع نفسك له بكل جوارحك، وإن لم تنجح في اليوم الأول أنقذ ما يمكنك إنقاذه، وأنجز ما تستطيع، ثم حاول مرة أخرى في الغد، وحاول أن تنجز أكثر وهكذا.
ففي كل يوم تنجز أمرًا، تحطم حاجزًا من حواجز الكسل حتى تتمكن من تحطيم كل الحواجز ويصير بإمكانك فعل ما تريد بالطريقة التي تريدها، خذ الأمر برَويّة وحاول التحكم في وقتك.
10- النقطة الأخيرة و هي الأهم على الاطلاق .. اعرف قيمة عائلتك
أتى فيروس مجهري كعدو مجهول لم نعرف عنه شيئا فاختبأ كل واحد فينا في أكثر الأماكن التي يشعر فيها بالأمان وهي البيت الذي يتشاركه مع عائلته؛ لأن الأمان هو العائلة، صار الواحد فينا يخشى الخروج ليس خوفا على نفسه بل خوفا على انتقال العدوى لأحد أفراد عائلته الحبيبة، فالعائلة عليها دائما أن تبقى في قمة أولوياتنا، ففي أيام الشدة كل واحد فينا توجه نحو عائلته، ودفء العائلة يعوضنا يوما بعد آخر قلق وتوتر ما نعيشه من أزمة نفسية وصحية، لذلك فكر ماليا كيف كانت العائلة بالنسبة لك من قبل وأعد ترتيب أولوياتك وحياتك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 3,358
10 نصائح عملية لتغير حياتك نحو الأفضل مستغلا فترة الحجر الصحي
link https://ziid.net/?p=51518