“الكثير من الأصدقاء ولكني في الحقيقة وحيد” أجادلك في هذه المقولة!
الشعور بالوحدة صعب ومؤلم، استغل التكنولوجيا والعصر وحدد أهدافًا لنفسك لكي تنسى تلك المشاعر السلبية وتعش حياتك بسعادة
add تابِعني remove_red_eye 77,790
أقرأ هذه المقولة للعديد من الأشخاص، أسمعها أحياناً، هناك لديه الكثير من الناس ولكنه وحيد، لا يعرف أحد ما يدور بداخله من ألمٍ وحرقة، هو وحيد في مواجهة صعابه، ومكابدة آلامه. يشكو يلوم الآخرين، يشكو لأنه يرى أنه يستحق اهتماماً أكثر أو احتواءً أكبر.
أجادلك في هذا ضمن 5 نقاط
1- الكثير جداً لديه نفس الوحدة التي تذكرها
إذا كنت تريد أن تسميها وحدة فإن الكثير لديه الكثير من المعارف والأصدقاء ثم يختبر آلامه لوحده، وما المشكلة في ذلك؟ كيف يجب أن تكون الأمور إذن؟ الجميع يكابد آلامه، وكل شخص لديه ما يكابده.
الجميع لديه لحظة يريد أحداً أن يسمعه أكثر، أن يخفف عنه ألماً يعتصر عليه الآن، وهناك الكثير ممن لديهم نفس الشعور، فلماذا هم مذنبون لأنك تصف ذلك بالوحدة، ولماذا يجب أن تكون غيرهم، هل ترى نفسك مميزاً ويجب أن تسد كل احتياجاتك؟، وكيف لإنسان أودع الله فيه كل تلك القدرة على التكيف والتحمل والمكابدة والسعي والعمل والإبداع ثم لا يستخدمها في معالجة أمور مثل هذه.
من أروع ما تعلمته عن جسم الإنسان في الطب أن لديه احتياطي كبير وقدرة تحمل مذهلة، نستطيع العيش بدون الكولون وبدون نصف الأمعاء الدقيقة، وبدون طحال وبدون زائدة دودية وبدون رئة كاملة وبدون ثلثين الكبد وبدون اللوزات وغيرها، هل تعلم أننا نستطيع أن نستأصل مثل هذه الأعضاء عندما يحدث لها مرض؟.
2- لأنك تنظر من نافذة نفسك وكيف يتعامل معك العالم
انظر للحظة في شارعٍ مزدحم وأنت تمر فيه، تأمل كل هؤلاء الناس، كل هؤلاء المارين، كل هؤلاء توجد في داخلهم احتياجات، الشارع مليء بالمحتاجين، الشارع يعج بالاحتياجات، كل واحدٍ لديه قسم منها ويمشي يسعى يسدها، يفلح في سد بعضها ولا يفلح في أخرى، في أثناء مسيره قد ينقص وعاءه من مكانٍ آخر كان مسدوداً فيتولد لديه احتياج جديد وهكذا، ونمضي نحن البشر في هذا الكوكب نأخذ من وعاء الآخرين لنملأ وعائنا ويأخذون من وعائنا إلى أوعيتهم، نعطي ونأخذ لنسد احتياجاتنا.
الشاب يخطط للزواج، والأب يخطط لفرصة عمل جديدة، والحزين يحتاج إلى دعم، وأحدهم يحتاج هذه اللحظة إلى طعام، وآخر إلى جوال جديد، وآخر إلى كلمة مدح من شخص عزيز، وآخر يرى الشيب فيه ويفتقد الشباب وكثير جداً من أنواع الاحتياجات.
أنت تشعر بالوحدة وهذا انعكاس لاحتياج أنت من يجب أن تحدده، ما أحاول قوله لك أن نوع الاحتياج هذا الذي لديك هو فقط ربما مختلف عن نوع احتياج آخر لشخص آخر ولكن الجميع يتساوى بفكرة أنه يحتاج.
أنت تنظر إلى العالم من نافذتك، أنت مهتم بسد احتياجاتك وهذا واحد منها، والفشل في ذلك يلقي التهمة على الآخرين لعدم سماحهم لك بملأه لأنهم سيئون؟، هم أيضاً يحتاجون احتياجاً هو ربما نفسه احتياجك أو غيره ويفكرون كيف يسدون احتياجاتهم، أنت لست مختلفاً عنهم وليسوا هم مختلفين عنك، إن تهتمك قد تكون ملقاة عليك كما قد تلقيها عليهم.
