فيوتشر مي: أحدهم يعرف ما فعلت الصيف الماضي!
"فيوتشر مي"، موقع ليس من السهل أن تصادف مثله، هذا الموقع يقدم لك خدمة فريدة، أن ترسل رسالة لنفسك
add تابِعني remove_red_eye 1,459
هل أنت مستعد لتلقي رسالة خاصة جدًا من شخص عزيز عليك جدًا وضعها في بريدك منذ زمن طويل جدًا؟
لا شك أنه يسألك ـ بقلق ـ عن أحوالك، وعن الذي ستكونه بعد هذا العمر، مّن، وأين، وكيف ستكون، تُراك تزوجت التي أحببت، لو صدق حدسه فلابد أنك الآن أب لعدد من الأطفال، هل حصّلت طموحك في العمل، كلها أسئلة هامة لكن ستجده يرتجف إذ يقول: والأهم، هل لازلت للآن.. على قيد الحياة؟!
حين يسألك هذا الشخص عن أحوالك، لا تخف من وُدّه الزائد، وصدّقه في انشغاله عليك، فأبدًا لن تجد من يقلق عليك أكثر منه؛ لأنه لا أحد يقلقك عليك أكثر من نفسك!
“فيوتشر مي”، موقع ليس من السهل أن تصادف مثله، هذا الموقع يقدم لك خدمة فريدة، أن ترسل رسالة لنفسك، ليس الشخص الموجود الآن، وإنما نسختك المستقبلية التي ستوجد بعد فترة من الزمن، أو… قد لا توجد!
عندما تعرفت إلى فيوتشر مي، قررت تجربته، فأرسلت إلى نفسي رسالة فلسفية عميقة مكونة من كلمة واحدة فقط: “hi” وحددت الزمن بعد أسبوع!
لكن الموقع اعتذر مني حيث أقل فترة للإرسال هي ثلاثة أشهر، مستدركًا برفق أنه ليس المذكرة الشخصية الخاصة بسعادتي، موضحًا أن الرسائل من طراز “هه! هل يعمل هذا؟” لا تلقى أي اهتمام من روّاد الموقع، مؤكدًا أنه يمنحني فرصة ذهبية لأقول شيئًا عميقًا لذاتي ولو مرة في حياتي!
شعرت بشيء من الإهانة، فقررت أن أرى كيف يقول الآخرون أشياءً عميقة لذواتهم التي سيكونوها في المستقبل، وجدت أن الكل يستخدم نموذجا واحدا، “من أنا؟” الكل لا يعرف من هو، بينما يأمل أنه حين تصله الرسالة سيكون أروع إنسان رأته البشرية على الإطلاق.
وبالطبع ليست كل الرسائل حول هذا النموذج، فإذا ما خرجنا عن دائرة “من أنا” فسنجد أن الكل يرسل رسائل لموعد مولده.. يتمنّى عامًا أفضل ويرى أنه تحول من الطفولة إلى الشباب ولكنه يظل لا يعرف “من هو”، ويحلم بأي إنسان رائع سيكونه عندما يصل إلى الرابعة عشرة، أو الثامنة عشرة، أو العشرين من عمره!
ويرى الصحفي موهرينغير، مراسل التايمز والفائز بجائزة بوليترز، أن موقع فيوتشر مي ينعش هذا السؤال القديم الذي حار فيه الفلاسفة منذ الأمد، من خلال إعادة صياغته في الرسائل الإلكترونية بما يسمح بمعالجة أنفسنا باستخدام التقنيةالحديثة.
أما عالم النفس دانيل غيلبرت فقرر في رسالته أن يختلس السمع على الحوارات السخيفة، الجادة، المرحة، أو المؤثرة التي تدور بين أناس عاديين مع نسختهم فوق العادية التي يأملون ـ أو يخافون ـ أن يصبحوها يومًا ما، مقدمين بذلك عرضًا مذهلاً للعقل البشري، في رحلته، ذات الاتجاه الواحد، خلال الزمن.
أنشأ مات سلي وجاي باتريكيوس الموقع عام 2003، وبدأ يحصل على بعض الشهرة عندما اختاره الياهو موقع اليوم في سبتمبر من نفس السنة، وتم اختياره في العام التالي للعرض في متحف الفن الرقمي في النمسا، وفي 2005 أصدرت الأسوشيتدبرس قصة عرض فيوتشر مي حيث التقطتها مئات المنشورات وبدأ مات وجاي يحصلا على بعض الشهرة ويقضيا عطلة الاسبوع في إجراء المقابلات بدلاً من التسوق.
ولاشك أن من يملك الجنون لينشئ موقعًا للمستقبل، يملك جنونًا لما هو أكثر. فهذا العام أصدر مات وجاي كتابًا يجمع أفضل الرسائل التي وجهها رواد الموقع لأنفسهم المستقبليين.
والآن، إذا ما شعرت ببعض الحنين للحديث إلى نسختك المستقبلية، اضغط على هذا الرابط www.futureme.org ، وتفضل بكتابة رسالتك التي ستدور في الغالب حول فكرة “من أنا”، وإذا أردت نصيحة متحدث قديم إلى نسخته المستقبلية، ذكّر نفسك في الرسالة أن نسختك القديمة هي التي كتبتها حتى لا تصاب بالرعب عندما تجد رسالة في بريدك بعد سنة من شخص يعرف ما فعلته الصيف الماضي!
add تابِعني remove_red_eye 1,459
مقال أعجبني حول موقع لطيف يجعلك تراسل نفسك في المستقبل.
link https://ziid.net/?p=2478