لماذا نعجز أحيانا عن فتح محادثة مع من بجانبنا؟
هل فقدنا مرونتنا في التواصل الفعليّ فلجأنا للافتراض؟ مهما كان الافتراض قادرًا على سدّ الفراغ داخلنا إلا أنه يسلب منا قيمة اللحظة.
add تابِعني remove_red_eye 10,745
أصبحنا في عصر السرعة والتكنولوجيا، عصر أصبح فيه العالم كله داخل الهاتف الجوال والحواسيب، فنرى الأصدقاء مع بعضهم البعض ولكن لا يتحدثون سويًا وإنما ينظرون إلى هواتفهم، وليس الأصدقاء فحسب بل أصبح الأب والأم والأبناء يجلسون في مكانٍ واحدٍ دون أن يتحدثون، وأعينهم في هواتفهم أيضًا، هل هذا هو التواصل الاجتماعي؟ أم أن ما في الهاتف أهم؟ أم أننا أصبحنا لا نعرف كيف نتواصل مع بعضنا البعض ونفِد منا الحديث لهذا نهرب بالنظر في الهاتف؟
والسؤال الأهم لماذا أصبحت مهارات التواصل مهمة في أي عمل ولها دورات تدريبية خاصة؟ هل التواصل صعب لهذه الدرجة؟ أم أننا فقدنا القدرة الطبيعية على التواصل؟ والكثير من التساؤلات التي قد تخطُر على بالك؛ بهذا سوف أُلخّص لك مهارات التواصل الأساسي ومعنى التواصل الحقيقي ببساطة والأهم لماذا فقدنا الكلمات التي بها نفتَتِح أي حديث؟
ما هو التواصل الاجتماعي؟
في التعريف العلمي للتواصل الاجتماعي أنه يتضمن فِهم كل طرفٍ للآخر واستخدام طرق التواصل اللغوية (الكلمات ونبرة الصوت) وغير اللغوية (لغة الجسد وتعبيرات الوجه) كما يتضمن نوعية وعدد من العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين في الدائرة الاجتماعية التي تشمل العائلة والأصدقاء والمعارف، وقد يتضمن أيضًا علاقات تتخطى الدوائر الاجتماعية للمجتمعات الأخرى، فيصبح التواصل الاجتماعي هو بناء علاقة فعالة مع من حولنا ثم مع العالم الخارجي بعد ذلك، ولكن تظل الأولوية للعائلة والأصدقاء والمجتمع الذي يحيط بك.
أي أن التواصل يحدث حقًا عندما يشعر الفرد بأن الشخص الذي يتواصل معه يدعمه ويستمع إليه ويهتم حقًا بما يقول، بل ويتبادل معه الأفكار والمشاعر أيضًا، لذلك عندما تجلس مع عائلتك أو أصدقائك أو حتى أشخاص تعرفهم معرفة قليلة، اترك هاتفك وتواصل معهم بالحديث والمشاركة والاستماع والأسئلة، فكلٌ منا بداخله الكثير من الذكريات والخبرات التي قد تفيد الآخرين وتقوّي علاقتنا مع عائلتنا وتصنع صداقة جديدة.
لم يعد هناك ما أتحدث به، أين ذهبت الكلمات؟
انتشرت في الآونة الأخيرة جُمل مثل (نفد الكلام مني)، (لم يعد هناك ما نتحدث به)، (لا أعرف كيف أفتح موضوعًا للحديث)، وهنا يبدأ الفرد بالشعور بأنه لا يريد أن يتواصل مع أحد اعتقادًا منه أن ليس لديه ما يقوله، ولكن في الحقيقية كلٌ منا لديه ما يتشاركه مع الآخر من تفاصيل يومه إلى خبراته في الحياة أو شغفه في العمل وهواياته، أو حتى خبرة اكتسبها من كتابٍ قرأه مؤخرًا.
