مغلوب على أمرك؟ هاك كيفية تجاوز طوفان المعلومات
الإنسان في هذا العصر يغرق في طوفان من المعلومات لا يتوقف، هذا الطوفان قد يحول بين المرء و الإنتاجية و الإبداع فلا بد من تجنبه
add تابِعني remove_red_eye 8,060
- التكلفة الصادمة لطوفان المعلومات
- الشلل التحليلي:
- مشاكل إنتاجية:
- أقل تركيزاً:
- عجزنا على أن نكون معلمين فعالين:
- كيف تتعامل مع طوفان المعلومات عندما تصيبك البيانات بالشلل؟
- اقتصر على عدد محدود من الخبراء الذي تتابعهم
- ابتعد قليلاً
- قُم بتجربة
- قم بعمليات تنظيف معلومات
- أوقف التعلم الالتزامي
- قُل لا وحسب لطوفان المعلومات
اعترف: لقد تعرضت لذلك.
تبحث وتتعلم وتجد المعلومات، لكنك تشعر كما لو أنك تدفن نفسك في حفرة.
هنالك أراء متضاربة وجدالات غير مسوّاة، ولست تعلم أي نصيحة بوسعك اتباعها أو الاقتناع بها. وأسوأ جزئية تتعلق بأنك أصلاً تريد القيام بالفعل الصحيح. تريد أن تعثر على ما يفيدك حقاً وينفعك بصدق.
مع ذلك فلا يهم كم تقرأ وتشاهد وتسمع، الصفاء الذي تنشده عندما بدأت اكتشاف أن هذه العملية لا تأتي بما ترومه، وينتهي بك الأمر أكثر تشوشاً من المكان الذي بدأت منه. تملك حالة متأزمة من طوفان المعلومات أو ما أحب أن أسميه متلازمة البحّاثة (المترجم: هي حالة من إدمان البحث عن المعلومات وحفظها بدون تفعيل العمل بها، يعني البحث عن المعلومات من أجل البحث فقط).
في هذا الدليل سنناقش الطفوان المعلوماتي، وكيف للمعلومات أن تغدو أمراً سيئاً، وكيف نتعامل مع الشلل الناتج عن طوفان المعلومات.
فلنغُص إذن.
التكلفة الصادمة لطوفان المعلومات
أتريد أن تعرف ما هو الشيء العجيب بشأن طوفان المعلومات؟
معظمنا، أي نحن من نعاني من زيادة التحميل بالمعلومات نظن أننا منتجون. نحن نتعلم، على أي حال. وما هو أكثر إنتاجية من أن تكتشف ما لا تعرف عنه شيئاً؟ مع ذلك فطوفان المعلومات يشلّنا في حالة من عدم الفعل، وإذا لم نعمل على استخدام المعلومات تلك بشكل مباشرة، سنفقد حوالي ٧٥% من هذه المعلومات من مخزون الذاكرة في عقولنا، جاعلين من المعلومات التي نستهلكها تقريباً بلا فائدة.
تشير الدراسات إلى أن المقاطعات التي نتعرض لها وقت العمل وحدها (مجرد مظهر واحد من مظاهر طوفان المعلومات) يكلف القوة العاملة أكثر من مليار دولار سنوياً تقريباً.
لنأخذ بعين الاعتبار ماذا يفعل لك هذا الأمر كفرد.
في مكان العمل، لطوفان المعلومات أثر سلبي مرعب على الإنتاجية، والرضا الوظيفي وأداء الشركة ككل. هل تعتقد أن ذلك يختلف عن عملك الشخصي؟
طوفان المعلومات في حياتك الشخصية قد يتسبب في ما يلي:
الشلل التحليلي:
كم في كثير من الأحيان أردت أن تتخذ خطوة بشأن أمر ما لكنك غدوت مجهداً من المعلومات التي تُرمى عليك؟ تغدو مشلولاً بسبب كل تلك الخيارات والآراء والخلافات من المعلومات التي تنهال عليك.
مشاكل إنتاجية:
عندما نبحث ونستوعب المعلومات، فنحن نقول لأنفسنا بأننا منتجون. لأن ذلك أصالة يشعرنا كما لو أننا كذلك! لكنك أنت تعد منتجاً فقط لو وضعت ما تعلمته موضع التنفيذ.
أقل تركيزاً:
طوفان المعلومات الآتي من شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني ومن عدة مسببات هو العدو الأول لتركيزنا. إذا لم تتمكن من التركيز على مهمة، فسيستلزمك وقت أكثر لإنجازها. فكتابة المقالة التي قد تستلزمك ساعة تتحول إلى أربع ساعات.
