كيف نصبح على أعتاب الثلاثين؟
أمنية الطفولة التي تحققت سريعًا. كيف أصبحنا ومتي كبرنا ونحن ترافقنا مخاوفنا نفسها ولكن نمتلك الثقة لمحاربتها
add تابِعني remove_red_eye 456
وأنا على أعتاب سن الثلاثين ينتابني شعور مختلف، مزيج من الثقة والخوف معًا فقد أصبحت أثق بنفسي أكثر من ذي قبل ولكنني خائفة الآن من الفشل أكثر أيضًا. حيث هنا لا مجال للتجربة هنا إما أن تكون أو لا تكون والآن أنت المسؤول وحدك فقط يقول شمس التبريزي “يجب عليك أن تفهم أن هذا السن مجرد رقم لا يشكل حقيقتك أبدًا ربما تكون طفلًا بسن الستين أو شيخًا بسن العشرين”
كيف كنت أرى أصحاب الثلاثين من العمر وأنا بعمر الدراسة؟
عندما كنت بعمر الدراسة كنت أنظر إلى هؤلاء الكبار أصحاب العمر الثلاثيني على أنهم أشخاص اكتملت وجهاتهم، أو أنهم أناس غامضون لا أستطيع أن أقرأ ما يدور بعقولهم، وكيف يستطيعون التحكم بحركاتهم وقراراتهم، وكنت أشعر أنهم قادرون على قراءة مَن هم بنفس عمري بكل سهولة … الآن أقول لنفسي: إنهم ليسوا كبارًا بالمعنى الذي كنت أقصده، وأن هناك الكثير منهم ما زالوا في مرحلة البحث عن ذاتهم ووجهاتهم منهم من تعثر طريقه ومنهم لا يعرف أين يتجه من الأساس.
أشياء ما زلت أخشاها
على الرغم من إنني على مشارف لقب المرأة الثلاثينية، فإنني ما زلت أخشى الأشياء عينها، ما زلت أفزع من الفراق والموت، وحتى الآن لا أستطيع الاعتناء بحيوان أليف في منزلي، ما زلت أخشى الهزيمة أو أن أغلب، أخشى الصمت ولا أحب الصامتين الذين لا يستطيعون التعبير عن آرائهم ومشاعرهم تجاه الأشخاص أو الأشياء … ربما كبرت لكنني أكثر احتياجًا لوالديَّ من ذي قبل. ما زلت أرهب طهو وجبة طعام جديدة أو مختلفة خشية أن أفشل فأنا لا أحب الفشل ولا أحب الاقتراب منه، على الرغم من أنني شخص يحب المغامرة. فلنقل إنني أخشى النقد والناقدين الهدامين الذين لا يكترثون بوقع كلماتهم علينا.
ما بين سن العشرين والثلاثين عشرة أيام فقط.
نعم منذ أن احتفلت بيوم مولدي العشرين وأنا أرى الوقت يمر أسرع والأحداث تتوالى وتكثر. ما زلت أتذكر أول يوم لي في الجامعة وكيف مرت سنوات الجامعة كأنها أيام. ما زلت أتذكر أول عمل اقتضيت منه راتبي الأول، وأول يوم قابلت فيه زوجي، وأول نبضة قلب تجاهه كأنها كانت بالأمس، لا أعلم ماذا يصيب الوقت ؟!بعد أن نمر بعامنا العشرين يصبح كأنه قطار ينزلق من فوق جبل عالٍ فتزداد سرعته وقوة جذبه للأحداث.
ما زلت أتذكر هذا اليوم حين انتهيت من اللعب ووضعت ألعابي في سلة الألعاب وذهبت إلى وسادتي الوردية كي أغمض عيني وتمنيت من الله أن أكبر سريعًا لأرتدي هذه النعال العالية وفساتين الكبار وأضع المساحيق على وجهي ثم غفوت لأستيقظ بعدها وأبحث عن سلة ألعابي ولم أجدها، لكنني وجدت طفلين يلعبان في جهاز إلكتروني وينظران إليَّ ويصيحان: “ماما ماما”!! … علمت حينها أنني كبرت… كبرت كثيرًا، وليت كل الأماني تحققت سريعًا كأمنية أن نكبر ونحن صغار.
لا خريف للعمر ولا سن لليأس
الخريف في القلب واليأس في الروح فقط. لا أكترث أبدًا لتلك التجاعيد التي تُرسم على جبيني وهذه الهالات الموجودة تحت عينيَّ الخضراوين. لم يخلقني الله لأحارب طبيعتي الفسيولوجية أو أحزن حين أرى عوامل الوقت تترك علاماتها عليَّ. خلقني لأسعى وتتشقق قدماي من السعي، لأتألم وأبكي وتكون عندي هالات سوداء جديدة تبرز جمال عيناي أكثر. وتارة أخرى أضحك كثيرًا حتى يكاد قلبي يتوقف فيتشكل قوسين حول شفتاي يحفظان بداخلهما ذكرى تلك السعادة.
وجسمي يتمدد وينكمش أكثر من مرة حتى يجدد الله الحياة من خلالي ويأتي للدنيا بعباد يكملون مسيرة التعمير والسعي. كل تلك التجاعيد جعلت مني شخصًا أكثر حكمة وأكثر صلابة… وإن تسألني عن عمري لا أغضب ولا أتذمر، فأنا لا أخاف من البوح بعمري قد يقارب الأربعين أو حتى الستين، بينما نافذتي مشرعة نحو الشمس كل يوم وفي قلبي زهرة تتفتح كل إشراقة صباح لن تخدعني تلك الأرقام وتحدد لي متى أكبر ومتى أشيخ، فليس للحياة صلاحية طالما نحن نتنفس والقلب ينبض. الأعمار في أرواحنا حيث لا يأس ولا ورق أصفر بل ربيع يتدفق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 456
تجربة مثيرة للدخول في سن الثلاثين
link https://ziid.net/?p=93626