كيفيّة التعامل مع هاجس المقارنة
البشر ولحكمةٍ إلهية مختلفون في الإمكانيات والقدرات، واختلافاتنا هي محركنا الأول للتطور وإعمار الأرض. لا تؤذِ روحك بالمقارنات
add تابِعني remove_red_eye 1,636
“لا تقارن الفصل الأول من حياتك بالفصل العشرين من حياة شخص آخر” قد يتجسّد أسلوب المقارنة كأحد أسوأ أشكال ظلم الإنسان لنفسه، تظلم نفسك عندما تقارن جانبًا ما في حياتك بكل تفاصيله التي أنت وحدك على علمٍ بها ومطّلع عليها بجزء من حياة شخص آخر لم تَرَ منه إلّا ما أراد صاحبه أن تعرفه عنه، متناسيًا أن البشر بطبيعتهم لا يظهرون إلّا أفضل ما لديهم ومن أجمل النواحي، لا يوثّقون أحزانهم ولا يشاركون لحظات اليأس والانكسار والإخفاق في حياتهم، ولا شيء في ذلك.
ولكن! الكارثة عندما تعتقد أنت عزيزي المتابع بأن كل ما تراه حقيقة مطلقة ويعبر عن نمط حياة كاملة وتشعر بالنقص والدونية تجاه نفسك وحياتك. أعتقد أيضًا أنّ حتى المقارنة بين الفصل العشرين من حياتك بالفصل العشرين من حياة شخص آخر مقارنة غير عادلة، إلّا في حال كانت الصفحات متطابقة إلى حدٍّ كبير وهذا غير منطقي.
قدرُك وقدراتك يختلفان حتّى عن توأمك الذي ولدت معه في نفس الساعة ونشأتما في نفس البيئة مع نفس الوالدين والعائلة، فما بالك بشخص بيئته ونشأته وظروفه مختلفة عنك تمامًا؟ تأكد بأنّ لكلٍ منّا تحدياته الخاصّة والمناسبة لقدراته بالضبط، فلا تتمنّى حياة شخص آخر ربما فيها من تحديات تفوق قدرة تحملك.
كيف تحمي نفسك من هاجس المقارنات؟
- كن صريحًا مع نفسك و يقظًا لثغرة المقارنة الموجودة في حياتك، وجّه طاقتك وتركيزك على هذا الجانب وانشغل في تحسينه وصقله لتصل لمستوى الرضا التام عنه “ما لا تستطيع تغييره في واقعك ستستطيع تغييره في عقلك“.
- معضلة المقارنة موجودة منذ الأزل ولكن تجلّت أكثر مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي؛ لذا لا تَنْسَ أن كل ما يظهر في شبكات التواصل الاجتماعي هو انتقائي جدًّا واختيار شخصي ليس بالضرورة أن يكون واقعيًّا، وما قد يبدو لك إنجازًا عظيمًا قد لا يبدو كذلك في الحياة الواقعية (أقترح عليك قراءة كتاب “وَهْم الإنجاز” لتعرف أكثر).
- وعليك أن تعلم أن المقارنة من أفشل أساليب التربية والتحفيز إن كنت تعتقد أنّه أسلوب محفّز، فما هي إلّا بوابة عبور لكَمّ هائل من المشاعر السلبية. فهناك علاقة طردية بين المقارنة وتقدير الذات، كلّما قارنت نَفْسك كلّما قلّ تقديرك لذاتك وإنجازاتك.
- حاول أن تقنّن وقت استخدامك للأجهزة الإلكترونية لتكتشف وتجرّب هوايات جديدة تستثمر فيها وقت فراغك بدلًا من متابعة حياة الآخرين، فقط لمجرّد المتابعة بدون إضافة مفيدة لحياتك.
- وتذكر أن أنجح المقارنات على الإطلاق هي مقارنة نفسك اليوم بنفسك في الماضي مع النفس المثالية التي تطمح لها، كيف كنت قبل عام من الآن؟ وماذا أصبحت اليوم؟ وما الذي تطمح له غدًا؟
- دوّن كل ما تملك من نعم تتمتّع بها لتذكّر نفسك بها دائمًا، وتذكّر حديث الرسول –صلّى الله عليه وسلّم– ( انظروا إلى مَنْ هو أَسْفل منكم ولا تنظروا إلى مَنْ هو فَوْقكم، فهو أجْدَر أنْ لا تَزْدَروا نعمة الله عليكم).
- تجنّب مجالسة الناس، واعتزال شبكات التواصل الاجتماعي ليس حلًّا جذريًّا، فقط كُن حريصًا على تشييد حصانة متينة ضد هاجس المقارنات الذي قد يشوّه نظرتك للنعم التي تمتلكها ويسلب منك شعور المتعة والسعادة في الوقت الحاضر ويشتتك عن نفسك.
- احرص على رفع الوعي الكافي لنفسك ومَن حولك، خالط الناس لتتعلّم منهم وتأخذ ما يناسبك من أفكار جديدة وأهداف قد تتّفق مع اهتماماتك وغايتك في الحياة لا أن تقارن نفسك بهم، ولتكُن نماذجُ النجاح محفزًا لك لا أكثر، وتذكّر أنّ القِمّة تَسَعُ الجميع. السعادة، النجاح، الوفرة تَسَعُ الجميع.
”لكل منّا نقاط قوة ونقاط ضعف، لا تضيع وقتك بمقارنة نقاط ضعفك بنقاط قوة الآخرين فتشتّت نفسك وتتأخر عن أهدافك، البشر ولحكمة إلهية مختلفون في الإمكانيّات والقدرات والمواهب واختلافاتنا الفكرية والبشرية هي المحرك الأول للتّطور وإعمار الأرض، لا تؤذِ روحك بالمقارنات ولا تُرْخِ يدك من حبل الله، فللّه في كل شيء حكمة” محمد البلادي
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,636
تقع دائمًا في فخ المقارنة.. إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=79784