تفاصيل رحلة بحثي عن ذاتي الحقيقية
البحث عن الذات من أهم الأمور التي تساعدنا في اكتشاف هويتنا الحقيقية وبالتالي تحديد ما نريد في الحياة بكل دقة
add تابِعني remove_red_eye 38,075
بداية الرحلة وقتما قرأت كتاب أسرار العقل الباطن ولفت انتباهي محتواه وشغل تفكري، و في يوم وجدت نفسي أكتب في دفتري رحلة البحث عن الذات.
كنت في العام الأول في الجامعة، كان ذلك الموقف بداية شعور لا أفهمه ولا أصفه إلا بالتوهان، حينها كنت أجد نفسي أفر من الزحام إلى داخلي.. أسرح وأتامل الناس والمكان وأفكاري، ويبدو علي وكأنني شخص تائه، أعتبرت نفسي أجهز للرحلة بالمعلومات، لكن المشكلة أنني كنت أنتظر إجابات اسئلة ليست واضحة! ولذلك لا أعلم ما النتيجة التي سترضيني، كان يلازمني شعور أنه لا يوجد وقت لإضاعته، لتعرف ماذا فعلت لأجد أجاباتي استمر في القراءة.
محاولات اكتشاف عقلي الباطني
في البداية، ومع علمي أن اعتقاداتي نتاج أفكار مخزنة في اللاواعي أصبحت أسعى لأكتشف أكثر وأعيّ ما يحركني: هل هو أصيل في شخصيتي أم نتاج تربيتي؟
تملكتني الحيرة حول شخصيتي الحقيقية، وشعرت أن صفاتي ما هي إلا مزيجٌ من صفات شخصيات كثيرة.
الغرق في التحليل
عيب يلازمني في رحلة الاكتشاف عن أي شيء، أسئلة كثيرة (لماذا وكيف ومتى)، بإدراكي لذلك العيب انه يمنع وصولي للحقيقة، وبوعيّ لضرورة تقبل عيوبي، بدأت محاولات النجاة من ذلك الغرق وتنظيم تفكيري ومراقبة نفسي.
مشاهده الفيديوهات
اشتركت في قنوات اليوتيوب تدور حول التطوير الذاتي والوعي الذاتي وعلم النفس وملخصات الكتب والتجارب الملهمة، وكأنني أشحن عقلي للتغير.
قراءة الكتب
أخذتني الكتب لعالم اكتشاف نفسي، فما الذي قرأته؟
كتب التنمية البشرية
لفتت نظري كتب ابراهيم الفقي -رحمه الله- والكتب المترجمة لكُتاب عالمين في المجال، كنت أدوّن الملاحظات طيلة الوقت، ومع الوقت وجدت نفسي أجمع المعلومات وكأني أخزنها لوقت ما سأحتاجها، فقط لا أعلم متى! لم أكن أطبق الكثير، وهو ما كان يُرهقني، لأنني أغرق في الكتب و الأثر ليس كما أتوقع أو كما وعدني غلاف الكتاب!
كتب علم النفس
مع الوقت اطلعت على كتب علم النفس لأجد إجابات عن اسئلتي في اكتشاف نفسي، والوعي أكتر بأفكاري.
بدأت بكتب علم النفس الإيجابي، وكانت البداية مع مصادفة إهداء صديقتي ليّ كتاب بعنوان كيف تصبح إنساناً؟ .. ما بعد التنمية الذاتية للدكتور شريف عرفة. والذي أثبت لي أن علم النفس الإيجابي هو الترجمة المثبتة علميا ً لكتب التنمية البشرية.
كتب التحليل النفسي
كتب د.محمد طه نقلتني لمستوى وعي مختلف، بدأت بكتاب الخروج عن النص. كان أثره قويًا وكأنك فتحت الضوء في عين شخص نائم في الظلام! وجدت نفسي أبكي رهبة وفرحًا بما أكتشفت، تغيّر تعاملي مع نفسي، فصرت أحتفل إحتفال سنويًا خاصًا بيّ بيوم قراءتي للكتاب، والذي أعتبره خطوة ونقلة في رحلة الوعي.
حضور الدورات التدريبية
استعنت بمواقع الدورات كموقع “إدراك” كنت أختار عناوين دورات العقل الباطن، والذكاء العاطفي وغيرها من دورات التطوير وعلم النفس والتنمية البشرية والمحاضرات التفاعلية.
