لفئة من المهمومين، أسميتهم أصحاب القواقع الزجاجية
من بين الآلام العميقة قد يولد شر مفرط أو خير مفرط أو موت على قيد الحياة، أو يولد إحساس مقنع يداري البؤس للحفاظ على الكرامة
add تابِعني remove_red_eye 1,945
الحزن والألم مقترنان دائمًا ببعض، فعندما يحزن المرء يتألم وعندما يتألم يحزن، وهناك أشخاص في حياتنا حزنهم باد عليهم، حتى لو حاولوا مداراته، وكل من يتعايش معهم يعرف سبب حزنهم فملامحهم يسودها غبن يرتسم على الوجه يشوه الجمال ويكسر الروح، تجد هذا النوع في وجه شخص فقد عزيزًا للأبد، وفي وجه المرأة العاقر الفاقدة للأمل تحس معاناتها من خلال حديثها عن الأطفال ونظراتها ومعاملتها لهم، تجده كذلك في وجه امرأة تغتالها خيانة زوجها في كل مرة تحس بذلك.
بينما تحاول المحافظة على شمل أسرتها على حساب كرامتها فتحسها أشلاء تمشي دون روح، تجد الغبن في وجه بعض الشابات اللواتي تمضي سنين عمرهن منتظرات من يدق بابهن وينزع عنهن لقب العانس الذي التصق بهن، كذلك زوجان ابتلاهما الله بذرية من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو تعرض فرد من عائلتهم لحادث غير مجرى حياته، أو من باغته المرض العضال في سني شبابه، كذلك من لم يحسب للزمان حسابًا ولا لتبدل الأحوال فمن بعد عزة يصبح ذليلًا مذمومًا يشحت قوته وقوت عياله، وأكثر من ذلك فهم أصحاب القواقع الزجاجية، الكل يعلم سبب حزنهم ولكن لا سبيل للتفريج عنهم سوى من أنفسهم
بعض المساعدات المقدمة
قد تساعد الجمعيات الخيرية الناشطة المحتاجين ماديًّا، ويتعاطف بعض الأثرياء معهم بتقديم عمل أو دعم مادي للمرضى والمحتاجين.
الحالات النفسية والاحتياج العاطفي
نمر أحيانًا ببعض الأوقات المفرحة التي تنفض بعض الأحزان عن الأكتاف وتخفف عنا، كلمة أسرية أو مناسبة من المناسبات الدينية أو الوطنية، أحيانًا يكون مشوار بسيط كفيلًا بتبديل الأحوال من الهم للفرح أو موقف طريف، فالضغوطات وسلبيات أفراد الأسرة والمجتمع هي السبب الرئيسي لفرط الحزن عند هذه الفئة من الناس، بجعلهم يصابون بخيبة أمل في كل مرة يحاولون الخروج من قوقعتهم والمضي قدمًا نحو حياة أفضل، بينما لا يكلف الأمر سوى تقبل الحال بإيجابية والمساعدة والمساندة والدعم والترفيه عن هاته الفئة، وإن لم نستطع فيكفي الدعاء لله بقلب سليم، أن يفرج عن عباده ويرفع عنهم الابتلاءات، فلم يختر أي منا مصيره فهو مقدر ومكتوب عليه.
بعض المهمومين الإيجابيين
كثير من الناس يواجهون همومهم بسخرية من الواقع الأليم وتقبل وشكر يرفع من شأنهم بين كل المحيطين بهم، ويجعلهم قدوة لكل مبتلى، مثل هذه الفئة تجدها مساندة لكل مهموم فحتى تجاوز المحن يحتاج لذوي خبرة ممن سبقونا في الجراح فطريقة تخطيهم لآلامهم قد تساعد المهموم باتباع نفس الأسلوب أو أخذهم قدوة حسنة للتغلب على أوقات الشدة في الحياة. قد تفاجئك ردات فعل بعض الأحبة والخلان تجاه مواقف صعبة تعيشها، فلا تبتئس فما هي إلا مقبلات الحياة تبتلع طعمها المر وتكون سببًا في نضوج شخصيتك.
كل شيء في الحياة يولد صغيرًا ويكبر إلا الهم يولد كبيرًا ويصغر، فابحث عن مخرج لهمومك واعلم أنه لا أحد يستطيع مساعدة المهموم أكثر من نفسه، فجد السعادة وتفاءل ولو بطرق بسيطة فالمتعة أحيانًا تصنعها طرفة أو موقف، أو مشوار لمكان خاص، أحيانا مشاهدة التلفاز للبرامج المحببة أو سماع أغنية جميلة بصوت يلامس أوتار القلب، وكذلك مشاهدة الصور التذكارية، ليس لاجترار الآلام بل لصنع البهجة والفرحة، وأحيانًا يكون مشروب ساخن ولذيذ كالقهوة كفيلًا بجعلك تعيد ترتيب أفكارك وحساباتك وحبذا لو كانت دون سكر مع قطعة شوكولا، مشروبي المفضل.
خلاصة الأفكار
من بين الآلام العميقة قد يولد شر مفرط أو خير مفرط، أو موت على قيد الحياة أو يولد إحساس مقنع يداري البؤس للحفاظ على الكرامة، كإحساس مسن مشتاق للمة أبنائه بينما يقابلون سؤاله عنهم بالجفاء والبرود، أو يحدث شرخ في الشخصية لتتحول إلى شخصية عدائية أو ضعيفة، الحزن العميق يقتل صاحبه ألف مرة في اليوم فليس من السهل تصنع السعادة وليس بمقدور أي شخص تغيير مشيئة الله ولكن بمقدور الشخص تجاوز المحن بتقبل المصائب والأقدار بقلب مليء بالإيمان وصبر جميل يرفع درجات المؤمن عند ربه.
تلك القواقع الزجاجية حمل ثقيل، فإن لم تكسر القوقعة وتمضي، ستجمع كل المواقف الصعبة وتجرها في طريقك اليائس وربما تدخل في حالة سبات مع أحزانك، ولا تستمتع بالإشراقات اليومية الكفيلة بتغيير أحوال العباد للأفضل، فالدعاء الخالص والتضرع لله -عز وجل- والرجوع إليه باب قد يفتح في أي لحظة لتطل منه على فرحك الأبدي.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,945
مقال حول الهموم والتعامل معها
link https://ziid.net/?p=96983