هل تتصل وتتفقد من هو وحيد الآن ويحتاج إلى أحد ليسمعه بدون نقد أو تعيير أو تنقيص أو إبداء كم هو ضعيف وأنت قوي، هل ستفكر من ربما يحتاج إلى ذلك الآن؟
3- ماذا تريد غير التخلص من الوحدة؟
كيف يجب أن تكون الأمور لكي لا تصف ذلك بالوحدة، كيف يجب أن تتغير الأحوال لكي تكون راضياً، كيف يجب أن يكون الآخرون كي لا تكون وحيداً، أن تشكو لهم حاجتك للمال ثم يأخذون ذلك على عاتقهم ويمدوك بالمال كل فترة؟.
أن تشكي لهم أن زوجك لا يقدرك ثم يقومون بمحادثته وإيقاف ذلك، أو يقومون بتحضير اجتماعات الأصدقاء دائماً ومدحك أمام الجميع لكي يخفف ذلك من شعورك بقلة التقدير.
هذا يبدو جميلاً إذا فعل أحدهم مثل هذا المعروف ولكنها ليست القاعدة، يسهل على الناس عموماً العطاء الآني ويصعب عليهم العطاء المزمن، يسهل عليهم مثلاً الاتصال بك عند مرض أحد أهلك ولكن يصعب عليهم المواظبة على الاتصال أو الزيارة أو تقديم المعونة لوقت طويل، لذا كان أفضل الأعمال أدومها وإن قل.
هذا التقنية تساعدك على رسم صورة الحل، كيف بالضبط يجب أن تكون الصورة المعاكسة وكيف تبرهن أنها الحل، وهل حدث هذا الحل في السابق، هل أنت متأكد أن سماع الأشخاص إلى ذلك الوحيد الذي هو أنت ودعمهم له سيحل شعوره هذا؟.
4- ليس الكل مناسبًا لسد احتياجاتك
لا يصلح سؤال مهندس كيف يعالج مرض الكوليرا، لأن هذا الشخص لا يصلح للإجابة عن هذا السؤال، وكذلك فإننا نحن البشر نجد الراحة عند أشخاص، والحكمة عند أشخاص، والعلم الاقتصادي عند أحد آخر ولكن في نفس الوقت قد لا نجد عنده الراحة، والسكن عند آخر، والاستماع والتفهم عند آخر، وهكذا إلى آخر قائمة الاحتياجات، قد نجد الراحة عند شخص مثلاً لا يجد آخر الراحة عنده وهكذا، إنها سلسلة معقدة.
لا يصلح أي شخص لسماع شكوى واقتراح الحلول لها، كما قد لا يكون مناسباً لتلك الشكوى بالذات، الأمر يحتاج إلى حكمة.
من الجيد اليوم في عصر الإنترنت أنت تستطيع الوصول إلى عدد أكبر من الخبرات والكفاءات والتجارب، يمكنك دائماً أن تبحث عن من يشاركك مشكلة ما، وتقرأ له وجهته وكيف وصل إلى حل وهكذا.
5- أخبرني متى ترضى؟
أخبرني كيف يجب أن تكون الحياة حتى ترضى، ألن يوجد يوم لا تشعر فيه بالنقص، من قال أنك في الدنيا ستسد كل احتياجاتك، قانون النقص هو أحد قوانين الدنيا، لا شيء فيها كامل، ولن تكون استثناء.
لقد تعلمنا في سوريا بعد كل آلامنا غرابة استخفاف الناس بأبسط النعم لديهم، في محاضرة كنت أسمعها لرجل أعمال غني وناجح يدرس فيها كيف تنمي مالك وتطور عملك، كان يحاضر طلاباً أمريكين فأخبرهم أنهم الآن في هذه المحاضرة جاؤوا لكي يعرفوا كيف يحصلون على مال أكثر، وقال أنكم تعتبرون أنفسكم لستم أغنياء وتحتاجون مالاً أكثر ولكنكم حقيقة أغنياء جداً، أنتم فقط اطلعوا على أحوال بعض دول أفريقيا أو الدول النامية وستعرفون كيف يفقدون أبسط الأمور البديهية بالنسبة لكم، كنت أشاهد هذا وأصدقه، وأستغرب كيف لأولئك الأشخاص أن يشعروا أنهم يريدون المزيد.
في الختام، دع عنك يا صديقي مثل هذه الفكرة المريضة، اختر هدفاً وغاية نبيلة في هذه الحياة وسترخص مثل هذه الأمور أمامك، أدعوك وأدعو نفسي، إن رسالة الأنبياء كانت عطاء، عطاء ربما قوبل بالإنكار، وكأني بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، كم كانت مليئة بالعطاء، أتساءل حيناً كيف يمتلئ وعاء يعطي كثيراً وهو الذي ابتلي بالكثير من نقص من هذه الدنيا.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
هل تشعر أنك وحيد ولا أحد حولك .. حسنًا إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=43221