7 نصائح عميقة تخلصك من الغيرة ومقارنة نفسك مع الآخرين
الغيرة من الأمور التي تسمم علينا الحياة وتجعلنا نشعر أننا لا نملك أي شيء، الغيرة تعمينا عن النعم التي نملكها وتجعلنا سلبيين
add تابِعني remove_red_eye 77,822
في زمن مواقع التواصل الاجتماعي صرنا نعرف أكثر عن من حولنا، وندرك أخبار القريب والبعيد، معظم الأخبار هي عن الإنجازات والاستمتاع بالحياة، أدى ذلك لظهور معركة مقارنة طويلة في داخل الكثير من الناس بين أنفسهم والآخرين، بما أنك قادر على رؤية الأفضل فأنت أقل تقديراً لما بين يديك الآن، أقل تقديراً حتى لنفسك وقدراتها ومواهبها وكل شيء فيها.
الغيرة شعور خلق مع الإنسان وقد يكون خطيراً
الغيرة شعور يشعر به كل الناس بدون استثناء، وهو شعور خطير بخطورة القتل، لدينا قصص من التاريخ والقرآن عن من قتل بسبب الغيرة أو الحسد (قصة قابيل وقتله لهابيل)، عن من صنع الكيد والمفسدة بسبب الغيرة (قصة إخوة يوسف، قصة بني إسرائيل مع الرسالة الجديدة)، الشيطان نفسه نعلم قصة “أنا خير منه” لذا فإن الغيرة شعور خطير إذا لم يحسن الإنسان التعامل معه ومع ذاته فيه.
الغيرة تنبع من المقارنة، بين نعمة يملكها شخص وأنت لا تملكها وتظن أنك تستحقها، إدراكك لهذا الشعور وعدم نفيك لوجوده فيك هو أهم خطوة في انطلاقك للتفكير في كيفية التعامل معه وليس إنكاره.
المشاعر تظهر بدون إرادة، فليست المشكلة في ظهور شعور الغيرة ولكن في ما هية السلوك الذي ستفعله بعده، أحب تلك الكلمة لأحد الأطباء النفسيين الذي تحدث مرة عن معالجة شعور الحزن، كان يقول لماذا دائماً نواجه المشاعر بالعقل، المشاعر تواجه بالمشاعر، فقيامك بإحضار وجبة بيتزا لشخص حزين تكون أفضل من إخباره أن ما يحزن له لا يستحق الحزن ثم تقوم بجمع الأسباب المنطقية لذلك.
فالشعور ليس إرادياً. يحب بعض الناس أن يسلكوا سلوك المحسن إلى ذلك الشخص الذي يحسدونه وأن يدعوا له بالبركة ولكنني هنا أود الغوص أكثر في جعلك تستأصل جزءاً كبيراً من هذا الشعور.
7 نصائح تساعدك في التخلص من الغيرة
1. لا أحد ولا سعادة كاملة
حتى لو كانت تبدو السعادة التي تراها كاملة فهي ليست كذلك للجميع؟ نعم للجميع، هذا قانون النقص في هذه الدنيا. ببساطة لا توجد سعادة كاملة، فالذي لديه أفضل منزل يكون هذا المنزل كبيراً ومكلفاً من حيث الأعطال الدائمة، والذي لديه أفضل الأولاد بعض أولاده يعاني من مرضٍ ما أو ظروف صعبة أو ربما جميعهم مسافرون وليس بقربه أحد، والتي تزوجت من غني ربما كانت تريده أبيضاً وهو أسمر، والذي كان عرسه في أفخم وأغلى صالة تبين أن طعامهم غربي ولا يحبه، وغير ذلك الكثير، ببساطة نحن عندما نحصل على سعادات في هذه الدنيا نحب ميزاتها ونرى نواقصها ثم نكمل ونتغاضى.
أنت تستطيع أن تبحث عن أشياء يحسدك الناس عليها، أخبرني أتراها كاملة، ألا تبدو بعض أجزائها سيئة وتزعجك، قس ذلك على سعادات الناس، وحتى سعاداتهم المذهلة أتعلم أنهم يعتادون عليها بعد فترة؟ ثم يطمحون إلى شيء أفضل؟ ثم ينسونها أحياناً بسبب انهماكهم في هم من هموم الحياة آخر لا تعلمه. ولا أثبت لذلك من قول الآية “وقليل من عبادي الشكور”.
2. ركّز على ما لديك وليس ما لديهم
ابحث حقاً عن شيء تملكه ولا يملكه، عن أم وأب لديك وهو فقدهما، عن بيت آمن وهو في بيت إيجار، عن طولك وقصره، عن نحافتك وسمنته، عن راحة بالك وهو مهموم بشركةٍ كبيرة يعمل ليل نهار ليحميها من أي فترة خسارة، عن الكثير والكثير، انظر بعينيك. هذا يساعدك في أمرين: أن تعرف أنك لست أنقص منه رزقاً، وأن تغبط نعمة لديك، ثم نعمة وراء نعمة ستبدأ ترى أموراً لم تراها من قبل، ستبدأ تمتن شيئاً وراء شيء بين يديك.
