أتعلم قيمك العليا؟

إن معرفتك لقيمك العليا بحياتك يغيرها تمامًا. القيم هي التي تحركك نحو الحياة لذلك أنت بالفعل تعمل بها لكن إدراكك بها ومعرفتها عن قرب سيجعلك تفسر لماذا أنت تتصرف بهذا النحو تجاه حياتك؟ ألم تتسأل يومًا عمّا يحرك أو يدفعك لاتخاذ قراراتك؟ إنها قيمك الشخصية التي تتفرد بها عن الآخرين. فلكل منا قيم مختلفة عن الآخر ولهذه القيم القوة في التحكم بقراراتنا، لذا يقول الخبراء: اختر عشرة قيم مهمة بحياتك ثم اختر ثلاثًا منها ستكون هي الحاكمة وستكون بقية القيم داعمة لها.

كيف نحدد قيمنا؟

احضر ورقة وقلمًا واكتب القيم المهمة لديك لنفترض هنا:

1. الصحة.
2. السلام الداخلي.
3. النجاح.
4. المغامرة.
5. الإنجاز.
6. العلم.
7. التميز.
8. العائلة.
9. المال.
10. الإبداع.

الآن بعد ما كتبت ما هو مهم لديك قم الآن بترتيبها وفق أهميتها مع تعريفها بالنسبة لك. الصحة هي أن أحافظ على صحتي البدنية والنفسية وأهتم بهما من حيث الغذاء الصحي وممارسة الرياضة. أما النجاح فهو أن أسعى دائمًا باتجاه أهدافي بشكل منظم ومحدد.

هل لاختلاف قيمنا تأثير علينا؟

لنفترص أن العمل هو أهم القيم لديك وليست الصحة فأنت لن يكون عندك مانع في أن تعمل لفترات أطول بدون راحة. على العكس تمامًا لو اختار شخص آخر أن تكون الصحة في رأس القائمة للقيم الشخصية لدية. سيهتم بساعات العمل وسيتهم بساعات الراحة وأوقات الطعام ويقوم بممارسة الرياضة. بدأت تدرك الآن القيم وكيف تعمل، لكن هل القيم تؤثر في علاقتنا مع الآخرين كشريك الحياة والأصدقاء ولربما بيئة العمل.

نعم لها تأثير كبير

لنفترض مثالا لذلك، عندما تكون قيمتك الحاكمة أي القيم التي في أعلى القائمة هي المال لكن قيمة شريك حياتك الآخر هي المتعة والرفاهية سيحدث جدال دائمًا على قضية الاقتصاد بالمال، أنت تريد أن توفر وشريك الحياة يريد أن يستمتع بالمال حتى وإن كان ماله الخاص لن تتفقا سيظل أحدكما يحاول إقناع الثاني بنظرته، كلاكما على صواب لكن قيمكما تختلف.

وهنا نأتي لماذا قيمنا مختلفة عن بعض؟

نحن لم نعش في نفس الأسرة ولا كانت ظروفنا متشابهة ولم تكن نشأتنا وتعليمنا وبرمجتنا نفس الشيْ ولم نمر بنفس الأشخاص لذلك سنختلف طبعًا في قيمنا هذا شيء لا مفر منه. لذلك عندما نريد تكوين صداقات نبحث عن أشخاص يحملون نفس قيمنا لكي نستمتع ولكي نتشارك في الحديث عنها أو العمل عليها. لذا أغلب الصداقات المثمرة والعلاقات الجيدة تكون بسبب القيم المشتركة بينهم.

حتى في جانب الأعمال

عندما تعمل في عمل يتوافق مع قيمك العليا أنت سوف تستمتع حقًّا فيه وتؤديه بأكمل وجه أو المشروع الخاص بك فأنت سوف تعمل في شيء يتوافق مع قيمك لذلك ستبدع فيه حتمًا.

خمسة فوائد ستحصل عليها عند معرفتك لقيمك

1. ستفهم نفسك كثيرًا وتعرف سبب قيامك بأي شيء. سترى بوضوح الآن لم يعد هناك أي مكان للشك.
2.  ستفهم الآخرين ودوافعهم. ستكون منتبهًا للآخرين وتعرف لماذا يفعلون ما يفعلون وما الغاية من ذلك.
3. ستحسن علاقتك مع الآخرين. ستشاركهم قيمهم، سوف تشعرهم بأهميتها واحترامك لها بذلك ستكسبهم.
4. ستكون سعيدًا لمعرفة قيمك. شعور رائع عندما تعرفها ولكن ستعمل دومًا من خلالها فأنت الآن تعلم ما يسعدك وما يثير فيك الغضب. مثلًا، ستكون سعيدًا عندما تعمل بمكان يعمل بنزاهة وأمانة لأن من أولوياتك في قيمك الإخلاص، لكن ستغضب عندما ترى الغش أو عدم الأمانة في العمل.
5. سيكون اتخاذ قراراتك أسهل. فأنت الآن تعلم ما يدفعك وما أنت منسجم معه.

ها أنت اليوم تعرفت على سرّ كبير يمكن أن يغير حياتك عندما تتعمق فيه وتفهمه أكثر ستحدث لك نقلة بحياتك، عندما تبدأ في اختيار قيمك الشخصية وقيمك الاجتماعية وقيمك العملية وتعمل من خلالها ستكون سعيدًا أكثر ومنجزًا ومرتاحًا، فأنت تسير تحت قواعدك أنت. عندما بدأت أول مرة في فرز القيم الأساسية لدي ووضعها في قائمة وبدأت أعرفها بالنسبة لي وأفهمها واعمل عليها وجدت راحة كبيرة وسهولة في الاختيار وحتى متعة وانسجامًا ومرونة أكثر من قبل. يقال: إننا نصبح ما نفعله بتكرار، لذلك قيمتك هي أنت، بصورة أخرى كلما انسجمت معها كلما انعكس ذلك عليك.

إليك أيضًا

• 7 طرق لتحدي نفسك والخروج من منطقة الراحة
• كيف ساعدتني الكتابة الذاتية على اكتشاف نفسي وتجاوزي الصدمات؟
• ما تعلمته من سنواتي (العشرين): ابدأ بنفسك أولًا