5 قوانين سحرية للسعادة في الحياة  

الأيام لا تُغير ملامحنا فحسب بل تترك أثرًا في نفوسنا وتعطينا فرصة أخرى للنظر في الأمور من زوايا مختلفة تمامًا، ولذلك قررت أن أحدثكم مجددًا عن السعادة كما فعلت في سباق الخمسين بالعام الماضي، أتذكر أني أخبرتكم أن السعادة بالنسبة لي تكمن في الاستمتاع بالأشياء البسيطة، وهي كوب نسكافية وجلوسي لكتابة مقالاتي على شاشة الحاسوب مع سورة البقرة بصوت الشيخ مشاري، ولكن في تلك الأيام حُرمت حرفيًا من الاستماع لسورة البقرة بصوت الشيخ مشاري والشيخ عبد الرحمن السديس لأن الإنترنت به عطل في منزلي ولا يوجد على حاسوبي سوى المصحف بصوت الشيخ الطبلاوي-رحمه الله-.

طبعًا أنا اعتدت على الاستماع للشيخ الطبلاوي منذ صغري، ولكن الآن عدم وجود سورة البقرة بصوت قرائي المفضلين يشعرني أن يومي به شيء غريب، وهذا مثال بسيط على كيف تتغير مشاعر البشر لمجرد حدوث شيء خارج عن إرادتهم، ولذلك قررت أن أكتب لكم اليوم عن كيف تحصل على السعادة حتى ولو كان الكون كله ضدك.

1- قدّر وتجاهل

في القرن الواحد والعشرين أصبح الإنترنت من الأشياء الهامة والضرورية في حياة البشر، ولكن بالنسبة لي هناك 3 أشياء لا أستطيع الاستغناء عنهم بخلاف الماء والأكسجين، والإنترنت مع الأسف واحد من تلك الأشياء، ولكن فجأة انقطع الإنترنت عني، وقتها شعرت وكأن الحياة توقفت حرفيًّا، ولكني تعلمت درسًا مهمًّا جدًّا، وهو أن أُقدر وأعتز بوقتي وبوجود أسرتي معي، وحتى بكتبي التي لم أقرأها بعد، وبشروق الشمس وبلون السماء وقت الغروب.

وحينها أدركت أن 60% من وقتي كل يوم أمضيه مع شاشات صماء، ولهذا أخبرت نفسي أن السعادة قد تأتي في صور مختلفة، واختفاء الأشياء التي نحبها من حياتنا لا يعني أبدًا أن التعاسة أصبحت قدرنا-بالعكس تمامًا- لأن المحنة قد تقودنا لدروب أفضل؛ لذا حاول بقدر المستطاع أن تُقدر قيمة الأشياء التي تملكها وتتجاهل كل شيء حُرمت منه؛ لأن الخير دائمًا فيما أختره الله لك.

2- لا تهرب من الحياة

في كل مقالة أكتبها لزدّ أشعر كما لو أن قرائي يعرفونني أكثر من أصدقائي المقربين؛ لأني أخبركم بأسراري التي لا يعرفها عني سوى المقربين مني فقط، والسر الذي سأخبركم به اليوم هو كوني شخصية تعشق الهروب؛ فكلما شعرت باستياء شديد أدخل أيّ قوقعة من قواقعي السرية إما أدخل عالم موازي مع شخصيات أتخيلها، ولاحقًا أقوم بتحويلهم لأبطال رواية جديدة، أو أذهب للنوم، أو أبدأ هواية تُعيدني لأيام الطفولة كالرسم والتلوين واللعب بالمكعبات، ولكن هل تعلمون متى يحدث ذلك؟؟ يحدث بسبب صدمة عنيفة أو في أوقات بعجز فيها عن حل المشكلة بكل السبل.

وقتها لا أجد أمامي سوى الاستسلام للعاصفة وعدم مواجهتها، وهذا مع الأسف يحدث لي تلك الأيام، ولكن على الرغم من كل شيء سلبي يحيط بي الآن إلا أني سعيدة؛ لأني متأكدة أن بعد كل عاصفة في حياتي سيأتي الربيع، وأن أشد لحظات الليل ظلمة ستنتهي لا محالة بشروق جديد، ولكن القانون الثاني للسعادة لا يخبركم أن تهربوا من مشاكلكم بل على العكس تمامًا؛ فمن أهم أسباب السعادة في الحياة هو التخلص من مشاكلك؛ لأنها لن تسمح لك بالمضي قُدمًا، وبالنسبة لتلك التي تعجز عن حلها لا ترهق نفسك معها واتركها للوقت، وصدقوني الزمن كفيل بحل كل أمورنا العالقة.

