العثور على الجانب المشرق في الأوقات الحالكة
في حياة كل إنسان هناك جوانب مشرقة وأخرى مظلمة،يجب على كل شخص أن يعرف كيف يحول أحلك الأوقات إلى وقت إيجابي ومشرق ومثمر
add تابِعني remove_red_eye 5,200
الظلام والنور كلاهما معلمان عظيمان.. عندما كنت طفلة، كانت إحدى وسائل الترفيه لدى والدتي هي أن تذهب بي إلى المقبرة المحلية ونسير معًا بينما تقرأ والدتي المراثي على شواهد القبور. تعود أصول والدتي إلى النمسا ويبدو أن هذا كان جزءا من طفولتها فأرادت أن تنقله إلي. لقد كان أصدقائي يرون هذه الطقوس غريبة ولكنني لم أدرك مدى غرابتها إلا بعد مرور عدة سنوات.
عندما بدأت في التفكير حول منطقية هذه الطقوس أدركت أن والدتي كانت امرأه منغمسة في الجانب المظلم من حياتها في كثير من الأحيان. بينما كنت ووالدي متشابهين إذ كنا غالبًا نحاول إيجاد التوازن بين الجانب المشرق والجانب المظلم، والذي يشكل تحديًا في بعض الأحيان. لقد قيل إن العديد من السمات الإبداعية تستلهم في الأوقات الصعبة المظلمة، ولكنني وجدت أن الظلام الحالك يعيق الإبداع، وأن بذور الإبداع تثمر أفضل عندما يكون هناك توازن بين الإشراق والعتمة.
بشكل عام ، فأنا من الأشخاص اللذين يتشبثون بالجانب المشرق قدر المستطاع. ومع ذلك، فإن الشهر الماضي قد امتلأ بالعديد من اللحظات المظلمة في حياتي الشخصية وحياة العديد من أحبائي. وهذا حال الحب والخسارة؛ فعندما تأتي هذه الأحداث فهي تأتي بقوه على ما يبدو.
بعض الناس يتخطون اللحظات المظلمة بسهولة بينما البعض الآخر يميل إلى التلبّث في الظلمة. وهذا يجعلني أتساءل فيما إذا كان لهذا علاقة بإدراك الشخص واعترافه بجانبه المظلم. وقد يُنظر إلى هذا الجانب على أنه الحاضن لسماتنا غير المرغوب فيها أو تلك الصفات التي لا ندركها والتي قد تشمل الهواجس المظلمة كالتغلب على فقدان أحد الأحبة.
لقد قيل أننا لن نعرف النور قبل أن نمر في الظلام، ولكننا في الوقت نفسه يمكننا اعتبار النور والظلام معلمين عظيمين، فالنمو والتحول يولد من العبور بالظلام.
قال كارل يونغ أنه عندما ينشأ الضوء يتبعه نشوء الظل أو ما قد يسميه البعض “الظلام”. فلا يمكن لأحدهما أن يوجد دون الآخر. ووفقًا لعالم النفس التحليلي “أو اليونغي” روبرت جوهانسون (يطلق على علم النفس التحليلي أيضًا علم النفس اليونغي نسبة للعالم كارل يونغ)، فقد ذكر في كتابه الذي بعنوان “اعترف بجانبك المظلم“: هناك جواهر يمكن العثور عليها في الجانب المظلم، بمعنى أن هناك أشياء تتعلمها من جانبك المظلم، ولكن الكثير من الناس يقاومون الرغبة في استخراج هذه الجواهر.
نحن نُسخر جزءًا كبيراً من طاقتنا في التركيز على جانبنا المظلم وغالبًا ما نغفل الجانب المشرق في خلفية حياتنا. وهذا من أحد أسباب التركيز على التقارير السلبية أو غير السارة في الأخبار. فعند التركيز على الجانب المظلم من الأمور، نحن أيضا نثقل كاهل الآخرين بذلك. وباعتناق الأضداد في حياتنا نقوم باستغلال الجانب المظلم وهذه هي الميزة بالأمر. فالأهم هو أن تجد التوازن الصحي في كل شيء.
فيما يلي بعض الاقتراحات للحفاظ على التوازن في حياتك:
- كن ممتنًا وأعرب عن امتنانك
- تحلَّ بالصبر مع نفسك
- تواصل مع الآخرين
- اختر معاركك بحذر
- تحلَّ بالشجاعة
- كن يقظًا في جميع جوانب حياتك
- تحلَّ بالثقة التي تمكنك من قول “أنا أفضل من يقوم بذلك”
- احصل على دعم ومساعدة أصدقائك ومساعدة المختصين
- كن حذرًا من مقاومتك للتغير
- لا تخش من إبعاد السلبية عن حياتك
وبالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تضع باعتبارك الفرص التي توفرها لك الحياة. كن واثقًا من قدرتك على تحقيق التوازن بين النور والظلام. تعلّم أنه ليس من الضروري أن يتغلب الظلام على كل شيء في حياتك. ومن الحكمة أن نتذكر أحد دروس “آي تشينغ” والذي ينص على أن “المثابرة مؤشر النجاح”.
* المترجم: آي تشنغ دليل صيني كلاسيكي للتغييرات.
add تابِعني remove_red_eye 5,200
مقال مميز يساعدك في تحويل أحلك الأوقات إلى أوقات مشرقة وإيجابية
link https://ziid.net/?p=17196