عجزنا على أن نكون معلمين فعالين:
هل لاحظت مرة أن أفضل المعلمين يُعدون جدداً على المفهوم الذي يعلمونه؟ لو سألت مرة خبيراً ليشاركك كيف تعمل أسواق الأسهم على سبيل المثال، فإنهم غالباً سيبدون مضطربين؛ فهي تعمل في عقولهم فحسب، وهي صعبة عليهم ليشرحوا كيفيتها. فهم يعرفون كثيراً جداً. يستلزم التعليم تفكيك الأشياء إلى مكوناتها الأساسية، ونحن نفعل هذا بأفضل أسلوب عندما نكون مبتدئين في فكرة أو مفهوم.
فكما يقول هيربرت إي. سايمون، “… الغِنى على صعيد المعلومات يخلق فقراً في الانتباه.”
مع كل ذلك أعلاه.. أحدث المعلومات بشأن طوفان المعلومات، قد تكون تتساءل عنها: عند أي نقطة تعد مستهلكاً لمعلومات أكثر من اللازم؟ كيف يمكنك أن تعرف الخط الفاصل بين عدم الكفاية وبين الإسراف في الاطلاع على المعلومات؟
أنا أجادل بأنك منذ الآن تملك المعلومات التي تحتاجها لتبدأ. أي شيء تستهلكه من هذه النقطة حتى تنتهي من مشروع معين يتجاوز الخط إلى الحد “المبالغ فيه”. وبمجرد شعورك بالانغمار أو عدم الثقة بشأن الاتجاه الذي يجب اتخاذه، ستكون قد اخترت الحد المبالغ فيه.
كيف تتعامل مع طوفان المعلومات عندما تصيبك البيانات بالشلل؟
لقد تغلغلت عميقاً.
لقد اتخذت كماً كبيراً من البيانات وأنت الآن مصاب بالشلل الناتج من التحليل الشللي. هنالك العديد من الآراء والدراسات ونُتف من المعلومات الثائرة تطفو حول عقلك والتي لا تعرف أيها يجدر بك أن تركز عليه.
بوسع هذا الأمر أن يوصلك إلى حالة من مراوحة المكان. كلنا عبرنا بهذا الحالة. هاهنا الأشياء التي عملت عليها من أجلي عندما أتعرض لحالة من طوفان المعلومات.
اقتصر على عدد محدود من الخبراء الذي تتابعهم
عوضاً عن أن تقع في مصيدة الشلل التحليلي من جراء عدم معرفة أي خبير بوسعك أن تتابع، اصنع قاعدة عامة من أجل ذاتك:
اختر خبيراً واحداً تحترمه. واحداً ترغب بمحاكاته والذي يبدو لك مساره المهني محبباً وأعماله تُرضيك. ومن ثمَّ اجعل استنتاجاتهم افتراضية مقابل استنتاجات الآخرين بالنسبة لك.
لا أحد يملك الأجوبة لكل الأسئلة. لو كنت ترجو أن تغدو كاتباً أفضل، تابع أحداً تحب كتاباته. لو كنت تبحث عن فرص لتعلم كيفية التسويق عبر البريد الإلكتروني، حاكِ أحداً تعجبك حملاته التي يصنعها بوساطة البريد الإلكتروني. لكن إذا اتخذت هذا الطريق وقبِلت بأن الشخص قد وصل إلى حيث ما هو عليه باستخدام تكتيكات آخرين، فسيسهّل عليك هذا الأمر الكثير مما تحتاجه من الجهد.
كل تلك التكتيكات التي يُعلّمها الناس غالباً ما تؤدي الغرض. أي شيء يمكنه أن يكون صالحاً للآخرين. بوسعك أن تتقضي على قطع كل التشويش وتركز على مجرد متابعة آراء وتعاليم خبير أو اثنين، وهذا سيكفيك الكثير من العناء.
ابتعد قليلاً
بمجرد أن تكون قد انتبهت لقضية الانهماك بالبحث (متلازمة البحّاثة)، سيكون عليك صعباً أن تنفكّ بذاتك عن المعلومات التي جمعتها. لذا ففي بعض الأحوال، يجدر بك أن تبتعد قليلاً. عوضاُ عن محاولة إيجاد حل لكل ما يواجهك في نفس الوقت، خُذ خطوة للوراء. وامش بعيداً واعمل على أشياء أخرى، أو خذ مسافة من مشروعك بطريقة أخرى.
