هل يخبرونك أنك عانس؟ أخبريهم عن مزايا العنوسة
تعيش مئات الفتيات في وطننا العربي في ألم وقلق بسبب الاتهام بالعنوسة،دعونا نغير أفكارنا ونغير المجتمع لنحيا جميعًا بسعادة وثقة
add تابِعني remove_red_eye 78,040
حسناً بداية هل يبدو هذا سيئاً؟ تشعرين أنه لا يمكن لشيء أن ينوب عن العنوسة، الصفة لوحدها سيئة اللفظ والهيئة، إنها مرحلة وليست عنوسة. ولكن هل فكرت يوماً أن تساعدي نفسك بالبحث عن مزايا المرحلة التي أنت بها، لا تقولي لي أنك لا تساعدين نفسك، أو أنك لا تجدين حلولاً لمشكلتك، هذا ليس جيداً، إن لم تساعديها فلا أحد سيساعدها، الناس مشغولون باهتمامتهم قد لا نكون محظوظين بالحصول على أشخاص يعرفون ألماً نمر به. هذه طريقة مجربة… أرجو أن تسمعينني حتى النهاية… :)
3 مزايا غير متوقعة لمرحلة العزوبية قد لا تعرفين قيمتها
1- لديك وقت، هذا المكون الذهبي:
أنت لا تعلمين كم هو ثمين هذا الوقت، تعالي نعد سوياً: وقت للاهتمام بالنجاح المهني، وقت للسير وراء أحلامك وتحقيقها، وقت للقيام بالمشاريع والمخططات، وقت للقراءة والثقافة، وقت للتعلم، وقت للرحلات والاستكشاف، وقت للأصدقاء، وقت لأخذ الفرص وتجريب المغامرات، وقت للراحة، وقت للاهتمام بمظهرك، أوقات كثيرة جداً…
أما في الحياة الزوجية الكثير من الأشياء ستأخذ من وقتك، الزوج سيأخذ من وقتك لكي تهتمي بأمور لم تكوني تحجزين لها وقتاً سابقاً، أهل الزوج سأخذون من وقتك عن عزومات الغداء التي ستقومين بردها، وعن ضرورة الزيارات، وضرورة إحضار الهدايا، وضرورة الاهتمام بالمناسبات وكل هذا، المشكلات البسيطة مع الزوج وأهله ستأخذ من وقتك، الأطفال سيأخذون الكثير جداً من وقتك.
لا يغريك كل هذا؟ حسناً قد يتأخر الإنسان في تقدير نعمة قبل فقدها. ما الذي يمكن للإنسان فعله إذاً في هذه المرحلة؟ أن يستثمر كل دقيقة في مرحلة وفرة الوقت لإنجاز تلك الأمور التي تخصه، وليتذكر أنه ربما لن يملك سوى سنتين أو ثلاثة ليقوم بها قبل الانشغال بحياة جديدة.
أتذكر مرة كان لدي شهران قبل دخولي للعمل كطبيبة، كانت هي الفترة الفارغة ما بين انتهاء سنوات الكلية وقبل البدء بالاختصاص الطبي، كنت عازمة على مشروع ما، وكان معي رفيقة، كنت أشدد عليها كثيراً في العمل وهي تطلب مني أن أهون قليلاً فأخبرها أني على وشك بدء عملي كطبيبة، وأن علي الانتهاء من هذه الأمور سابقاً، فكانت تقول لي أن بداية العمل لن تنهي العالم وسيستمر المشروع، كان حديثها أحياناً يدور لدي وأن العمل لن ينهي العالم، ولكن ما إن بدأت حتى بدأ الانشغال وبدأ يتأجل المشروع مراراً وتكراراً وأصبح سيره بطيئاً، سعيدة لأني لم أستمع إليها ولكني مستاءة للتفريط أحياناً ببعض الوقت على سعيي في استثماره.
ليس مقنعاً ذلك الذي يقول لك أنه يمكنك فعل كل شيء والتوفيق بين كل شيء، هذا غير منطقي نهائياً، إن إدخال أي شخص في حياتك سيأخذ حيزاً من وقتك والأهم تركيزك، التركيز عنصر هام، قد يتوفر بعض الوقت أحياناً فيما بعد ولكن أين التركيز مع التشعب وكثرة الانشغال، وإن أي إبداع أو عمل يحتاج تركيزاً كبيراً ودأباً.
