هل التسامح يعني نسيان الأخطاء؟
حين تتخذ القرار بأن تتسامح أنت تتخذ قرارًا بأن تحرر نفسك من الغضب ومرارة الانتقام، البقاء غاضبًا لن يغير أي شيء مما حدث
add تابِعني remove_red_eye 460,350
التسامح يعني التخلي عن الغضب بعد أن يسئ إليك الآخر أو يظلمك، التسامح معروف تسديه لنفسك، لنفسك فقط، سواء كان الآخر يستحق أو لا يستحق هذا التسامح، أنت وروحك ونفسك تستحقون التسامح، تستحقون التحرر من كل الأشياء التي تشعركم بالاستياء وبالغضب، من المهم أن تتذكر ما حدث لك لكي تتعلم منه وتنمو وتنضج بشكل أفضل وأقوى، وهذا هو ما سنناقشه في هذا المقال، لكي نساعدك لتحيا حياة أكثر سلمية وإيجابية.. أن تسامح دون أن تنسى الأخطاء.
لماذا تتخذ قرار التسامح؟
1.اختر التسامح
حين تتخذ القرار بأن تتسامح أن تتخذ قرارًا بأن تحرر نفسك من الغضب ومرارة الانتقام، البقاء غاضبًا لن يغير أي شيء مما حدث، ولن يعاقب من أساء في حقك، الضغينة التي تحملها ستجعلك الخاسر الوحيد ولن تتمكن أبدًا من الخروج من الموقف بقوة ولن تتمكن كذلك من العيش بشكل إيجابي.
فالعيش في حالة الغضب المستمر ستجعلك تؤذي من تحبهم وتؤذي نفسك لأنك ستشعر دائمًا بالتشتت والانفعال والتوتر وستكون أضعف من أن تتعامل مع ضغوط يومك العادية، يمكن أن تنجرف للمبالغة في ردود الفعل تجاه الأشياء البسيطة كالانتظار في طابور السوبر ماركت أو التعامل مع الجيران أو مع طفلك الذي يسيء التصرف، سيصعب عليك أن تستمتع بحياتك لأنك تستهلك طاقتك في الغضب.
2. افهم التسامح
يخلط الناس دائمًا بين مفهوم المسامحة وهو العفو عن سلوك شخص ما أو التصالح وهو التصالح مع الشخص وأن تغفر له ويحدث ذلك حين تعمل أنت والآخر على تحسين العلاقة وتصليحها، الفكرة هنا أن التسامح لا يتعلق بالطرف الثاني مثل التصالح، الأمر هنا يتعلق بمشاعرك وبأفكارك التي قد تكون مدمرة.
3. تجنب النسيان
يقول المثل” “تزداد حكمة حين تتعلم من المحنة” وبالتالي نسيان الماضي والتظاهر بعد حدوثه يسلبك الحكمة، التفكير فيما حدث معك وكيف وقع عليك الظلم يعلمك عن الطبيعة البشرية والعلاقات، أنت تتسامح لكي تترك غضبك ولكن لا تنسى ما حدث، فالتسامح دون نسيان من أهم الأمور التي يجب أن تضعها في اعتبارك والتي ستعرفك بمن تثق وكيف تثق.
4. تحرر
إن قرار التسامح يشبه تحررك من سجنك الشخصي، لا شيء يمكن أن يمحو ما حدث ولن يتغير شعورك في وقت الظلم ولكن على الأقل ستتخلص من الآثار الجانبية العاطفية السلبية التي تعيشها كل يوم، التسامح هو اختيار وأنت وحدك القادر على اتخاذه؛ لذا عليك أن تعي أنك حين تتخذ قرار التسامح تسير نحو حياة أكثر إيجابية.
دليلك إلى التسامح مع عدم النسيان
1.تذكر ما حدث
يجب أن تتذكر ما حدث، أن تفكر في الظلم الذي وقع عليك، وأن تجعل الموقف المؤلم الذي مرّ بك أمام عينيك، ابدأ في التحليل لكي تعرف العوامل التي أدت إلى هذا الموقف، والأشياء التي جعلت هذا الموقف مؤلمًا بالنسبة لك، حاول أن تكون موضوعيًّا قدر الإمكان، كل هذا سيساعدك على مواجهة الخوف والغضب والأذى المرتبط بالموقف بدلًا من أن تدفنها بداخلك وتتجنبها.
لاحظ لغة جسدك أثناء تذكرك وابحث عن علامات التوتر، ما يحدث مع قبضة يدك أو فكك أو كتفيك، إن لاحظت أي علامة تدل على التوتر استخدم تقنيات الاسترخاء البسيطة مثل التنفس بعمق، ولا تتردد في الاستعانة بمتخصص لكي يساعدك على التأقلم أو التعامل مع الموقف الصعب.
يمكنك أن تشارك أو أن تكتب ما حدث معك، وأن تناقشه مع صديق تثق به، أو أن تتخلص مما كتبت، هذه الطريقة تساعدك للتعرف على ألمك وغضبك وجرحك لكي تتمكن من الاستمرار.
