ما بين الخلاف والاختلاف: كيف نعبر عن اختلاف وجهات النظر دون أن يفقد الحوار قيمته؟
لا بأس أن نختلف ولكن لا بد ألا نترك الأمور تصل إلى درجة الخلاف، يجب أحيانًا أن ننظر بعين مختلفة للأمور وأن نفكر في وجهات الآخرين
add تابِعني remove_red_eye 67,988
تنشأ الخلافات نتيجة اختلاف وجهات النظر، وتبدأ المشاحنات والغمز واللمز بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية، وتحت مسمى “ليعرف كل شخص مستواه” قد تنشأ الفروق الاجتماعية، يجعلنا هذا الأمر نتساءل فعلًا:
هل ثقافة الاختلاف التي نعيشها في عصرنا الحاضر تشجع على الخلاف؟
في محاولة فهم موضوع الخلاف، لا بد أن نرجع لموضوع الاختلاف من حيث الفكر والعلم والبيئة والدين والمبادئ وأسباب الخلاف المتعددة، فنحن لا نختلف لأننا مختلفين فقط، بل لأن لدينا أفكارًا وثقافات متعددة نبني عليها أفكارنا ومبادئنا.
الخلاف.. هل يفسد للود قضية؟
نعم الخلاف قد يفسد الود، ويدمر الصداقة، ويتسبب في التفرقة إن اعتمد على التمييز والتفضيل والمقارنة والمفاضلة والسخرية، أقوال مثل: “رأيك لا يهمني.. من تكون لكي تنصحني.. انصح نفسك أولًا ثم أصلح الناس.. انظروا من ينصح” بل تطورنا وصرنا نقول: “من ينصحني؟ أنت؟! انظر لنفسك ثم تكلم”
قد تكون مجرد كلمات، لكنها ممتلئة بالسموم والتنقيص من الطرف الآخر، وقد تتسبب في معاداة الطرف الآخر بسببها.
لذا، مهما كان الاختلاف فيجب أن نمنع وصوله للخلاف حتى لا يفقد قيمته.
الاختلاف من أجل الخلاف فقط
بعض الخلافات تنشأ من العدم، تنشأ من لا شيء، وتبنى على افتراضيات ونظريات لا أساس لها: فهناك من يختلف معك لأن ثيابك لا تعجبه، أو لأن لون بشرتك “أغمق” من اللازم، ومن يختلف معك لأنك لا تختلف معه، من يختلف معك ليثبت لك أنه أفضل منك في عملك، أو لأنك مقرَّب جدًّا من أحدهم (على عكسه!)، وهو الاختلاف بسبب الحسد والحقد والكره.
الاختلاف من أجل إثارة الجدل حول موضوع الخلاف
البعض يتصيد أخطاء وعثرات الآخرين ليثبت للجميع أنه عكس ما يعتقدون فيخرج من فترة لفترة “بهشتاغ Hashtag” للتحريض، وحينما نعود لأصل “التغريدة” نجد أنها مقتبسة من موضوع آخر، أو أنها قيلت من سنوات لسبب مختلف وتم تحويرها لخدمة غرض سيء!
الاختلاف بسبب المعتقدات الدينية
نعيش في مجتمع متدين ومنحاز لمذهبه، فالكلمة بألف معنى والفتوى يعاد تفسيرها لتتوافق مع أهواء البعض، فالخلاف تجاوز الكلمة والمذهب وأصبح الحريص على دينه متهمًا بالإرهاب، وصاحب الديانة والمذهب المختلف هو العدو!
فتحتَ شعار “الاختلاف” صُنِع خلاف طائفي عقائدي بسبب الديانة أو المذهب. فمهما كان الاختلاف بالمعتقدات الدينية فنرجعها لأهل الاختصاص والعلم أو للكتب السماوية المقدسة، أقوال مثل: “هذا لا يمثلنا، هذا كافر، هذا شيعي، وهذا سني” قد تتسبب في العداوة والبغضاء بين فئات المجتمع، فالخُلُق هو معيار التفاضل دائما.
كيف نعبر عن اختلاف وجهات النظر دون أن يفقد الحوار قيمته؟
استمع جيدًا للآخرين، افهم معتقداتهم وأفكارهم قبل أن ترفضها، فهناك أفكار قد لا تفهمها فتهاجمها، وحينما تفهمها جيدًا تتفق معها
- قد لا أتفق مع كل ما تقوله ولكن أتفق مع بعض ما تقول: لا تختلف لمجرد الخلاف، أعطِ الموضوع حقه كاملًا من كل الجهات، افهمه جيدًا ثم ناقش ما فهمته.
- ليس شرطًَا لصداقتنا أو علاقتنا أن أتفق معك في كل ما تقول.
- رأيك مختلف عن رأيي، لذا ليس من المهم أن نتفق على نفس الفكرة، بل من الجيد أن يكون هناك رأيان مختلفان في نفس الموضوع.
- وجهة نظرك قد تكون صحيحة ولكن قد تكون خاطئة أيضًا، توقف عن الانحياز لشخص لا تتفق معه، فالإنحياز يعني أن توافقه فيما يقول حتى وإن كان على خطأ.
نصائحي الاخيرة لك
- إذا أردت معرفة الحياة جيدًا استمع ناقش وافهم.
- لا ترفض النصيحة بسبب أصحابها فأفضل النصائح التي تأتيك من الأشخاص الخطأ.
- لا ترفض النصائح لأنك سمعتها من قبل أو عملت بها ولم تنجح معك، فربما النصيحة لم تناسب مواقف معينة ولكنها تصلح للموقف الذي تمر به الآن.
- لا تقابل آراء الآخرين بالتهجم والسخرية، فقد تكون آرائهم مختلفة عنك ولكنها مفيدة لك أو لغيرك.
- لا تتمسك برأيك بقوة فقد تكون مخطئًا ورأيهم صحيحًا.
- كن منفتحا للأفكار الأخرى ومتقبلا لها.
بين الخلاف والاختلاف حرفان يغيّران المعنى حسب وقوعهم في الكلمة أحدهما يصعّد الموقف “الخلاف” والآخر يحلّ الموقف “الاختلاف” وأسوأ ما قد يحدث أن يتفق الخلاف والاختلاف في جملة فيتصاعد الخلاف بسبب الاختلاف فيتفقان على أن لا يتفقان.
add تابِعني remove_red_eye 67,988
حتى لا يكون الاختلاف سببا للخلاف كتبت هذه المقالة
link https://ziid.net/?p=47861