وبفضل الله، رزقني سبحانه بمدربة أعتنت بي وشجعتني، وفاضت وجادت بكل ما يفيدني وزرعت داخلي العقلية الإيجابية. ثم أنتقلت في رحلتي لمدرب زرع الجديد وفتح أبواب العلم في فترة الكورونا، فجعلها من أكثر الفترات المثمرة في حياتي، وكانت النتاتج مرضية بالنسبه لي لأنه كان يركز على التطبيق بشكل كبير وهذا ما كان ينقصني. خلال تلك الفترة (فترة الكورونا) فتح الله علي بوعي جديد ونقلة نفسية جعلتني أرى نفسي والحياة بشكل مختلف، و رافقتني في تلك الفترة دورة تدريبية جديدة بدأتها على الانترنت. كان ذلك المدرب وفريقه مصدر للدعم والإلهام، فكان وكأنه يضع عناوين و يجمع الأفكار لرحلة الوعي.
تغير المسار
أصبحت لا أبحث عن ذاتي فحسب، بل أحاول اكتشاف مساحة كبيرة من التقبل لأي شيء. كنت أغرق في التفاصيل المهمة فقط ثم أنظر للصورة الكبيرة، بدأت وعي التطبيق بدل التجميع لأكبر كمّ، فمعلومة واحدة أطبّقها وتغير في شخصيتي أفضل من ألف معلومة أكتفي بتدوينها على دفتري الجميل.
ما تعلمته من رحلتي حتى الآن
- لتجد إجابات لا تسأل سوى مختص وموثوق، إياك أن تعتمد على عقلك فحسب.
- إذا كنت دائمًا على صواب.. فأنت مخطئ!
- التوازن في جوانب الحياة هو مفتاح النجاح.
- ابحث عن القيم الأصلية التي أكتسبتها والتي تحركك لتقرر ما تغيّره، ويفضّل الاستعانة بخبير ومختص لتختصر الطريق نحو الصواب.
- من الطبيعي أن أكتسب من بيئتي، وأتقمص ما يعجبني إلى أن أصل لمرحلة أختار فيها ما يتوافق مع قيمي من كل شخص. في النهاية ستتكون شخصيتي الكاملة، وأنا من يقرر هل أحتاج لإجراء تعديلات فيها أم لا.
- وعيك لن ينمو إلا بالتجارب، فلا تتوقع من القراءة والدورات التدريبية -دون تجربة وتطبيق- أي تغيير، اللهم سوى متعة القراءة والتعلم!
- إذا اكتشفت أنك في الطريق الخطأ وخِفت من العودة، فلا تتوقع سوى الخيبة كنتيجة!
- الصُحبة تؤثر في أفكارك ولذلك اختر صحبتك بعناية.
- الغرق في التفاصيل لن يزيدك إلا غرقًا، الصوره الكبيرة بها الحقيقة أيضًا.
- الاتصال بخالقك سيوصلك لروحانيات ودعم وقيم أصيلة وستصل لحيث السكينة.
- صحتك النفسية أولاً، ولذلك تعلّم كيف تحب نفسك.
- الخوف شيء طبيعي فلا تجعله يشل حركتك.
- لن تصل لأي شئ إذا سألت السؤال الخاطئ، وقتما تسأل السؤال الصحيح تختصر على نفسك الطريق.
- الضحك والمرح ليسا مضيعة للوقت.
- عيش اللحظة يحتاج مجهودًا عظيمًا، ولكنه يستحق.
- التقبل لأي شئ مفتاح للسكينة.
- في تقبل إنسانيتك راحة، ونقصد العيوب قبل الميزات.
- لا يوجد شئ مثالي، لأننا لسنا في الجنة! فلا تبحث عن حلول وإجابات مثالية في الحياة الدنيا.
- في رحلتك ركز على السعي بوعي، فما النتائج إلا رزقٌ من الله.
- الوعي الذاتي بداية التغيير.
- ليس كل ما تعلّمته أصبحت تعلمه إلى أن تطبّقه.
- يوجد سلم للوعي بالخبرات والتعلم تتدرج عليه.
- أن تتعلم كيف تشعر بالامتنان، يعني الوصول للسعادة غير المشروطة والرضا.
في النهاية
أشكر الله علي الرحلة و وعي التغير، وأذكّر نفسي وأذكركم بأننا لسنا أبطلًا خارقين. فلا تنسبوا الفضل لأنفسكم فقط في أي إنجاز، ولا تنسوا البيئة الداعمة من أهلٍ وصُحبة ومعلم أمين، وقبل كل شيء: توفيق الله.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 38,075
تجربة ملهمة للبحث عن الذات
link https://ziid.net/?p=72714