2. تعاطف مع من جرحك
أعلم أن هذا صعب ولكن أحيانًا يجب أن تضع نفسك مكان الشخص الآخر لكي تفهم مشاعره ودوافعه، يمكن أن تجد أن هذا الشخص يتصرف بدافع الخوف أو الألم أو أساء الحكم على الأمور، التعرف على الحالة النفسية والذهنية للآخر يساعدك في التخفيف من مشاعر الغضب لديك.
3. فكر بإيثار
يجب أن تعي أن كل الأشخاص تمَ ظلمهم من قَبْلُ، فكر في وقت تصرفت فيه بأنانية أو بغضب أو بطريقة مؤذية تجاه شخص آخر سواء كان صديقًا أو معلمًا أو شقيقًا أو حتى أحد والديك، ماذا حدث حينها؟ وما كانت دوافعك؟ وكيف أثرت أفعالك على الشخص الآخر؟ الآن تخيل كم كان متسامحًا معك، تذكر كيف كان شعورك حينها، هذا بالضبط ما ستفعله؛ ستسامح.
التسامح هنا هدية تقدمها للآخر، لا أقول أن تذهب إليه وتخبره أنك تسامحه ولكن على الأقل كن على وعي أنت بقرارك وستجد أنك تحررت من الغضب والاستياء.
4. أَبْدِي التسامح
أحيانًا يقع علينا الظلم من أشخاص مقربين لنا، لا نريد الاستغناء عنهم أو التخلي وتركهم من حياتنا، لذا حين تتخذ قرار التسامح أنت تتخلى عن الكراهية والحاجة إلى الانتقام إلى الشعور بالراحة وبالتالي لا بأس أبدًا أن تبدي تسامحك للشخص الآخر، سواء كان هذا بكلمة تقولها له أو حتى بكتابة خطاب تخبره فيه أنك لن تستهلك المزيد من طاقتك في الغضب.
5.تمسك بالتسامح
بعد أن تتسامح ستجد بعض الذكريات السيئة التي تهاجمك والتي ستجعلك تندم على التسامح، هذه الذكريات ستثير لديك الشعور بالكراهية والغضب وقد تجعلك تقدم على تصرفات غير صحيحة، هنا يجب أن تتمسك بالتسامح وتذكر نفسك لماذا اخترت أن تتسامح.
6. اكتب قصتك
نعم اكتب ما حدث معك في دفتر يومياتك، اكتب أفكارك السلبية ومشاعرك المؤلمة، واكتب أيضًا أسباب تمسكك بالتسامح والتزامك به، تدوينك لكل هذا سيجعلك تستبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، أنت بهذه الطريقة تدرب عقلك على الاستمرار في درب التسامح.
7.تعلم مما حدث
الآن لكي تتمكن من النمو عليك أن تتعلم مما حدث، تذكر ما حدث وتعلم العلامات التحذيرية التي يجب أن تتجنبها في المستقبل، فكر كيف كنت لتتصرف بطريقة مختلفة إن حدث معك موقف مشابه.
8. تجنب قمع ذكرياتك
يجب أن تتجنب قمع ذكرياتك، وقمع الذكريات يعني دفن الذكريات التي تتعلق بالأحداث السيئة بداخلك، وذلك لأنك حين تفعل هذا تحصل على آثار جانبية سلبية مثل القلق والاكتئاب، القمع من أبرز الأساليب التي يستخدمها الناس للهرب من الأمور السلبية ولكن للأسف ليس طريقة صحيحة أبدًا للتكيف بل أنه سيمنعك من التعلم مما حدث ولن تتمكن أبدًا من تجاوز الأمر مهما حاولت التظاهر بأن شيئًا لم يحدث.
9. التفاؤل
حين تتسامح دون أن تنسى تخلق لنفسك نظرة متفائلة وإيجابية، وحين تمتلك نظرة متفائلة وإيجابية ستتمكن من التعامل بشكل أفضل مع تحديات الحياة ومع الأشخاص والمواقف المختلفة، وتذكر أن التعامل من نظرة تشاؤمية يجعلك تميل إلى الاعتقاد أن القادم دائمًا هو الأسوأ.
10. اصنع معنى للمعاناة
في العالم المثالي لن تتعرض للأذى، ولن يخيب ظنك أبدًا، ولكننا للأسف نعيش في عالم بعيد عن الكمال، وبالتالي التسامح بدون نسيان يجعلك أقدر على مواجهة التحديات وأكثر مرونة وانفتاحًا على المشاعر الإيجابية، اختياراتك في المواجهة تحددك وتحدد الطريق الذي ستسير به، وبالتالي حين تزيل عن نفسك عبء المشاعر السلبية ستختبر عالمًا واسعًا من الاحتمالات وستصنع معنى للمعاناة التي مررت بها.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 460,350
إن كنت تبحث عن التسامح دون أن تنسى.. إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=75288