هل تشعر بأنك راضٍ عن نفسك؟
إذا رضينا عن أنفسنا حقًّا وتقبلناها بكل ظروفها فسوف نرى الحياة بألوانها الطبيعية وسنمحو من حياتنا كل لوحات الأسود والأبيض
add تابِعني remove_red_eye 9,050
شعور يتملكنا وينهك أرواحنا، ويثقل كاهلنا، ومع الانسياق بهذا الإحساس نفقد روح الأمل. فالأمل روح الحياة، فإذا فُقِدَ فقدت معه الحياة، وأيضا ذلك الشعور يجعلنا نرى الدنيا من منظور ضيق يُصعب علينا العيش ويمحو ملامح البهجة والسرور من أعيننا. هل استوعبت ما هي هذه الحالة؟؟ أنه الشعور بعدم الرضا عن النفس! وعدم تقبل الذات!
تلك الظاهرة أصبح يعاني منها آلاف الأشخاص، تسبب للشخص حالة من الإرباك والتوتر والتشويش. من خلالها ندخل في استياء ونفور من كل ما يحيط بنا ونعيشه، ومع الاستمرار به نصل معه لأصعب مرحلة وهي مرحلة الاكتئاب ورفض الذات. وأنا أجدها من أصعب الأمور التي قد نواجهها في معتركات الحياة، فالإحساس ب (عدم الرضا عن النفس) شعورٌ كئيب يخط بفرشاته على وجوهنا ليعبث بملامحنا ويكسو باليأس وجوهنا، فالحياة كالشمعة المضيئة فإذا سمحنا لهذا الإحساس بأن يسيطر علينا، كمن يمر بأنفاسه على الضوء المنبعث من الشمعة ليطفئها ويطفئ معها كل ما هو جميل بالنسبة لك.
1 – ما الذي يدفعنا للشعور بهذه الحالة (عدم الرضا)؟
لو تعمقنا بدواخلنا فسنكتشف بأنها مجرد أسباب نفسية بحتة، ومشاعر سلبية تحوم فوق رؤوسنا كالطير الذي يحوم فوق عشه، لا يستطيع الابتعاد، وأنت هكذا لا تستطيع أن تُبعد كل تلك السلبيات من حياتك، أو مقارنات مع أشخاص آخرين لا ينتج منها إلا حالة من الإرباك في حياتك وتتلخبط لديك المفاهيم، حتى ترى الكون معاكسًا لك تمامًا وكأنك في عراك معه.
2 – ما هي العوامل المساعدة على اكتساب ذلك الشعور؟
درب الحياة يحمل مسالك كثيرة ومتشعبة ونحن نشق طريقنا بإحداها حاملين معنا كل الأحلام والأمنيات، ننتهز الفرص وكل ما أتيح لنعلو ونصبو لما نريد، فحينما يعاكسنا التيار ويهب برياحه العاتية علينا، يشل آمالنا وتفكيرنا، فنلقي اللوم على أنفسنا بكل ما يمر بنا من فشل، وأيضا ننتقد أنفسنا بمقارنتها مع الآخرين، بأن نراقب مسيرة حياتهم ونتتبع أي نجاح لهم أو ننظر لما يمتلكون، مما يشكل لدينا حالة من التشكيك بأنفسنا بأننا لسنا مؤهلين لننال مثل نجاحاتهم.
3 – ما هي المساوئ المحتملة من سيطرة ذلك الإحساس علينا؟
مجرد الانصياع والخضوع للشعور (بعدم الرضى عن النفس) يجردنا من الإحساس بالثقة بأنفسنا، ويزرع الشك بأي قرار نتخذه، ونخلق لدينا شخصية مهزوزة من الداخل، رافضة لكل ما لم يكتمل معها، متمردة على أي ظرف، صعب إرضاؤها، ينفر الآخرون منها من كثرة الشكوى، تزرع فينا الشك بقدراتنا وإنجازاتنا وتحضنا على عدم الاستمرار يصبح بيننا وبين أنفسنا عداوة وكرهه لكل ما لم يأت كما نريد، تحرمنا الشعور والاستمتاع بكل ما ننجز ونحقق.
4 – كيف نتخلص من تلك الحالة؟!
حتى نرضى عن أنفسنا يجب أن نرضى أولاً بكل ما تحمله الحياة لنا في جعبتها، فالحياة كالصندوق المقفل الذي يحمله المهرج معه، في كل مرة يفتح الصندوق ويضع يده به ليخرج الهدايا والألعاب للصغار، ترى شتى الألعاب ومختلفة عن بعضها، فنسمع بعد فترة وجيزة إلحاح بعض الأطفال والبكاء باستبدال لعبته لأنها لم تكن اللعبة المفضلة لديه، أو لعبة أحلامه، والحياة كهذا الصندوق، يحمل لنا الكثير من المفاجآت وعندما تعطينا الحياة كل ما نتمنى، نعلن الفرح والرضى عن أنفسنا، وحينما تفعل عكس ذلك وتعاندنا نحزن ونسخط على كل ما يحصل معنا، فيجب علينا أن نتقبل الحياة بحلوها ومرها، وأن نتحمل الضغوط ونستوعبها، بكل أشكالها إن كانت نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
وأيضًا نسعى للقناعة، القناعة والرضى بكل ما نملك وبكل ما لم نملكه، القناعة والرضى بكل ما نتخذ من قرارات ونتحمل نتائجها، القناعة والرضى بكل ما نحققه وننجزه، وأن نفرح لكل ما يغير حياتنا للأفضل، حتى لو كان شيئًا بسيطًا، وأن نضع التفاؤل داخل قلوبنا وأمام أعيننا دوما، فالتفاؤل بصيص أمل يبعث لك بالنور الذي يأتي من بعيد فلا ترهق نفسك بالتفكير في أمور لم تأت كما خططت وتمنيت، فأحيانا تتفاجأ بعواصف لم تكن بالحسبان فتوقف جانبًا!
واسمح لتلك العاصفة أن تمر من طريقك دون أن تسبب لك أي ضرر، ولكي تحمي نفسك أيضا من مخاطرها، فإن لم تفعل وقمت بمواجهتها، فهنا حتمًا ستتهوه بدوامتها وقد لا تعرف بوابة الخروج منها. فالسباحة مع التيار أسلم من أن تعاكسه، فإذا رضينا عن أنفسنا حقا وتقبلناها بكل ظروفها فسوف نرى الحياة بألوانها الطبيعية وسنمحو من حياتنا كل لوحات الأسود والأبيض.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 9,050
مقال يساعدك في معرفة إذا ما كنت راض عن نفسك أم لا!
link https://ziid.net/?p=101810