في الحقيقية إن كل ما نحتاج إليه هو معرفة أساسيات التواصل التي يأخذ الفرد بها دورات تدريبية لكي يصبح مؤهلًا للتواصل مع العملاء في العمل وفي دائرته الاجتماعية أيضًا، والتي بدونها قد لا يُقبل الفرد في بعض الوظائف مثل خدمة العملاء مثلاً، ولا يستطيع أيضًا بناء علاقات جيدة في دائرته الاجتماعية.
أساسيات التواصل:
– الدعم:
هو أن يشعر كلا طرفيّ التواصل بالدعم من ناحية لغة الجسد والكلمات وتبادل المشاعر، وهذا من خلال:
- استخدام تعابير الوجه لنَقل الحالة العاطفية مثل (ابتسامة_تضييق العيون_تعابير الغضب أو الفرح على الوجه)
- التواصل بالعين والنظر في عين المتحدث أثناء المناقشة أو التواصل، تحريك الرأس بالرفض أو الإيجاب والموافقة على الحديث.
- متابعة الشخص المتحدث بالكلمات التي تدل على الفهم أو طلب التوضيح إن استدعى الأمر.
- ضبط نبرة الصوت بحيث تكون مشابهة لنبرة الشخص المتحدث.
- استخدام اسم الشخص الذي تتواصل معه أثناء الحديث.
- استخدام نفس الكلمات التي يستخدمها ويكررها في الحديث.
– الاستماع:
الاستماع هو فن أخذ مفاتيح الكلمات المقررة والتي يشدّد عليها الشخص واستخدامها في الحديث معه، فذلك يُضفي جوًا من التفاهم والوئام، وكلما استمعت أكثر كلما فهمت من حولك أكثر، لقد خلق الله لنا أذنين وفمٌ واحد لنسمع أكثر من أن نتكلم فتزداد خبراتنا ونفهم من حولنا ونستطيع مساندتهم ومساعدتهم.
– الأسئلة:
تساعدك الأسئلة على أن تُدير الحوار وأن تفهم تفاصيل الموضوع أو النقطة التي يدرو حولها الحديث، وكذلك تساعدك في بدء الحوار والمناقشة.
أنواع الأسئلة:
– الأسئلة الاستفتاحية:
هي التي تبدأ بها الحديث للدخول في موضوعٍ ما، مثل (كيف هي أحوالك في العمل؟ ماذا فعلت في المشروع الذي أخبرتني به؟ ماذا سوف تفعل في الفترة القادمة؟) أسئلة تجعل الشخص يتحدث عن مشاعره وما يدور في خاطره.
– أسئلة غرضية:
يكون الغرض منها الإجابة على سؤال معيّن، ودائمًا تكون محددة والإجابة عنها تكون خاصة بموضوع السؤال فقط.
– أسئلة استكشافية:
هي التي نكتشف بها أفكار الآخر مثل (ماذا سوف تفعل إذا حدث معك موقف سيئ؟ ما ردّة فعلك في مشكلةٍ ما؟) وتُستخدم أيضًا لتوضيح معلومة تريد التأكيد عليها.
ومن وجهة نظري في النهاية أننا لن نشعر بقيمتنا حقًا دون أن نتواصل مع الآخرين، فبدون التواصل قد تبدو الحياة مملة وكئيبة، لذلك أنصح كل من يقرأ هذا المقال الآن أن يحافظ على تواصله مع كل من حوله، وأن يبدأ بالعائلة فهم سندك، ثم شريك الحياة فهو دائمًا سيتمنى لك الأفضل، ثم الأصدقاء فهم الأفضل دائمًا في الاستماع لك ومساعدتك، خُذ من كل هؤلاء الخبرة والحب وستشعر بالسعادة بمجرد القرب منهم ومساندتهم والتواصل معهم.
add تابِعني remove_red_eye 10,745
مقال في علاقاتنا الواقعية بمن حولنا وكيف افتقدنا قوة الترابط بيننا.
link https://ziid.net/?p=22306