إليك.. خمسة أمور جعلتني أستعيد “الهمة”
قد تمر عليك فترات ترفع فيها يدك كغريق تود لو أن أحدًا يمد يده وينتشلك ويخبرك بأن "امضِ لا تلتفت للوراء ولا تتطلع لغير السماء "
add تابِعني remove_red_eye 102,609
تعرضت لفقد الهمة والفتور في الكثير من مراحل حياتي، وأكثر مرحلة فقدت فيها الهمة هي مرحلة فقدان الوظيفة والعمل ومن ثم مرحلة عدم الدراسة في مرحلة محددة مثل: بكالوريوس أو ماجستير… كل هذا، يجعلني أتخبط. والهمة في أصل الكلمة كما ذكر أهل العلم من الهم: وهو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يفعل سواء ذلك من خير أو شر. والهمُّ: هو مبدأ الإرادة فالهم مبدؤها والهمة نهايتها. والهمة: هي الباعث على الفعل، وعلو الهمة: هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور.
وفي حالة غياب العمل والدراسة أصبحت بلا همة وأقل الأعمال تتعبني لدرجة حضور أمسية ثقافية في مجلس أدبي لم أفعل سوى الإنصات للمتحدثين أعود بعدها وكأني قمت بمجهود عظيم لا أستطيع أن أفعل شيئًا بعدها، من هذا الحدث فهمت بأني فقدت همتي ونشاطي خاصةً وأن الذين عملوا في هذه الأمسية وقدموها كانوا في غاية النشاط بعد الانتهاء وهذا ما استوقفني المنجز لا يتعب بل كأن الطاقة والنشاط خلقت له فتراه يتزود أكثر حين يعمل.
قال ابن الجوزي: إن الهمة مولودة مع الآدمي وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات فإذا حُثت سارت، وتقصر بعض الأوقات بسبب عجز أو كسل أو ركون إلى وسوسة الشيطان أو الهوى أو النفس الأمارة بالسوء.
الحل: هنا تحتاج الهمة إلى إيقاظ وتنبيه وتذكير، برضا من تطلب؟ وفي أي نعيم ترغب؟ ومن أي عقاب ترهب؟
وحتى أستعيد همتي هنالك خمسة أمور فعلتها وهي التالي:
1. البحث في موضوع الهمة في كتب التراث
قصة بطل في غزوة يذكرها أبو أمية الغفاري حين سمع رجلًا وهو يخاطب نفسه وفيما قال لها: “والله لأعرضنك اليوم على الله أخذك أو تركك” فكان هذا الرجل في أوائل الغزاة، وما زال ذلك دأبه حتى رأيته صريعًا فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنة.
الهمة لدى الحيوانات
والهمم متفاوتة حتى بين الحيوانات.. وهو شيء جعلني أتعجب فالغراب يتبع الجيف، والصقر لا يقع إلا على الحي، والأسد لا يأكل البايت، والخنفساء تطرد فتعود، والخيل يتملق حتى يأكل، والعنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل منة الأم! … وبالنسبة للبشر يكون بينها تفاضل بتفاوت هممهم. “على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم”
2- الالتقاء بأصحاب الهمم المنجزين
كنت أبحث عن طريقة للوصول بهم كما كنت في السابق أثناء عملي بالصحافة ألتقي بالناجحين والمبدعين، وأصحاب المشاريع من رواد أعمال وممن لهم باع طويل في عالم المال والأعمال سواء من خلال الحوارات أو المؤتمرات الصحفية التي تعقد، وكذلك في المنتديات الاقتصادية السنوية. كل هذا كان يجعلني أعيش في جو مليء بالحماس والحركة والعمل خاصةً حين يكون من أمامك مدمني نجاح.
وحتى أصل لهذه الأجواء كان عليَّ الذهاب لورش عمل وبعض الدورات التدريبية ليس بغرض التعلم فحسب بل لغرض مخالطة أصحاب الهمم، و”الصاحب ساحب” أيضًا هنالك لقاءات تعقد لكبار النفوس بغرض استعراض تجربتهم أو الحديث عن موضوع ما في الأندية أو في بعض المجالس الثقافية للاستماع إلى التحديات التي واجهتهم وكيف تغلبوا عليها. قال المتنبي: “وإذا النفوس كن كبارًا تعبت في مرادها الاجسام”.
3- مشاهدة فيديوهات للمتفوقين والأبطال
ولأن الخطوة السابقة ليست بشكل يومي كان عليَّ أن أجد طريقة لتحفيز نفسي وتشجيعها بشكل يومي فوجدت أفضل طريقة هي مشاهدة فيديوهات للمتفوقين مثل كبير الهمة: أحمد زويل وغيرهم ممن يبعثون الهمة في النفس. وفعلًا مع مشاهدة هذه الشخصيات تيقنت من مقولة: “لولا المشقة لساد الناس كلهم” كان الصبر رفيقهم في رحلة طويلة من العمل والاجتهاد وكلما كان مطلبهم عظيمًا كان جدهم وتفانيهم أعظم وأصبحت الراحة بالنسبة لهم في الإنجاز فحظهم من الاستراحات والترفيه قليل. “لقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم”.
4- العمل الجماعي مع النشطاء
بدأت أبحث عن عمل مع ذوي الهمم تطوعيًّا أو كتدريب حتى أيقظ همتي وفي الحقيقة هذه الخطوة لم تكن سهلة فلم أجد من يريد ذلك سواء القليل أقل من أصابع اليد الواحدة فالأغلبية أما تعمل مع أصدقاء أو لا تفضل دخول عنصر جديد حتى لو كان بلا مقابل. متيقنة بأن العمل الجماعي له دور فعال ولكن في حال عدم العثور على فرصة التحفيز الذاتي الداخلي مهم جدًّا.. إلى أن يفرجها الله. “يا كبير الهمة لا يضرك التفرد فإن طريق العلا قليلة الناس”.
5- متابعة المحفزين وقراءة ما يبعث الهمة
في وسائل التواصل الاجتماعي بدأت أبحث عن الحسابات المحفزة، ووجدت كثيرًا من الحسابات فيمن يعملون في التجارة الإلكترونية وهو شيء لم أتوقعه فحساباتهم محفزة وتبعث الهمة على العمل من خلال تساؤلات يومية تطرح أو استعراض لإنجازاتهم الأسبوعية والشهرية بطريقة إيجابية تشعل الحماس، والرغبة في العمل، كذلك هنالك العديد من كتب تطوير الذات، والتراجم من سير ذاتية وغيرها محفزة وكأنها تؤكد لك بأنه “لا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له”، وحتى في الندم أصحاب الهمم لا يندمون على لذات فندمهم مثل ندم سيف الله المسلول خالد بن الوليد ندم لموته على فراشه. “وما نيل الأماني بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا”
6- الاهتمام بالغذاء
وللطعام دور في التأثير حاولت أن أهتم بالغذاء من خلال التخفيف من السكر والملح المكرر “السم الابيض” وحاولت مراقبة غذائي قدر الإمكان لأحصل على صفاء الذهن، ومراقبة فيتامين دال الذي له دور كبير في أمر الهمة والنشاط.
وفي النهاية هنالك أعداء يثبطون الهمة على رأسهم الشيطان الذي دور كبير فهو من يقول لك “عليك ليل طويل فارقد” ونفسك الأمارة بالسوء التي تقول لك بأن لا تستطيع فالواقع أكبر منك. ولربما أصدقاء محبطون أو أحد المقربين … كن على يقظة واحذر حتى تسلم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
link https://ziid.net/?p=92561