كيف تتغلب على شعورك بالعجز؟
هل يمكن أن يقيدك معتقد أو فكرة زرعها أحدهم فيك، هل يمكن أن تظن أنك لن تتمكن من فعل شيء بسبب فكرة.
هل يمكن أن يقيدك معتقد أو فكرة زرعها أحدهم فيك، هل يمكن أن تظن أنك لن تتمكن من فعل شيء بسبب فكرة.
add تابِعني remove_red_eye 66,335
مرة أخبرتني صديقتي قصة كانت القصة تتحدث عن فيل في السيرك، وجده الرجل صغيرًا وأخذه لينتفع به، قيده الرجل بأغلال فحاول الفيل الفكاك مرة تلو المرة ولم يفلح الأمر، مما جعله يشعر بالتعب والإهاق ويشعر أيضًا أنه لن يتمكن من الفكاك من ذلك الرجل وكف عن المحاولة حتى حينما كبر وأصبح قادرًا على تحطيم أغلاله، لدرجة أن الرجل حرره من تلك الأغلال فظل واقفًا لا يتحرك، لأنه أيقن تمام اليقين أنه لن يتحرر من أغلاله مطلقًا.
في مقدمة كتاب “أبي الذي أكره” يذكر الكاتب أنه أراد تحرير العصافير من من قفصهم في منزله لأنه رأى أن مكانهم ليس القفص المعلق في الشرفة، بل العالم الفسيح، ولكنه حينما فتح القفص من أجلهم لم يحدث أي شيء، لم يخرج الطائر، ذلك أن الطائر اعتاد قفصه، ولم يعد قادرًا على المغادرة، أو تحرير نفسه.
أحيانًا نكون نحن العصافير، أو ذلك الفيل الذي لم يعد مؤمنًا بقدرته على تحطيم الأغلال وقتل سجَّانه، تلك الحالة في علم النفس تسمى “العجز المكتسب” بالإنجليزية “Learned Helplessness” قد تقترن تلك الحالة بأعراض نفسية أخرى وقد تنتج عن الإحباط المتكرر، تم اكتشاف مفهوم العجز المكتسب بالصدفة من قبل علماء النفس “مارتن سيليجمان” و”ستيفن إف ماير” وعلى الرغم من أن العجز المكتسب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس والسلوك الحيواني، إلا أنه يمكن أن ينطبق أيضًا على العديد من المواقف التي تشمل البشر.
يحدث العجز المكتسب عندما يواجه الفرد باستمرار موقفًا سلبيًّا لا يمكن السيطرة عليه ويتوقف عن محاولة تغيير ظروفه، حتى عندما يكون لديه القدرة على القيام بذلك.
مثل أن يحاول أحدًا أن يخفف وزنه، ولكنه يفشل في فعل ذلك الأمر كثيرًا مما يجعله متيقنًا من أنه لن ينجح في ذلك الأمر، وبناءً على ذلك يتوقف عن المحاولة تمامًا ويستسلم لذلك الوضع.
الأفراد الذين يعانون من العجز المكتسب أقل قدرة على اتخاذ القرارات. العجز المكتسب من الممكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق والتوتر.
في كثير من الأحيان، يبدأ العجز المكتسب في مرحلة الطفولة. عندما لا يستجيب الوالدين بشكل مناسب لاحتياجات الطفل، فقد يتعلم الطفل أنه لا يمكنه تغيير وضعه. إذا حدث هذا بانتظام ، فقد تستمر حالة العجز المكتسب حتى مرحلة البلوغ. يمكن للأطفال الذين لديهم تاريخ من سوء المعاملة والإهمال لفترات طويلة من والديهم، أن يصابوا بالعجز المكتسب والشعور بالعجز.
سمات العجز المكتسب لدى الأطفال
في مرحلة الطفولة غالبًا ما يظهر العجز المكتسب في المدرسة. إذا درس الطفل بجد من أجل أداء واجباته المدرسية بشكل جيد ، لكنه في النهاية كان أداؤه ضعيفًا ، فقد يشعر بالعجز واليأس.
