كيف تنمي مهاراتك في التواصل؟
يمكنك أن تحسن نفسك وأن تصقل مهاراتك في إجراء المحادثات، فمهارة الكلام مهارة يمكن تنميتها بالممارسة والاحتكاك مع الناس دون خوف
add تابِعني remove_red_eye 2,846
المجالس النسائية أو اجتماعات العمل أو اللقاءات المهمة مصدر ضغط وعامل هروب للكثيرين بسبب التوتر الذي تنتجه المحادثات؛ وعجز البعض عن التأقلم مع اعتبارات التحمل وفشل آخرين في تقرير المفاهيم المتبادلة. من هنا لطالما كان الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات التحدث يمتلكون عوامل تفوّق وعناصر جذب تشكل بدون شك مفاتيح رزق ومحلات نصر.
المتحدث البارع يمكنه أن يعبر عن أفكاره ويفسح عن مكنوناته ويريح صدره، ويستطيع التسويق لنفسه جيدًا وإثارة الإعجاب ولفت الأنظار وبلوغ الأفهام وأحيانًا أسْرَ القلوب؛ وهو من يطيق الدفاع عن من يهمُّه ويتولى المحاججة ويقدر على سَوْق الأدلة وفض النزاعات، وغالبًا يحصل على رغباته وينجح في ربط علاقات وتوثيق صلات، وهو في النهاية من يمكنه القيادة ويتميز في مجتمعه بالريادة.
من هو المتحدث الجيد؟
هو شخص يصغي باهتمام، ويتحلى بالقابلية لكل الوضعيات باستعماله لأساليب الكلام المختلفة؛ يتسم بوضوح الأفكار ويتميز بالثقة والثبات، ردود فعله بنَّاءة بترصيف الأخذ والعطاء؛ يدير العلاقات الشخصية بذكاءٍ اجتماعي وعاطفي، يجيد إفهام الآخرين كيف يشعر، منفتح وصبور يُسهِّل الصَّعب ويحكي القصص والنكات.
ولكن لماذا نعجز عن الكلام؟
لأننا أثناء إجراء المحادثات نحتاج إلى التفكير فيما نقوله، وحسب كل شخص يَنتُج تفاعل من المشاعر والخواطر: كأن يبدو لك أن ما تقوله ليس مهمًا، أو أن تخشى أن يفهمك المستمع خطأً، أو أن تقع في الحرج من الأسئلة الشخصية؛ وربما التسرع إلى أحكام خاطئة أو استنتاجات غبية؛ بعضنا يكره الاجتماعات لأنه يعجز عن إيصال أفكاره وكثيرًا ما يؤذي مستمعيه بدون قصد.
وهناك من يفقد السيطرة على الكلمات ويتحدث بدون تفكير، ويوجد من يخجل من الجمهور -وإن كان شخصًا واحدًا- ويخشى توجه الأنظار إليه. والغريب أن تأثيرنا الواقعي في المستمعين لا يتم مباشرةً بما نقوله؛ بل يقع على النحو التالي على وجه التقريب:
- الجسد (بصريًا) بنسبة 55%
- الصوت (سمعيًا) بنسبة 38%
- الكلمات (المحتوى) بنسبة 7% (فقط)
والمبدأ الرئيس الذي يمكن أن يخدمك في هذه المسألة هو الحضور الذهني بتفعيل المعادلة البسيطة التالية: “اسمع – تنفس- تكلم” هذا ما سيضمن لك تقديم إجابة مدروسة والانخراط في محادثاتٍ مفهومة.
كيف تنمي مهاراتك في المحادثة؟
إذا أردت تطوير نفسك والدفع بها 50% أسرع في الطريق، استثمر نفسك بتطوير مهاراتك في التواصل من خلال:
الإصغاء النشط
هذه نصف الإجابة لسؤال: “كيف أُصبح متحدثًا جيدًا؟” من خلال الانتباه لما يقوله الآخرون وإظهار الاهتمام بهم وجعلهم يشعرون بأنك تسمعهم وتراهم وتجنب مقاطعتهم وتشويش أفكارهم؛ ينتج عن هذا الاستماع خيار جيدًا للرد البنّاء لأنك ستدرس أفكارك بعنايةٍ باعتبار ما قاله الآخرون ثم تتفاعل بكلامٍ واضحٍ وبطيء، وهو ما يضمن لك عدم هروب الأفكار؛ مساق الأخذ والعطاء هذا هو ما يبني محادثةً ناجحة ويصنع تواصلًا صحيحًا.
التصور الإيجابي
هذا مصطلح يستعمله الرياضيون لخلق أجواء المنافسات والانخراط في حالة الشعور: يستطيع العدَّاء أثناء تحضيره الذهني أن يصنع وضعية التركيز من خلال تخيل أجواء المسابقة وتصور الجمهور وشكل المضمار وطول المسار وجهد الخصوم؛ يمكنك لتحسين مهاراتك في التواصل أن تضع تصورًا للقاء المفترض وتخيُّل هيئة المستمعين سواء كان اجتماع عمل أو جلسة مجاملة، وافتراض المواضيع المطروحة والنقاشات المرتقبة وتحضير الردود وتوقع الاستجابات. هذه الوضعيات تساعد كثيرًا في فهم المستمع وإجراء محادثة فعالة ويمكنها أن تخلق المشاعر الحقيقية وتضعك في الجو وتبني المهارة.
اعتنِ بلغتك
هذا يتضمن الكلام والنبرة والجسد من أجل أن تكون واثقًا بنفسك؛ الأشخاص الواثقون هم من يجدون أرضيةً مشتركة بسرعةٍ ويبنون العلاقات بسهولة. تكلّم باستعمال أساليب التوكيد وتوخّ الفصاحة والبيان والتبيين، عامِل مستمعيك باحترام وقِف بشكلٍ مستقيم واعتنِ بالتواصل البصري المعتدل معهم، كن مهذبًا وابتسم وتفاعل، لا بأس بالقليل من الفضول سيظهِر اهتمامك: اطرح أسئلةً مدروسة وقدِّم ردود فعلٍ منتجة وإيجابية، فعادةً يتم تقدير آراء الآخرين وتجاربهم، لذا بإمكانك المشاركة، عبِّر عن صدق اهتمامك وتجنب الهجوم وقدم آراءك الصريحة بلطف، استعن بمفاتيح الذكاء العاطفي وقواعد اللباقة والدبلوماسية وأظهِر تعاطفك.
وضْع خطةٍ مدروسة لتحسين نفسك يمر بالتأكيد على صقل مهاراتك في إجراء المحادثات وخوض غمار الاجتماعات؛ الكلام مهارة يمكن تنميتها بالممارسة فقط. لا تعجز ولا تسكن في “منطقة الراحة” التي تجنبك اللقاءات هذا يعطلك وينقص إنتاجيتك ويجعل مرتبتك متدنية عما يمكن أن تكونه.
add تابِعني remove_red_eye 2,846
إن كنت تريد أن تتحلى بالثقة والقدرة على مواجهة أي موقف ومواجهة المجتمع إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=40259