3- اصنع عالمك الخاص

الإنسان قادر على جلب السعادة لحياته بسهولة إلا أن أغلبنا مع الأسف يجهلون السبيل لذلك، والسبب يكمن في عدم معرفة أنفسنا، وما الأشياء التي نحب القيام بها، مع أن إجابة تلك الأسئلة سهلة وبسيطة يكفي فقط أن نجلس مع أنفسنا ونرى الماضي ونكتشف هواياتنا التي أمضينا معها أغلب أوقاتنا، أنا عن نفسي عالمي الخاص إما بين رائحة الكتب والأدوات المكتبية أو مع الحضارات القديمة وتاريخ البشرية؛ لأني أحب أن أكتشف التغيرات التي طرأت على أفكار البشر ومشاعرهم على مرّ العصور، ومن وجهة نظري البشر يناضلون في الحياة من أجل شغفهم وأهدافهم، ولكن سعادتهم مرهونة بعثورهم على عالمهم الخاص.

4- احذر من السموم الثلاث

سمعت كلمة من شخص عن القدر الذي ألقى بي في طريق الصحافة، حينها أخبرني أن حياتي تصلُح لشخصية كاتب بسبب أحداثها الملحمية، وقتها سألت نفسي عن أكثر (3) أشياء كرهتها في شخصيتي، وحرمتني من السعادة فترة طويلة.

• الندم

أكثر شعور كرهته في طفولتي هو الندم؛ لأني ندمت على صمتي وخوفي من جرح مشاعر الآخرين على حساب مشاعري، وعلى كلمة “لا” التي لم أصمم عليها واستبدلتها بنعم مزيفة، وقتها أدركت أن السعادة والندم لا يجتمعان أبدًا؛ لذا قررت ألا أترك نفسي فريسة لفخاخ الندم مجددًا.

• تضيع الوقت

من وجهة نظري لا يوجد إنسان فاشل في الحياة، ولكن الشخص الفاشل هو من يُهمل وقته ولا يستثمره، وبالنسبة لي مصطلح استثمار الوقت يعني قضاء كل لحظة في حياتك بسعادة حتى ولو كانت تلك اللحظات تمضيها في مشاهدة فيلم أو حتى أثناء الاستماع لمطربك المفضل، كل هذا مسموح طالما ستمضي الوقت بسعادة.

• إهمال أحبائك

هناك اعتقاد غريب عند البعض بأن توفير سبل الراحة والحياة الكريمة للأولاد والزوجة أهم بكثير من تمضية الوقت معهم، ولكنهم لا يعرفون كمّ أن الوقت غدار، ومن الممكن أن يفقدوا أحبائهم في لحظة، لا أريد أن أختم المقالة بتشاؤم، ولكن مع الأسف تلك هي الحقيقة والتي يجب أن ندركها جميعًا وهي أن أحباءنا أهمّ بكثير من السعي وراء المال؛ لأن كسب المال غير محدد بوقت على عكس أعمار البشر.

5- اكتشف نفسك

من أهم قوانين السعادة أن تعرف نفسك وتحقق أهدافك، وكل من ترك بصمة في الحياة يعرف جيدًا معنى السعادة، وكيف يتغلب على الحياة ويُسعد نفسه رغمًا عن كل شيء، وفي المقالة الجديدة بإذن الله سأخبركم بالتفصيل عن كيف تُحقق ذاتك وتترك بصمة في الحياة.

في الختام

أهم قانون في السعادة هو الرضا والصبر على الشدائد، وتقتنع أن المحنة قد تكون أفضل بكثير من المنحة؛ لأنها قد تنقذك من مصير أسوأ، وآخر قانون سأخبركم به هو تلك الجملة “لا تكن لينًا فتُعصر، ولا صلبًا فتُكسر”، وحاول أن تكون مَرنًا مع الحياة، وتثق أن الأوقات الصعبة لا تستمر ومصيرها للزوال، وإن عاجلًا أو آجلًا ستنقلب الأمور لصالحك.

إليك أيضًا

• 15 نشاطًا للعناية بنفسك بالمنزل 
• هي محط كل الاهتمام: كيف تعتني بنفسك؟
• كيف تكف عن الاهتمام بنظرة الآخرين لك؟