هل هذا يعني أن أقوم بتعيير الشخص لأرتاح؟ لا، أنت لا تعيره، أنت لا تقول أنك أفضل منه، أنت تقول أنا وهو مرزوقون ومبتلون، وأنفعنا أصبرنا على بلاء وأحمدنا لرزق.
3. اصنع لنفسك خطة حياة وعملاً جاداً
عندما يكون للإنسان هدف ورسالة، ويعيش يسعى تبدو حياته ذو معنى، تتوضح رؤيته، وعندما يبذل ويبذل يمتلئ وقته وتتناقص نشاطته التي لا معنى لها وعاداته السيئة من تدخين ولهو. عندها تتزايد كمية الرضا لديه، فهو عندما يرى الأنجح منه والأقوى والأكثر جاهاً يعود لنفسه فيرى أنه يجتهد قدر ما يستطيع ويتعلم قدر ما يرى ويبصر ويعدل في أخطاءه فهو إذاً أدى ما عليه فإن كان رزق النجاح والقوة كان جميلاً وإن لم يزرق فهو في اجتهاد.
أتذكر أحد التحليلات التي شاهدتها مرة حول الاحتياجات الإنسانية، أحد التعديلات على هرم ماسلو، أن الارتباط بغاية كبيرة، بشيء أكبر من الشخص هو أحد الاحتياجات الإنسانية، نحن نحتاج أن نرتبط بغايةٍ كبيرة.
4. اعرف أنهم أيضاً ربما ينظرون للأعلى
لقد سمعتها من أحد النساء الناجحات جداً، مهندسة من سوريا تمكنت وعلى الرغم من الظروف بالتميز في مجالها في فرنسا ثم انتقلت إلى أمريكا وبدأت تأخذ عقود عمل بين دول مثل اليابان وغيره، استغربت في لقاء لها أنها حينما كانت تسأل عن انبهار الناس بها قالت أنها هي أيضاً ترى أشخاصاً ضمن مجال عملها أفضل منها وتفكر في نفسها كيف هم أصغر منها عمراً وفعلوا كذا وكذا وهي أكبر ما زالت لم تفعل هذا.
كأنه سلم طويل جداً درجاته دقيقة وكل إنسان في درجة ما عليه، الكثير أدنى منه والكثير أعلى منه. هل هذا كفران جديد للنعم؟ عندما يطمح الإنسان نحو إنجاز أفضل وهمة أعلى وقيم وأخلاق أرفع وعطاء أوسع فهذا من إصلاح نفسه، أما الطموح في بيت أفخم وطعام أوفر وتقليلاً في ما يملكه فهذا ربما يدخل في كفران النعم.
5. لا تتذمر من طعامٍ قط
جربت الالتزام بهذا فكان له أثر عجيب في تنمية شعور الرضا داخلياً، وفي الكثير في حياتك إن خففت من التذمر من النعم تفقز قفزات هائلة في شعور الرضا لديك. عندما بدأت قدر المستطاع عدم العيب على طعام، صار بعد شراء وجبة غالية الثمن التي أكلتها ووجدت أنها ليست لذيذة صار التفكير أن الحمد لله أنني من المحظوظين الذين باستطاعتهم شراء طعام غال من مثل هذا. إن تخفيف إعابة أي نعمة يساعد في تحويل الفكر للتركيز على ميزاتها.
6. الغيرة المحمودة
تعلمت مرة في إحدى العلوم الاجتماعية أن لكل شعور وظيفة، فالحزن يدعوك لإعادة الحسابات والتأمل، والغضب هو اندفاع لرفع ظلم، والغيرة هو طلب تحسين لذاتك. الغيرة المحمودة تكون في الغيرة من الهمم والعطاء والإيمان، لقد نفعتني الغيرة جداً في هذه الأمور، ودفعتني لإصلاح نفسي أكثر، فالأشخاص الأفضل منك في هذا يرفعون سقف معاييرك، يرفعون من ظنونك حول ما يمكنك فعله، فتندفع بقوة للبذل والتعلم وتقويم أخطاءك.
إن محاولة تعديل تيار الغيرة نحو غايات نبيلة يجلعها شعوراً دافعاً للخير مبعداً عن الشر. بل حتى ستصبح ترى من هو أقل منك نعماً وأكثر منك عملاً وإنجازاً فتقل الغيرة لديك في أمور أخرى.
هل تنتهي الغيرة نهائياً بعد إصلاح الفكر هذا؟
يبقى ما يقذف في قلبك من غيرة ليس فيها ولا أي سبب منطقي، فلا النعمة التي مع ذلك الشخص تهمك ولا تصلح لك وأنت تعرف ومتأكد من ذلك، فهذا يذهب بالحمد وطلب المغفرة.
في الختام عندما تصبح شخصاً ساعياً نحو غاية نبيلة في حياتك، باذلاً جهدك، مصلحاً في نفسك، متعلماً للحمد في أمرك قدر ما تستطيع تنكمش الغيرة في قلبك كثيراً جداً وتعيش راحةَ وأمنَ وطمأنينةَ الرضا التي لا أجمل منها.
add تابِعني remove_red_eye 77,822
غيرتنا من الناس، هذا الموضوع الذي ننكره ولا نتحدث عنه بشكل جيد دعنا نفصل فيه ونعالجه سوياً
link https://ziid.net/?p=42919