5 أنواع من القرارات التي نندم لاتخاذها
إنّ التفكير الإيجابي يدعم المرء ويساعده على التطور والنضج، حيث أنّ الندم على الفرص الضائعة، يحفز الناس لاغتنام الفرص الحالية
add تابِعني remove_red_eye 13,690
عادةً ما يشعر المرء بالندم عندما تكون النتيجة سلبية، أو يعتقد أنّ النتيجة كان من الممكن أن تكون أفضل إذا اختار شيئًا آخرًا. ويبدأ في لوم نفسه، لكن عندما ينظر إلى الأمر بإيجابية أكثر سيجد أنه قد اكتسب خبرة، ستساعده بلا شك في اتخاذ القرار الصائب في المستقبل، عندما يتعرض لمثل هذه الاختيارات من جديد. لكن مع ذلك يبقى الندم يطارده لفترة ما.
خمسة أنواع من القرارات التي نندم لاتخاذها
هناك بعض الظروف التي تُجبرنا على اتخاذ القرارات التي تشعرنا بالندم في المستقبل، إليك هذه القرارات ونتيجتها:
- القرارات التي تتسبب في فقدان شيء قريب: عندما يقترب الإنسان من تحقيق هدفه، وفي وقتٍ قريب ويفقده، كلما ازداد ندمه، فمثلًا عندما يفوت الإنسان قطارًا بسبب خمس دقائق فرق، فإنّ الأمر يبدو أسوأ عندما يفوته القطار بفرق نصف ساعة. أيضًا، في أغلب الأحيان نجد أنّ الحاصلين على الميداليات البرونزية أكثر سعادة من أولئك الحاصلين على القضية. في حالة اتخاذ المرء قرارًا يجعله يفقد شيئًا قريبًا، يزداد ألمه وندمه.
- القرارات التي تزيد من المسئولية: كلما كان تحكم الإنسان في الحدث كبيرًا، كلما زاد الشعور بالندم في حالة ما إذا كانت النتيجة سيئة. ففي مثل هذه الحالات، يكون المرء هو المسؤول الأول، فالقرار كان بيده وحده، إذا افترضنا أنّ هناك شركة أو مؤسسة بها مدير ديمقراطي يأخذ برأي الموظفين في صفقة ما، ويكون القرار النهائي خاطئ، لن يكون الأمر أكثر شدة من مدير مستبد، بيده مقاليد كل شيء وهو المتحكم الأول والأخير، والمسئولية الكاملة بيده هو وحده، عندها ندرك أنه هو المسؤول عن النتائج السلبية وحده. بعكس المدير الديمقراطي. وهنا يصبح الندم أكبر بمراحل عند المستبد.
- القرارات التي تُضيّع الفرص: عندما يراجع الناس حياتهم السابقة، ويجدون فرصًا ممتازةً قد ضاعت من بين أيديهم بسبب اختيارات خاطئة، يزداد الندم. لنعطي مثالًا بسيطًا، الطالب الذي يبقى على الإجابة الخاطئة حتى نهاية الامتحان، لا يندم بقدر ذلك الذي يتغير إجابته من الصحيحة إلى الخاطئة في نهاية الامتحان. يصبح الموقف قاسيًا، لا بد أنّ أغلب الطلاب قد تعرضوا له، وشعروا بالندم الشديد لاتخاذ القرار الخاطئ الذي ضيّع منهم فرصة الحصول على المزيد من العلامات.
- القرارات التي نتخذها من بين الاختيارات المتعددة: عادةً ما يرتبك الإنسان عندما يجد أمامه خيارات كثيرة ومتعددة، هذا بدوره قد يحفزه لاتخاذ القرار الأسوأ، حيث يحدث تداخل بين القرارات وقدرتنا على تبريرها وتكون النتيجة هي الندم وعدم الرضا عن الذات.
- القرارات المتعلقة بالحياة الاجتماعية: يشعر المرء بضعف عند اتخاذ قرارٍ بشأن حياته الاجتماعية مثل العلاقات الرومانسية أو الحياة الأسرية، بعكس القرارات الحاسمة التي يتخذها في العمل أو التعليم، حيث إنّ الأخيرة تحتاج العقل أكثر ويمكن تعويضها بعدة طرق، أما الأولى تتدخل فيها العاطفة، وبنسبة كبيرة تكون خطأ، مما يزيد درجة الندم.