أجريت دراسة عام (2004م) درست آثار العجز المكتسب على الأطفال. خضع كل طفل في تلك الدراسة لاختبارين. بدأ الأول بأسئلة صعبة للغاية والآخر بأسئلة أسهل، الطلاب الذين خضعوا للاختبار الأول أصيبوا بالإحباط وشككوا في قدرتهم الأكاديمية ولم يكملوا الأسئلة السهلة، يشير المؤلفون إلى أن العجز المكتسب قد أثر على درجات اختبارهم. فالطلاب الذين خضعوا للاختبار الثاني لم يعانوا من هذه الآثار.
لذلك فإن طريقة تربية الأطفال قد تسهم بشكل كبير في خضوع الأطفال للعجز المكتسب أم لا، لذلك فإن الوالدين يجب أن يتعلما كيفية التعامل مع الأطفال، وأن يركز الآباء دائمًا على مهارات الأطفال، والتعلم لا على النتائج والدرجات وأن يبتعد الآباء كل البعد عن أسلوب المقارنة بين الأطفال فإن لم يتمكن الطفل من أن يصبح مثل الطفل المقارن به من الممكن أن يشعر بالعجز واليأس والإحباط.
يحدث العجز المكتسب لدى البالغين حينما لا يتمكنون من حل المواقف الصعبة، أو التعامل معها أو حتى قبولها، فيظنون أنهم لن يتمكنوا من حل تلك المشكلة ويفقدون الثقة في قدراتهم، مثل: محاولة شخص أن يتخلى عن التدخين ثم لا يتمكن من فعل ذلك مرة بعد المرة، مما يؤدي إلى شعوره بالعجز.
نرى ذلك واضحًا أيضًا في الكثير من حالات العنف الزوجي الواقعة على النساء واللائي يؤمن بأنهن غير قادرات على تغيير ذلك الوضع أو الثورة عليه، أو ترك المنزل.
يرتبط العجز المكتسب بالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة ومشاكل صحية أخرى. تشير الأبحاث إلى أنه يزيد من مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب لدى كل من البشر والحيوانات -لأن الدراسة في البداية أُجريت على الحيوانات-.
كما يرتبط العجز المكتسب ببعض الصفات الشخصية مثل التشاؤم، وتدني احترام الذات، وعدم الثقة في النفس.
لا يصاب الجميع بالعجز المكتسب، لأن استجابات البشر للمؤثرات تختلف من شخص لآخر كما أن التواريخ الشخصية تختلف كذلك. يحدث العجز المكتسب عادةً بعد التعرض لأحداث صادمة متكررة ، مثل إساءة معاملة الأطفال أو العنف المنزلي. ومع ذلك ليس كل من يمر بهذه المشكلات سيصاب بالعجز المكتسب.
يلعب الأسلوب الشخصي أو التوجه الذهني للشخص دورًا هامًا في الإصابة بالعجز المكتسب من عدمه، فالأشخاص ذوو الأسلوب المتشائم يجعلهم هذا الأسلوب ينظرون إلى الأحداث السلبية على أنها حتمية وناتجة عن عيوبهم أولئك هم أكثر عرضة للإصابة بالعجز المكتسب. الأشخاص الذين لديهم أسلوب متفائل لا يلقون باللوم على أنفسهم وقدراتهم لذلك قد تمر تلك الأحداث دون أن يصابوا بالعجز المكتسب. فالتوجه الذهني ورؤية الفرد للأشخاص من أكبر العوامل لمساعدته في التعافي.
العلاج الأكثر شيوعًا هو العلاج السلوكي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي. يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص على التغلب على هذه الأنواع من التحديات من خلال تغيير طريقة تفكيرهم وتصرفهم.
يتمكن الناس في هذا النوع من العلاج من:
بما أن الرياضة ونمط الحياة الصحيح يعد ذو مردود قوي على الصحة النفسية فاتباع تلك الأنظمة قد يسهم بشكل فعال في التغلب على العجز المكتسب وعدم الاستسلام له، كما أنها تحمي الشخص من الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة النفسية الأخرى.
فشلك في أمر ما لا يعني عجزك، أنت قادر على فعل كل الأشياء التي تتمناها، لكنك فقط تحتاج إلى مساعدة، وتحتاج إلى الإيمان بقدرتك على التغيير والتطوير والتعافي، لأن رغبة التغيير والتطوير إذا انعدمت من داخلك، تصبح كل العوامل المساعدة بلا أي فائدة تذكر.
add تابِعني remove_red_eye 66,335
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
link https://ziid.net/?p=69904