يصل بعض النساء المتزوجات إلى مرحلة من العمر يشعرون أنهم لم يتركوا وقتاً لأنفسهم، لشيء يسعون له لشخصهم هم، لذا فإن هذا الوقت الذي بين يديك ثمين.
2- لا مسؤوليات:
الإنسان الذي لا يريد تحمل المسؤوليات سيء؟ نعم ربما، ولكن هذا لا يعني ألا نستثمر مرحلتنا الخالية من المسؤوليات، لأن المسؤوليات تأخذ من حياتنا وتفكيرنا وجهدنا. لا مسؤوليات منزلية كبيرة مثل تأمين الطعام للزوج والأولاد، أو شراء ملابس العيد للعائلة، الاهتمام بالرضيع وحاجاته ومرضه، لا مسؤوليات تدريس الأولاد والاهتمام بتعليمهم، لا مسؤوليات زوج وطلباته منك وكذلك أهله.
لا مسؤوليات بالاهتمام بشخص آخر سواك، سوى أداءك في العمل، سوى الشركة القوية التي تريدين التقديم عليها، سوى المشروع المجتمعي الذي تحبينه وغير ذلك. تقول إحدى السيدات المتزوجات مرة إن مرحلة الطفولة هي مرحلة الأخذ دون عطاء، ومرحلة الزواج مرحلة أخذ وعطاء، أما مرحلة الأولاد هي مرحلة عطاء دون أخذ، فالأولاد يأخذون كثيراً منك قبل أن يكبروا ويصبحوا أشداء، ويغلب عليهم عدم تقدير كامل جهدك.
3- الحرية:
تستطيعين فعل ما تريدين، لست مقيدة بأحد، برأي أحد بما يجب أن تفعلي، أو بما يجب على الأسرة أن تسير به الآن لضرورة ما، أو التضحيات المفترض تقديمها حالياً، أو مقيدة بوقت نومك أو طعامك أو ذهابك للنزهة، الحرية في الكثير من عاداتك ورغباتك وطريقتك في الحياة دون تدخل، حرة في الطرق التي تودين تجريبها، والطريقة التي تودين العيش بها، والأهداف التي تريدين تحقيقها.
حرة بادخار مالك وصرفه كما تحبين، حيث تجدين القدرة على ادخار المال بشكل أسهل من بعد الزواج، الحرية من رأي أهل الزوج بك وبما يجب أن تفعلي لهم، وما يجب أن تكوني عليه، حرة من المشكلات والمشاحنات التي قد تحدث.
في الختام، ترى هل أحاول في هذا المقال إنكار تأخر الزواج عليك أو إنكار حزنك أحياناً أو ألمك؟ لا ليس كذلك، أريد أن أجعلك تجربين استثمار مزايا المرحلة التي أنت فيها الآن، إنها مليئة جداً بالألماس والذهب، مليئة بالسعادة والنجوم البراقة والفوضى والحماس، ستثمر حياتك عندما تملأينها بهذه الأمور، هذا ليس تشجيعاً على ترك الزواج ولكن تشجيعاً على فعل شيء عادي نفعله في هذه الحياة أننا نعيش المرحلة التي نحن فيها.
ما أكتبه لا أقصد فيه التخفيف عن الألم، لا أدري لماذا أشعر أن الطرق التي تخفف الألم غير مجدية، تضيف هذه الطريقة سعادة وليس تخفيف ألم، تضيف ثقة وعزيمة، فحينما تأتي لحظة الألم تأتي بعدها بيوم أو عدة ساعات لحظة سعادة، فيعيشان معاً ويتسامران سوياً.
لا توجد في هذه الحياة مرحلة فيها مزايا مطلقة وعيوب معدومة، ولا عيوب مطلقة ومزايا معدومة، إنما بعض المزايا وبعض العيوب، في هذه المرحلة وفي التي تليها، وكانت في التي قبلها.
أشرقي بحب، أضيئي إبداعاً وأملاً، ثقي بنفسك، أزهري في أرضك.
add تابِعني remove_red_eye 78,040
مقال يتناول قضية العنوسة وكيف يمكنك الاستمتاع بكل شئ في حياتك
link https://ziid.net/?p=43236