كيف نتجنب إساءات المحيطين؟ هنا أفكار يسيرة
الكثير منا يعاني من إساءة الآخر له، وهذا وارد وطبيعي لاختلافنا، لذا علينا أن نفهم الآخر لنتمكن من التعامل معه بمرونة دون تصادم معه
add تابِعني remove_red_eye 506
بما أن طبيعة الناس مختلفة عن بعضهم البعض في التصرّف والصفات والسِمات الشخصية والأنماط وأيضًا الأمزِجة، فإن الاختلاط بدون شكٍ قد يُحدث تغيّرات بين الأفراد وتتطوّر هذه التغيّرات حتى تُكوّن خلافًا، وقد يسيء البعض التصرّف سواءً عن قصدٍ أو دون قصد، فقد تثور ثائرة الفرد المتضرّر.
وليعي كل فردٍ أن بعض الأمور التي يجهلها عن ذاته وعن الناحية الأخرى لها الشأن الذي يُفاقم من حدّة ردة الفعل ويُحدث التأثر السلبي، فالناس كثيرًا ما تتعامل وتتفاعل فقط مع الخارج ونوع التصرّف والإساءة.. إلخ، بينما أن الإشكالية أو الشأن الهام هو أسلوب تفكير الطرف الآخر وطرق تفاعل الفرد مع الحدَث أو الإساءة وذلك مايجهله الكثيرون؛ بطبيعة المجتمع الشرقي أنه اجتماعي ويختلط الناس ببعضهم البعض كثيرًا.
وقد يتم التأثّر الهائل من هذا، وتتطوّر المشاعر السلبية لدى الفرد وقد يبلغ إلى العجز عن حلّ حتى المشكلات البسيطة بينه وبين المحيطين، لذلك على كل شخصٍ أن يحاول العمل على زيادة وعيِه بذاته حتى لا يتأثر من إساءات من حوله، وكذلك عليه أن يزيد من وعيه بالمحيطين خصوصًا من منطلق كيف يفكرون؟! أو ماهو الداعي الذي دفعهم للإساءة؟ وهل الإساءة تمّت عن غايةٍ أو بلا غاية؟!!
إضافةً لذلك لا بدّ من معرفة سِمات كل شخص أتعامل معه وطبعه ونمطه لكي يتم التعامل بحسب عقله وتفكيره ونوعه، لتجنّب حدوث المشاكل واضطراب المشاعر التي تتسبّب في حدوث مشاكل نفسية وجسدية لاحقة.
من هنا يأتي أهمية زيادة مستوى الوعي الذاتي والوعي بالمحيطين، ولتبديل أو تحويل أي مشاعر سلبية ينبغي تحويل الأفكار، المعتقدات، المشاعر، السجايا، التصرّف.
من يهتم بتلك الموضوعات الخمسة يستطيع عمل نقلة نوعية لحياته ومشاعره وعلاقته مع ذاته والمحيطين، تلك المشاعر كالغضب، الخوف، الرهبة، الحزن، نقص أو فقدان الحب…. إلخ.
طرائق تساعدك في تجنّب إساءات المحيطين
تقوية الداخل وتقوية المشاعر الإيجابية
تكمن في التخلص من الطاقة السلبية والمشاعر السيئة وهذا من خلال ممارسة رياضات التأمّل كاليوقا وغيرها، وممارسة التدريبات البدنية التي تساعد على تجديد الروح وتحفّز من الطاقات الإيجابية.
تعلُّم فن إدارة المشاعر
وهو تَمكُّن الشخص من إدارة مشاعره ومشاعر الآخرين بدقةٍ ووضوح، والتمييز بينها ومعرفة دوافعها وغاياتها وحُسن تفعيلها واستثمارها فيما ينفع ولا يضر، ويمكن فرض إحكام القبضة على العواطف وإدارتها باتجاهٍ جيد، وهي إحدى أقوى الخِصال الشخصية التي قد يمتلكها أي فردٍ منا، والقدرة على ضبط النفس وكبح جِماحها.
زيادة الوعي بالذات
قيل أن “ما لا تعرفه لن يؤذيك؟” الواقع أن هذا القول يعدّ مجانبًا للواقع ولا يلزم الاقتناع به، فما لا تعرفه من الممكن أن يؤذيك فعلًا، ولتوضيح الفكرة لنفترض أن أحدًا من الأطفال لم يتعلّم أن ينظر إلى يمينه وشماله خلال قطعه للشارع فماذا سوف تكون النتيجة؟ نتيجة هذا السيناريو من الممكن أن تكون الوفاة.
ولذا فإن “الإدراك الذاتي” من الممكن أن نعتبره وجوب يلزم على كلٍ منا الحصول عليه كي لا نؤذي أنفسنا بأنفسنا، فلو لم يكن لديك إدراك ذاتي ولم تقوم بالتعرّف على نفسك على نحوٍ صحيح فستقوم بأعمالٍ بلا إدراكٍ كامل منك قد تقودك كذلك للموت، والموت هنا ليس بالضرورة أن يكون موتًا جسديًا وإنما وفاةً روحيّة، كما قيل قديمًا “هناك من يموتون بسن الـ ١٥ ولا يُنشر هذا رسميًا سوى ببلوغهم الـ٧٥!”.
تقدير الذات
تقدير الذات لا يعني الثقة في النفس، ولكن يعني الصورة التي تنظر بها إلى نفسك هل هي عالية أم منخفضة؟ إذا كانت الصورة التي تنظر بها إلى نفسك عالية فإنها تعزّز من ثقتك بنفسك، والثقة في النفس تأتي من تقدير الذات، أما إذا كانت منخفضة فهذا يأتي من كثرة الهروب من مواجهة مشاكلنا، وعلينا في هذه الحالة عدم الخوف من المواجهة وعدم الخوف أو التوتّر من إبداء آرائنا للفرد أو على الملأ، وأيضًا ترك محاولتنا إرضاء النفس للبُعد عن النقد.
وأخيرًا يمكن للإنسان أيضًا اجتياز وعدم تذكر إساءة الآخرين بواسطة القيام ببعض الخطوات، وهي:
معاودة التواصل مع الأسرة والأصدقاء، لأن وجود الفرد في عزلةٍ عنهم قد يضيف إلى هيمنة الفرد الضار عليه، لهذا يلزم الاستحواذ على دعم أشخاص الأسرة والأصدقاء أثناء فترة الانتعاش، لأن دعمهم والتعبير معهم عن المشاعر يساعد على التحرّر من الزمن الفائت.
إشغال النفس وملء الوقت عن طريق خَلق تطلّعات وهوايات، أو الانشغال في المهنة، إذ أن كل تلك النشاطات تُشارك في الإحساس بالتحسّن، وعدم تذكر كل اللحظات والأفكار المتعلّقة بالعلاقات السيئة الماضية.
add تابِعني remove_red_eye 506
مقال يساعدك ببعض المهارات التي قد تجنّبك إساءة الآخرين لك.
link https://ziid.net/?p=19215