بداخل كل إنسان منا نقاط ضعف في شخصيته والتي تظهر عادةً في بعض الأحيان بشكلٍ سلبي أمام الآخرين لتؤثر على شخصيته أو أدائه، ومن الممكن أن يستغل تلك النقاط أحد ما ويستطيع من خلالها التأثير عليه تأثيرًا سلبيًا مما يؤدي إلى تولّد حالة غير صحية لديه تؤثر على حالته النفسية أمام نفسه والآخرين بوجهٍ خاص وتؤثر على حياته بوجهٍ عام. لهذا يجب التعرف على تلك النقاط ومحاولة تجاوزها واستخدامها بالشكل الصحيح، أو معرفتها ومحاولة إخفاءها عن الآخرين ومحاولة التأقلم مع الحياة الاجتماعية بصورةٍ طبيعية.
تختلف نقاط القوة والضعف من شخصٍ لآخر، ومن الطبيعي وجود نقاط تغلب على الأخرى، ولو توازنت النقاط جميعها لدى الجميع لأصبح الجميع ناحجين متميزين أو غير ناجحين ولا متميزين وهذا يحدث خللًا في المجتمع، كما أن وجود نقطة ضعف لشخص لربما تكون نقطة قوة لآخر وهكذا.
إحدى الطرق الرئيسية في التعليم هي تصحيح الأخطاء، فالأخطاء علميًا تؤدي إلى نمو خبراتنا و معارفنا كما أن الاخطاء ربما تكون جيدة لنعلم جيدًا أين نقاط الضعف أو الخلل في الشخصية للتعلم منها وإدراك الأخطاء ومحاولة تصحيحها. إن معظم الناس الذين يبصرون الأخطاء ويلاحظونها يخف كربهم وتوترهم عندما يدركون أن أي كائن بشري معرّض للخطأ كما أن قبول الأخطاء و الاعتراف بها أحيانًا يكون ممتعًا عند ممارسة هذا الأمر.
ما تحتاجه للتغلب على نقاط ضعفك وتحويلها إلى نقاط قوة:
كن صادقًا مع نفسك في معرفة نقاط ضعفك
لكي تتخلص من نقاط ضعفك عليك تدوين كل نقاط ضعفك في دفتر ٍجانبي وتدوين بعض المواقف أو الجمل التي تستطيع التأكد من أنها تشكل بشكلٍ سلبي عليك مثل أنت لا تستطيع!! أو أنت فاشل أو غير ناجح!! وإن شعرت بأنها تترك أثرًا سلبيًا عليك، ولكن عليك تقبل ذلك الواقع ولو كان محبطًا ومزعجًا.
معرفة نقاط قوتك وضعفك والموازنة بينهم
بعد أن تمكنت من تحديد نقاط ضعفك والاعتراف بها أمام نفسك عليك أن تتعرف على نقاط قوتك وأن توازن بينها وبين النقاط الضعيفة فيك وأن تضع نقطة بعيدة المدى والوصول إليها بوقتٍ محددٍ لتثبت لنفسك أنك شخص قادر ويستطيع مواجهة نفسه ونقاط ضعفه وقادر على مواجهة الحياة ومقاومة المشاعر السلبية واستبدالها بنقاطٍ إيجابية، لكن الأمر لا يحدث سريعًا، عليك التأني وتقوية نقاط ضعفك.
عدم إظهار نقاط ضعفك لأحد
مهما كنت تملك من نقاط ضعف يجب عليك مواجهة نفسك فقط بها وعدم التحدث عنها لأي شخصٍ غريب لربما يستخدمها مستقبلًا ضدك أو يستغلها بشكلٍ غير صحيح وغير أخلاقي تجاهك، لذا عليك دائمًا الاحتفاظ بتلك النقاط لنفسك ومعالجتها ذاتيًا بداخلك.
حاول تنمية الروح الإيجابية لديك
لتتمكن من التخلص من تلك النقاط والسلبية في حياتك عليك أن تكون إيجابيًا، وتتحلى بروحٍ رياضية تتقبل النقد وتستفيد منه وتحسين أي أخطاء قد تحصل مستقبلًا، وأن تقنع نفسك بأنك شخص قادر وناجح وتستطيع أن توجه أي شيء لوحدك وأن تلغي المشاعر السلبية والإحباط من نفسك وأن تتحلى بالعزيمه والإصرار والمثابرة لتبقى دائمًا الشخص الناجح الذي يصنع من نقاط ضعفه قوة.
حاول الوصول لهدفك ولا تلم نفسك في حال الفشل
للخلاص من تلك النقاط السلبية في حياتك عليك وضع خطة وأهداف واضحة نصب عينيك والعمل على تحقيقها تدريجيا، وإن لم تستطع لا عليك! جرب مرةً أخرى حاول أنت تستطيع ولا تلقِ بنفسك في دائرة اللوم وتحبط على العكس تمامًا. كثيرًا من العلماء كانوا لا شيء في بداياتهم، لكن العزيمة والإصرار وإقناع ذاتهم بأنهم قادرين على فعل المستحيل وصلوا لمبتغاهم وتغلبوا على ضعفهم.
انظر لخارج دائرتك لا تبقي نفسك في دائرة مغلقة
لمعالجة أوجُه الضعف فيك عليك النظر خارج الدائرة المغلقة والتعامل مع الآخرين، وقراءة الكثير من كتب التنمية البشرية وقصص النجاح، وحضور الندوات والدورات التعليمة وتعلم مهارات جديدة، ويمكنك أيضًا ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم أسبوعيًا لتنشيط الدورة الدموية والذاكرة.
تجنب المزاح القائم على التهكم
تنبّه وكن يقظًا من الحوادث المضحكة أو السخيفة (الضحك الذي يدعو للسخف) التي تستمر طوال الوقت، أي أنه إذا كان الأمر لا يدعو للضحك حاول أن لا تضحك، وإن كنت في عملٍ رسميٍ وجدي حاول أن تتحلى بروح الجدية والمشاركة والتفاعل بطريقةٍ تلائم ما أنت فيه، و لكن انظر فقط إلى الجوانب المسلية في أوقاتٍ معينة وحاول أن تكون مداعبًا حتى لو كنت تعمل عملاً جادًا.
التقرب من الله تعالى وهي نقطة أساسية
الصلاة والعبادة لها دور كبير في تحسين نفسيتك وتعزيزها وقوتها، وذلك لأن الله يزرع الطمأنينة والقوة بشكلٍ روحاني من خلال الدعاء والاستغفار، وبتضرعك إليه سبحانه وتعالى ستستطيع دون أدنى شك بالتخلص من جميع نقاط ضعفك وفشلك. ثق تمامًا بأن الله لا يخذل عبدا رفع إليه يديه ودعاه.
link https://ziid.net/?p=34472