قال الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك)
لهذا هل سألت نفسك يومًا “ما الذي تضيع أيامك فيه؟” هل هو عملٌ صالح؟ عبادة، تربية أطفال ليكونوا أسوياء، طلب العلم؟
هل تعلم فيما تقضي عمرك حقًا؟ وهل هذا ما تسعى إليه؟
في هذا المقال سوف أعرض عليك خمسة أسئلة قد تغيّر مسار حياتك للأفضل، وتغيّر من نظرتك للعالم ولنفسك أيضًا، فقط عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة وتُجيب عليها بصراحة.
السؤال الأول: ما الذي أحيا من أجله؟
قد يراودنا هذا التساؤل دائمًا بعد منتصف الليل، ولكن هل فكّرت في الإجابة عليه بصراحةٍ ووضوح من قبل؟! فإجابة هذا السؤال تحديدًا ستكون فارقة في حياتك، وإن لم تجد له إجابةً في ذهنك فابحث عن الإجابة بداخلك ولا تستسلم، فكلاً منا يحيا من أجل شيءٍ خلقه الله سبحانه وتعالى لأجله، واعلم أن إجابتك هي أول الطريق للنجاح والسعادة.
السؤال الثاني: ما هو هدفي في الحياة تحديدًا؟
قد يصاب العديد من الناس بالإحباط والفشل والتشتّت في أمورٍ عدة لعدم قدرتهم على الإجابة على هذا السؤال، ويدورون في دوائرٍ مغلقة دون تحقيق أي إنجازٍ يُذكر؛ لهذا عليك أن تحدّد هدفك في الحياة بوضوح، وكلما كان هدفك مميزًا كلما كان نجاحك واضحًا، فمثلاً الكثير يريدون أن يصبحوا أطباء وهذا هدفٌ شائع، أما إذا أردت أن تصبح طبيبًا متخصّصًا في الأورام فهذا هدفٌ واضح، لكن إذا أردت أن تصبح طبيب أورام لكي تجد علاجًا للورم الذي عانت منه جدتك ولم يوجد له علاج في العالم، فهذا هدف مميز.
إذن فإن كل ما تحتاج إليه فكرة واحدة واضحة ومعقولة.
السؤال الثالث: في ماذا أفكر معظم الوقت، في الماضي أم الحاضر أم المستقبل؟
قد تجيب الكلمات التالية على هذا السؤال: “سُئل حكيم ذات مرة: ما هو أكثر شيءٍ مدهشٍ في البشر؟
فأجاب: إن البشر يملّون من الطفولة فيسارعون ليكبروا، ثم يتوقون ليعودوا أطفالًا ثانيةً.
يضيعون صحّتهم ليجمعوا المال، ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة.
يفكرون في المستقبل بقلق، وينسون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل.
يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبدًا، ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبدًا.”
لذلك ركّز في الحاضر واصنع به المستقبل ولا تسجن نفسك في الماضي فتُضيع الحاضر والمستقبل، ولا تشغل نفسك بالمستقبل كثيرًا فتنسى أن تعيش الحاضر.
السؤال الرابع: ما هو الوقت الأفضل لتحقيق هدفي أو البدء في أي عمل؟
لقد أجاب على هذا السؤال “ليو تولستوي” حين قال: “اعلم جيدًا أنه ليس هناك إلا وقت واحد هو الأفضل، وذلك الوقت هو -الآن-”
لذلك ابدأ حالًا ولا تؤجّل العمل أو تحقيق الهدف، فإذا أجّلت أنت هناك غيرك ستكون له الفرصة ويبدأ الآن.
السؤال الخامس: كيف أحقّق هدفي في الحياة؟
أن أحد مبادئ النجاح هو الرغبة في النجاح ومعرفة ما الذي تريده بالضبط؟ فكلما كان هدفك محدّدًا كلما كان طريقك واضحًا، ربما يكون الطريق صعبًا، ولكن كلنا نعلم أن الراحة لا تأتي بالنجاح.
قد يكون هدفك هو التفوّق الدراسي، أو بدء عملٍ خاصٍ بك، أو إدارة المنزل بشكلٍ ناجح وتربية طفلٍ حتى ينشأ بشكلٍ سَويّ، كل هدف وله قيمته الخاصة عند صاحبه، ولحُسن الحظ أن طُرق النجاح قريبة من بعضها في أي مجال.
ولك عزيزي القارئ بعض النصائح التي ستساعدك على تحقيق هدفك:
- حدّد هدفك بوضوحٍ تام.
- حدّد الأشياء والمواد التي تحتاجها لتحقيق هدفك.
- ضع خطة مكتوبة بها الخطوات التي يجب عليك اتباعها لتحقيق هدفك.
- استعِن بالكتب والمتخصصين إن كنت لا تعلم ما الذي يجب عليك فعله بالضبط.
- عليك بالمثابرة والاستمرار لتحقيق هدفك.
وكما قال العالم “توماس ألفا أديسون”: إن الاختراع يجب أن يمُر بثلاث مراحل هي:
الأولى: مرحلة التخيّل والرسم.
الثانية: مرحلة تذليل العقبات والتنفيذ.
الثالثة: مرحلة التطبيق والاستمرار.
وبدون المرحلة الثالثة لا تتحقّق النواحي الإيجابية والفوائد المادية التي تجعل من الاختراع عملًا مجزيًا مربحًا قابلًا للنمو والاستمرار. الآن ابدأ بسؤال نفسك حتى تخرج من المقال بفائدة.
مقال مميز يُضيء لك خمسة أسئلة قد تغيّر حياتك.
link https://ziid.net/?p=21082