3 عوامل تؤثر على إدراكنا للوقت في أداء المهام
لماذا نعجز عن إنجاز مهامنا في وقتها، لماذا نشعر أحيانا أن الوقت مضى سريعا هل حقا اللحظات السيئة أطول بكثير من الأوقات الجيدة؟
add تابِعني remove_red_eye 11,047
لا يختبر جميع الناس الوقت بالتَّساوي، بل تتشكَّل تصورات الأشخاص للوقت من خلال الثقافات الأصلية والمحلية ، واللغات التي يتحدثون بها ، ومهنهم وأعمارهم ، والتقنيات التي يستخدمونها ، وقبل كل شيء ، من خلال العمليات التي تتم في أدمغتهم، نحن لا نفهم الوقت ككمية محدَّدة بل نراه من خلال التغييرات التي تحدث نتيجة مرور الزمن، حين نقوم بملاحظة مدة الأحداث وتتابعها ثم نترجمها إلى وحدات قياس (الثواني والدقائق والأيام).
العوامل التي تؤثر على إدراكنا للوقت
١.تغيرات الجسم في الاستجابة للوقت
مؤكد أن لدينا نوعا من آلية توقيت داخلي يُطلق عليها الساعة البيولوجية، وهي تحافظ على تزامن عملياتنا العقلية والفسيولوجية مع دورة الليل والنهار على الأرض يمكن أن تؤثر الاختلالات في هذا الإيقاع على عافيتنا وبالتالي على إنتاجيتنا، الطريقة الأكثر وضوحا لإستجابة أجسامنا لمرور الوقت هي التقدم في السن مع مضيِّ كل سنة ، يتغير النظام العضوي لجسم الانسان ، ويتغير معه تصوره للوقت ، مما يجعله يشعر بأن الوقت يمر بسرعة أكبر.
في حين يوم كنا أصغر كان يبدو الزَّمن طويلا و السَّاعات كثيرة، فعندما كنا صغارًا ، كان يبدو أن العطلة الصيفية تستمر دهرًا ، وكان انتظار الأعياد يشعرنا أنه بعيد جدًا، بينما حين نكبر تصبح الأوقات متقاربة، و عندما نشيخ يخيل الينا أن أسابيع وشهور ومواسم كاملة تختفي من التقويم في غمضة عين.
٢.ثقافة البلد
إن التأخُّر ليس شيئًا جيدًا ، ولكن إذا كنت تقابل زميلًا هنديًا ، فمن المحتمل ألا يمانع في عدم حضورك في الوقت المحدد، بينما إذا كنت ستذهب إلى اجتماع في اليابان فمن الأفضل أن تسرع، تختلف المواقف مع الوقت باختلاف البلدان والثقافات، فالأوروبيون الغربيون واليابانيون يقدّرون الالتزام بالمواعيد ، في حين يبدو أن البرازيليين لديهم تسامح كبير في الامر،
الشعوب والجماعات العرقية من المناطق الريفية في العالم تقيس الوقت من خلال الأحداث المحيطة بها، فمثلا بدل القول نلتقي على الساعة 7 صباحًا ، يصرحون أن الاجتماع سيكون “عندما تخرج الأبقار للرعي”،وفي مدينة شرق أفريقية -حيث يتحدثون لغات ليس فيها كلمات عن الماضي أو المستقبل- يصف المتحدثون الوقت بأنه “اليوم” أو “ليس اليوم”.
و كثير من الناس في الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية يستخدمون الوقت للتعبير عن المسافة فلو سئل أحد عن أقرب محطة وقود لقال إنها تستغرق خمس دقائق بالسيارة، أحد الأسباب في ذلك هو أنهم يعطون قيمة اقتصادية عالية للوقت ، ويتحولون إلى تصفية كل شيء من خلاله، عندهم “الوقت هو المال” ، ولا يريدون إهداره، و هذا ما يزيد من وتيرة الحياة العامة هناك.
و مع كل هذا فإن العيش في ثقافة معينة لا يجعل الشخص متزامنًا تلقائيًا مع الجميع ، فإدراك الوقت وتجربته فرديان للغاية ، ولكل فرد جدوله الزمني الخاص .
٣.التكنولوجيا
التكنولوجيا نعمة ونقمة عندما يتعلق الأمر بعلاقتنا مع الزمن، تساعدنا الساَّعات والتقاويم ونظيراتها الرقمية في فهم الأيام لدينا ، لكنها تؤثر حتما على الطريقة التي نتصور بها الوقت، تؤثر أداة بسيطة مثل الساعة الرقمية على إدراك الوقت بشكل مختلف عن نظيرتها التماثلية فالأخيرة تمثل الوقت كعملية ذات إشارات بصرية لما حدث وما يأتي بعد ذلك. بينما تُظهر السَّاعة الرقمية الوقت في هذه اللحظة و فقط، وهكذا كلما كانت الأجهزة أكثر تعقيدًا كان لها تأثير أكثر عمقًا.
الكثير منا يتناول الهاتف كلما شعر بالملل أو جلس في انتظار شيء ما، استخدام الهواتف بهذا الوصف يجعل الوقت يبدو أسرع ، و هذا ما يخلق وهم التحكم ،فالحقيقة أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي لملء وقت الانتظار “الفارغ” وإقناع أنفسنا أنه أفضل من “عدم القيام بأي شيء”هو مجرد وهم، هكذا نلاحظ كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تمحو الخط الفاصل بين وقت الفراغ ووقت العمل من جهة، وبين النشاط الإنتاجي والإلهاء من جهة اخرى.
يستخدم المصممون ألوانًا معينة للتأثير على المشاعر والإدراك، فتوظيف الأزرق والأخضر لشريط التقدم يجعل الناس يعتقدون أن ملفاتهم يتم تنزيلها بشكل أسرع.
البشر سيئون في تحديد المواعيد وتقدير الوقت و يسهل جدا خداعهم في ذلك و تلعب العديد من العوامل دورًا في تصورنا المشوه هذا، وحيث أن معظمها يصعب أو يستحيل تعديلها فالزمن ليس شيئًا يمكننا تغييره ، إلا أن علينا السعي لإصلاح إدراكنا المختل للوقت ، يمكننا إعادة تقييم علاقتنا به لنصبح أكثر وعياً بكيفية قضاء أيامنا ، وعلينا فهم كيف يؤثر تصورنا للوقت على نوعياتنا كما يهمنا بالتأكيد البحث عن أساليب لإدارة الوقت تجعلنا نشعر بأننا أكثر سيطرة على وقتنا وأقل احتمالا بأن نصبح من ضحاياه.
add تابِعني remove_red_eye 11,047
مقال يخبرك عن العوامل الأساسية التي تؤثر على إدراكك للوقت
link https://ziid.net/?p=44824