أمثلة على القرارات التي ندم أصحابها على اتخاذها
في إحدى الدراسات أشار العديد من الناس إلى بعض القرارات التي أثرت بشكلٍ سلبي على حياتهم منها:
- تمنوا لو أنهم لم يتخذوا قراراتهم بناءً على آراء الآخرين: عندما يتخذ المرء قرارًا بناءً على ما يعتقده الآخرون، يحدث شيء من الاثنين، إما أن يدرس تخصصًا ويندم على السنين التي قضاها في الدراسة أو العمل في وظيفة لا تناسبه. أيضًا يفقد المرء ذاته لكي يُرضي الآخرين.
- تمنوا لو أنهم لم يعملوا بجد: لا شك في أنّ النجاح في العمل شيء جميل يسعى إليه الكثيرون، لكن في بعض الأحيان لا يستطيع المرء موازنة حياته الشخصية مع العملية، مما يضطره إلى التقصير في إحداهما وغالبًا ما تكون الحياة الشخصية، والنتيجة هي فقدان الكثير من اللحظات الجميلة مع من يحبون.
- تمنوا لو أنهم عبروا عن مشاعرهم: منذ الطفولة، يخبرنا من حولنا بأنّ إخفاء المشاعر دليل على القوة، لكن في الحقيقة هذا اعتقاد خاطئ ويؤدي في النهاية إلى تفاقم المشاعر حتى لا يستطيع الإنسان حملها بداخله، وتظهر آثارها السلبية فيما بعد. مثلًا، إذا كنت تشعر أنّ الراتب ليس كافيًا، لماذا لا تتحدث إلى مديرك بدلًا من الصمت الذي يخزن المشاعر السلبية داخلك. وفي النهاية تتأذى منها.
- تمنوا لو أنهم حافظوا على الصداقات القديمة: عندما ينشغل المرء في حياته المزدحمة، فغالبًا ما ينسى الأصدقاء القدامى، وبمرور الوقت يفقدهم إلى الأبد. بالرغم من أنّ وجودهم يجدد الطاقة ويقدم أفكارًا جديدة. لذا يُنصح بتوطيد الصلة بهم دائمًا. قد يشعر البعض أنّ هذا الأمر يمثل ضغطًا، لكن العلاقات التي تقوم على التفاهم والتقدير لا تمثل أي ضغط. إذا كان لديك أصدقاء جيدون، فحافظ عليهم.
- تمنوا لو كانوا سعداء: في ظل مشاغل الحياة، والهموم والتشاؤم، عادةً ما ينسى الناس كيف يبحثون عن السعادة. الجميع يعلم أنّ الموت هو النهاية الحتمية لنا جميعًا، أي إنّ الألم قادم لا محالة، فلمَ لا نستغل اللحظات ونحولها للحظات سعيدة؟ للأسف يدرك الناس هذا الأمر بعد فوات الأوان.
الندم واتخاذ القرارات الصائبة
عندما نتأمل في الندم، نجد أنه متعلق بشيء ما حدث في الماضي وكان التأثير سلبيًّا، وامتد أثره حتى الحاضر، وقد يمتد للمستقبل أيضًا. بالرغم من التأثير السلبي للندم، إلا أنه يوجهنا نحو اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل، وبالتالي تقل شدة ندمنا. ولا بد من أن يعترف الإنسان بأخطائه، واتخاذه القرارات الخاطئة التي أدت به إلى الندم، وهذه هي الخطوة الأولى للنضج وتجنب الأخطاء الأخرى في المستقبل.
إنّ التفكير الإيجابي يدعم المرء ويساعده على التطور والنضج، حيث إنّ الندم على الفرص الضائعة، يحفز الناس لاغتنام الفرص الحالية التي ما زالت بين أيديهم، يمكننا القول أنّ الندم يحفزنا على القرارات الصائبة في المستقبل، إضافة إلى أنه يُصقل خبراتنا في الحياة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 13,690
مقال هام وملهم حول اتخاذ القرارات
link https://ziid.net/?p=71472