عندما أواجه طوفان المعلومات، أجد أن تغيير الاتجاه وترك مشروعي جانباً لبعض الوقت – ربما لأسبوعين أو ثلاثة – يعطيني منظوراً جديداً نوعاً ما.
قُم بتجربة
سبب الوقوع في الشلل التحليلي هو طوفان المعلومات. لكن الخوف هو ابن عم الشلل التحليلي. نحن نصاب بشلل عدم الفعل لأننا خائفون من اتخاذنا للدرب الخاطئ. لا نريد أن نفشل. نحن نخاف من ضياع أوقاتنا، أو من أحكام الآخرين، أو خذلان أنفسنا.
في التجربة، لا يوجد فشل. مجرد فرضية يجري اختبارها. لذا فابدأ بالنظر إلى مشاريعك على أنها تجارب. لن يُعد الأمر فشلاً إذا كنت تختبر فرضيات. إنك تثبت بأن أحدها خاطئ أم صائب. لذا اختر أكثر الخيارات التي تقتنع بها وتصدقها وابدأ اختبارها. وأنت تبدأ الاختبار، ستجد فيما لو كان الخيار نافعاً لك. لو كان الأمر كذلك، بوسعك الاستمرار فيه. إن لم يناسب، انتقل وجرب الطريقة التالية.
قم بعمليات تنظيف معلومات
عند تعاملك مع حالات التلبس كبحّاثه، قد يكون أفضل الحلول أحياناً أن تختار عملية التنظيف المعلوماتية. فكّر بالأمر كما لو كان متعلقاً بنظافة الطعام. وقد يكون الأمر أشبه بعملية تصفية الربيع لجسدك. القيام بعملية التطهير أو التنظيف المعلوماتي هي عملية شبيهة. الغرض من التطهير المعلوماتي، حسب أحد الخبراء، هو إعادة ضبط علاقتك بالمعلومات والانتقال من عملية الاستهلاك إلى الإنتاج. خذ وقتاً مستقطعاً بعيداً عن أخذ أي معلومات جديدة بما فيها الأشياء التي تعد غير ذات علاقة بما تعمل عليه الآن. ضع نفسك في موضع يجعلك تختار بين الخلق أو فعل الأشياء التي تعتد على المعرفة التي تمتلكها. على كل حال، فأنت تمتلك معلومات تكفي الحاجة. أنت تحتاج لتفعيلها وحسب.
أوقف التعلم الالتزامي
صحيح أن السبانخ نافعة لك. في الحقيقة، إنها أحد أحسن الأطعمة على الكوكب لصحتك. لكنك لو تناولت ما يزيد عن الحاجة من السبانخ، فستكون قد استهلكت كمية مبالغاً فيها من مادة الأوكسيلات، والتي قد تؤدي إلى تكوين حصوات الكلى.
هل تظن بأن ما يحصل مع المعلومات يختلف عن ذلك؟
هنالك شيء يسمى ما يزيد عن الحاجة من الشيء النافع، وبينما أنت في موضع يسمح لك بالجدل في أن تستهلك أطناناً من السبانخ حتى تصاب بذلك العرض آنفاً، فأنت تستهلك كماً من المعلومات عظيماً كل يوم. حتى قبل أن تقرأ كتاب الأعمال ذاك، أنت على حافة الوقوع في حالة من فيضان المعلومات.
لذا، توقف عن أخذ أي كمية معلومات ومواد بوسع يدك الوصول إليها. تعلم فقط ماذا تحتاج لتعرف في أي وقت من الزمن للانتقال إلى الخطوة التالية.
قُل لا وحسب لطوفان المعلومات
طوفان المعلومات هو عدو الإنتاجية. أنت تشعر بأن العملية إنتاجية لأنك “تتعلم”، لكنك في الحقيقة تضيع وقتك. لا يهم كم مدى جودة المعلومات التي تأخذها لو كنت لا تفعلها مباشرة. لكن لحسن الحظ، تملك القدرة على التحكم بشأن كم المعلومات التي بوسعك اختيار أن تستهلكها. امتلاك هذه المعلومات في العالم وعدم استخدامها يشبه كونك ثرياً جداً ومع ذلك لا تنفق أي قرش. لذا أنت تحتاج للاختيار؛ هل ستكون مستهلك معلومات ذكياً، أو ستختار أن تكون طائشاً تعبث بوقتك وطاقتك؟
add تابِعني remove_red_eye 8,060
مقال رائع حول استهلاك المعلومات المتدفقة في عصرنا وكيف يساعدنا ذلك في زيادة الإنتاجية
link https://ziid.net/?p=16044